هل تكسير الأقلام الشعبية يوقف نزيف الجروح الحكومية؟

تم نشره الأربعاء 19 أيلول / سبتمبر 2012 06:53 مساءً
هل تكسير الأقلام الشعبية يوقف نزيف الجروح الحكومية؟
د. ماجد احمد الحياري

 

لفيف من الحاشية المُوسوسين ، وحشد من صناع القرار الفادسين وغيرهم من المتسلطين والمتنفذين والمتخاذلين، وطائفة من النواب والأعيان المشرعيين وطائفة منهم آخرى على كل ما شرعوه مُصادقين، لعبوا دوراً كبيراً في خداع جلالة الملك للمصادقة على قانون المطبوعات والنشر وترسيخ الاعتقاد لديه بعدل هذا القانون وأن هذا الوقت المناسب لإصداره وبالتالي ولادة هذا القانون وخروجة إلى الظلمة حيث لا نور ينتظر هذا المولود ... خرج إلى الظلام وسيجد الظُلم ينتظره فرحاً بولادته لأن ولادة إبنه غير الشرعي سيسوغ ويبرر للظلم فرض نفوذه ويكسر الأقلام التي تكتب وتعبر عن رأيها ... وسيكسر كل الأيدي التي تعبر عن واقع الحال وتكتب عن الفاسدين وأشكال الفساد .... وسيطفئ كل العيون التي رأت الفساد يعم وينتشر.... وسيخمد الانفاس ويقطع هواء الحرية ... فلا ضير إذا مت فلم تعد مهما يا أيها الأردني... ولم تعد تعني شيئاً سواء كنت على وجه الأرض أم تحتها فحياتك ليس لها معنى وصوتك المكبوت لا يصلنا.
من وجهة نظري المتواضعه أتى القانون بالوقت الخطأ والشكل الخطأ لينم عن فشل السلطة التشريعية ويعكس بوضوح تخاذلها وأنصياعها لتحقيق مصالحها الشخصية بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن الأردني ومن خلال منابر المواقع الألكترونية سأوجه كلامي لجلالة الملك لعل صوتي يصل عبر أحد المواقع قبل أن تغلق لأن الصحف المحليه لا تنشر أي شيء يتعارض مع سياسة الموالاة وتجميل الواقع الذي نعيشه وتتعارض مع أي كشف للفساد المتفشي والمستفحل وبالتالي قد أبين لجلالة الملك وجهة نظر غيبت عن جلالته.
مولاي.....!!
أيهما الأفضل أن يخرج المواطن الأردني ليعبر عن رأيه وعن سخطه وغضبه وعدم رضاه عن الوضع المتردي الذي يعيشه في الميادين والشوارع أم يعبر عن ذلك عبر مواقع الانترنت وأجواء العالم الافتراضي؟؟؟
هل إصدار هذا القانون في فصول الربيع العربي التي نعيشها أجواءها فيه صواب أم أنه جانبه؟ بمعنى لو صدر هذا التعديل القانون قبل 3 سنوات فهل سيثير سخط وغضب الجمهور كما يثيره الآن؟
هل تكسير الأيدي يا جلالة الملك يمنع أن تتعالى الأصوات التي تريد أن تعبر عن الكبت الذي تمر فيه؟ وهل يوقف الآلام الحكومية تكسير الأقلام الشعبية؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن صوت واحد يقف وينادي ويندد على الأرض الحقيقية يعادل آلف صوت ينادي ويندد في الفضاءات الأفتراضية؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن كلمات تكتب في خانة التعليقات على الأخبار المحلية كافية لتفريغ هموم الكثيرين بأسماء مستعاره ممن لا يستطيعون التعبير عنها في العلن؟ وأنا منهم.!
هل تعلم يا جلالة الملك أن العالم الأفتراضي لا يمكن السيطرة عليه وبالتالي إذا سجلت هذه المواقع بأسماء أشخاص أخرين في بلدان أخرى لا يمكن اغلاقها بحجة أنها غير مسجله محلياً؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن الصحف الإلكترونية هي البئر الذي يفرغ فيه الأردنيون همومهم ويصرخون فيه ليزحوا عن صدورهم هموم كما الجبال؟فالجسم الأردني مثخن بالجراح يا جلالة الملك فهل هذا القانون فيه إخامد لأنفاس الشعب؟
بإعقتادي أن من وضع هذا القانون يدفعون الناس للخروج للشارع الذي يعرفوا كيفية الوصول إليه بدل البقاء في منازلهم وبالتالي يكون من وضع هذا القانون "عورها بدل ما يكحلها " ... وبذلك يصبح كل شيء في بلدي ممنوع.... فالتظاهر ضد الحكومه ممنوع..... والإعتصام لتحسين الأوضاع ممنوع.... وأن تعبر عن رأيك بصراحه ممنوع.... وأن تتكلم ممنوع.... وأن تتنفس ممنوع...وإذا التزمت بتصير مواطن أردني صالح ... وغير هيك يا ريت إنك تموت وتريحنا منك ومن قرفك وطبعا أحسن ما في الموت أنه بريحنا من قرف هيك عيشه في ظل هيك قوانين... يحضرني في هذه اللحظه أبيات شعريه للشاعر خليل مطران يقول فيها:ــــــ
شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا وَاقْـتُلوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا
إِنَّما الصَّالِـحُ يَـبْقَى صَالِحاً آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا يمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَـطِّـعُوا الأَيْديَ هَـلْ تَقْطِيعُها يَـمنَعُ الأَعْينَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا
أَطْـفِئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا يمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ وَبِـه مَـنْجـاتُنَا مِـنْكُمْ فَشكْرَا
يا ترى بعد أصدار هالقانون وبعد المصادقه عليه راح ينشروا هالمقال؟؟؟ الله تعالى أعلم.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات