انخفاض نسبة الرجال المعنفين من زوجاتهم إلى 1.2%

المدينة نيوز - العض و"المقشة والحذاء" أبرز ادوات ضرب الرجال..
إمرأة تقضم اذن زوجها بعد علمها بنيته تثنية الزواج وأخرى تسكب الزيت المغلي على وجهة
اعتمدت سيدات في المجتمع الأردني وسائل العض والاظافر وادوات صلبة تتوافر عادة في المنازل مثل "المقشة والحذاء والمكتة والمزهرية" للدفاع عن النفس في حال قتالهن مع ازواجهن.
وتكشر المرأة عن انيابها عندما يتنامى الى مسامعها نبأ رغبة زوجها في الزواج من اخرى لدرجة ان احداهن قضمت اذن زوجها الطبيب فيما غرزت امرأة اخرى انيابها وقواطعها الحادة في جسد زوجها الضخم الذي هو في العقد الخامس من العمر لتلحق به زهاء 60 عضة بعد ان صارحها بنيته الزواج من غيرها.
ويمتنع الازواج المعنفون "المضروبون" عادة عن ملاحقة زوجاتهم "المفتريات" قضائيا عبر ادارة حماية الاسرة وليس ذلك حرصاعلى عدم تفكك الاسرة، ولكن خشية كشف المستور في ظل مفاهيم المجتمع الذكورية.
وايد ذلك مسؤول رفيع المستوى في ادارة حماية الاسرة الذي اكد لـ "العرب اليوم" ان الادارة لم تتلق منذ عام سوى شكوى واحدة قدمها زوج موضوعها الذم من زوجته، مشيرا الى انه لا بد من وجود ازواج يتعرضون لتعنيف زوجاتهم لكنهم يمتنعون عن تقديم الشكوى حفاظا على شكلهم الاجتماعي بما لا يسبب لهم خدشا لرجولتهم.
وبين المسؤول ان الرجال المعنفين من زوجاتهم في الغالب هم من المرضى او كبار السن او اصحاب الشخصيات الضعيفة.
وكشف مستشار الطب الشرعي والخبير في مجال الوقاية من العنف لدى مؤسسات الامم المتحدة د.هاني جهشان عن انخفاض نسبة الازواج الذين يتعرضون للضرب على ايدي زوجاتهن من 3% الى 1,2% معللا ذلك بنزعة الرجل لطلب المساعدة عقب تعرضه للعنف من زوجته بسبب الوصمة الاجتماعية من ان امرأة هي من قامت بايذائه وبسبب الثقافة السائدة التي تربط بين الرجولة والعنف،فضلا عن خجله والخوف من كشف المستور امام عائلته بانه يضرب على يدي زوجته.
وبين د.جهشان ان هذه النسبة من الحالات المبلغ عنها والذين يراجعون ادارة حماية الاسرة بعد تقدمهم بالشكوى ضد الزوجة لتعرضهم بالضرب لافتا ان النسبة الحقيقية للرجال الذين يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهن اكبر بكثير لكن لا يمكن معرفتها بسبب خجل العديد من الرجال ممن يتعرضون للضرب الافصاح عن الامر حتى لاقرب الناس لهم،مؤكدا ان اغلب الحالات لا يبلغ عنها قائلا" هناك فرق ما بين الحالات المبلغ عنها وبين ما يمكن تسميته بانتشار المشكلة".
وقال "يصعب جدا معرفة ما اذا كان احد الازواج يتعرض للعنف ام لا لخصوصية العلاقة بين الزوجين، وما اذا كانوا يرغبون في الافصاح عن مشاكلهم الاسرية ام لا، موضحا ان غالبية الرجال عندما يأتون للطب الشرعي للكشف عليهم يقعون في الحرج والخجل من سرد تفاصيل تعرضهم للضرب،مشيرا الى دور الطبيب في التواصل مع الرجال الضحايا ليستخلص المعلومات منهم ".
وقد تكون المرأة اكثر شراسة وانتقاما من الرجل في حال عزمت على الانتقام لكرامتها او الدفاع عن نفسها وقد يصل بها الحد ليس للضرب فحسب انما للقتل،فقد لقي لص حتفه على يد امرأة تشادية الجنسية كانت قد حضرت للاردن لغايات العلاج عندما دخل اللص الى شقتها المفروشة في منطقة الشميساني، فما كان منها ومن بناتها الا ان هجمن عليه وأشبعنه ضربا بـ"القباقيب" حتى فارق الحياة.وقرر المدعي العام في حينه منع محاكمتهن معتبرا انهن كن في حالة دفاع شرعي عن النفس.
وسكبت سيدة أخرى الزيت المغلي على وجه زوجها حال ما بلغها رغبته في الزواج من امرأة اخرى عندما فاجأها بالخبر بينما كانت تقلي "البطاطا" فما كان منها الا ان سكبت الزيت على وجهه ما احدث له عاهة دائمة في اذنه بعد ان وصل الزيت اليها.
ولفت جهشان ان الغيرة على الزوج او رغبته في الزواج من أخرى او تعرضها للضرب على يدي زوجها هي من ابرز اسباب ضرب الازواج على ايدي الزوجات "المفتريات"بحسب تعبير بعض الرجال.
ومن القصص التي تثير الشفقة ما تعرض له كهل في الثمانين من العمر للضرب على يد زوجته التي تصغره كثيرا ما ادى الى اصابته برضوض وخدوش نتيجة ضعفه الجسماني، الذي لم يساعده على احتمال ضربه على ايدي زوجته التي لا تزال في العقد الخامس من عمرها.
وتعرض رجل اخر لخدوش شديدة بالاظافر في منطقة العنق والصدر اثر خلاف نشب بينه وبين زوجته.
ونصح استشاري الطب النفسي د.محمد الشوبكي الرجال الذين يتعرضون للضرب على ايدي زوجاتهم مراجعة عيادات الطب النفسي قائلا "الرجل المضروب يعاني من خلل نفسي والا لا يقبل ان يضرب وننصحه بمراجعة عيادات الطب النفسي".
وايده في ذلك د.جهشان والذي دعا ايضا الى عرض المعنفين من الازواج على طبيب نفسي ليس لكونه رجلا،وإنما لكونه تعرض للعنف والضرب.
واوضح ان الرجال المضربين اغلبهم من ذوي الشخصيات الضعيفة او"الماسوشية" أو يعانون من القلق المزمن.مؤكدا ان هذه الظاهرة بدأت تتفاقم في السنوات الاخيرة اكثر من السابق.
وحمل د.جهشان مسؤولية توفير خدمات حماية للاسرة على الدولة داعيا الى توفير مأوى للازواج المعنفين وذلك بتوفير دار ضيافة لاستقبال ضحايا العنف الاسري بشكل مؤقت لحين ايجاد حل للمشكلة بين الطرفين.
واظهرد.جشهان التغير في المجتمعات العربية حيث كان الدور الاساسي في حالة المشاكل الاسرية للعشيرة او العائلة لافتا ان تغير نمط الحياة من الاسرة العشائرية والاسرة الممتدة الى الاسرة النووية في بيئة مدنية وفي انعزال تام عن الاخرين يوقع على عاتق الدولة مسؤولية لتكون بديلا عن التدخل العشائري لحماية الضحايا من الرجال وكذلك من النساء المتعرضين للعنف.
ولفت د.جهشان الى وجود هذه الظاهرة عالميا مؤكدا ان نسبة العنف الذي تمارسه المرأة ضد زوجها عالميا تشكل 5% اما عربيا 2%. ( العرب اليوم )