كيف تكون نصرة الرسول ؟

تم نشره الخميس 20 أيلول / سبتمبر 2012 02:37 مساءً
كيف تكون نصرة الرسول ؟
نبيل غيشان

الدين جزء من منظومة الشرف لدى الإنسان الشرقي مسلما كان أم مسيحيا ؟
 الوقفة التي أبداها العالم العربي والإسلامي تجاه محاولات الإساءة إلى الرسول الكريم كانت على مستوى كبير من الوعي، وأرسلت إلى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية رسائل واضحة لا تقبل التأويل، وقد تكون بعض تلك الرسائل تجاوزت المألوف لكنها في النهاية مواقف يجب أن تصل إلى الغرب ليتعرف إلى ردة فعل الآخرين دفاعا عن دينهم.
 وأول تلك الرسائل أن على الغرب عندما يتعامل مع الإسلام والمسلمين، أن لا يتم على قواعد الحضارة الغربية ومفاهيمها بل عليه أن يأخذ في الحسبان فكر الشرق وقيمه وسلوكياته، وفي مقدمتها تأكيد أن الدين هو جزء من منظومة الشرف لدى الإنسان الشرقي مسلما كان أم مسيحيا.
 وثانيا على الغرب أن يعرف أن تقديس حرية الفرد الشخصية يجب ألاّ يصل إلى حد الإساءة للآخرين وأديانهم، وان تصرُّف أي فرد يجب أن لا يضر بمشاعر الناس، ولا حتى بالصالح العام للدولة نفسها. فماذا جلب الفيلم الذي أساء إلى النبي العربي الكريم؟ هل أفاد الولايات المتحدة أم ضرّها؟ ألم يوقظ روح التحدي والانتقام في الشرق؟
 لماذا تنتفض أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، إذا أساء أحد "الظن" بالمحرقة التي تعرض لها اليهود في أوروبا اثناء الحرب العالمية الثانية على يد ألمانيا الهتلرية؟ من يجرؤ على إنكار المحرقة ؟ وخير دليل ما جرى للفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي. فهل إنكار حادثة تاريخية يُجرَّم، في حين الإساءة إلى نبي يتبعه أكثر من مليار ونصف المليار مؤمن، تعد حرية تعبير؟ إنها معادلة مقلوبة بكل المقاييس.
 إن دفاع العرب والمسلمين عن كرامة نبيهم هَبَّة مبررة لا تقبل النقاش، وهي في الشرق العربي، خاصة في مصر والأردن ولبنان وفلسطين، أظهرت وحدة قومية عربية بين جناحي العروبة من مسلمين ومسيحيين، ورأينا كيف تسابقت الكنائس إلى شد أزر المساجد للتصدي للوقاحة والغطرسة الغربية التي لا تحترم دينا ولا قيما ولا أخلاقا، بل تريد فرض مبادئها وقيمها الزائفة فقط.
 لكن مَن المستفيد من تلك الخزعبلات الغربية ؟ ومَن الخاسر؟ حتما إن الخاسر هو الضعيف اقتصاديا وسياسيا، أما المستفيدون فهم كُثر في المعسكر الغربي، وعلى رأسهم المهووسون الذين يحاولون تأليب القوي على الضعيف لاستلابه، وهم بذلك يريدون حرف مسار المطالبات الشعبية بالحقوق والعدالة والتحديث ومحاربة الفساد، وفي المقابل إلهاء الناس عن الاحتلال الصهيوني وممارساته.
 مَن المستفيد من المواجهة بين الولايات المتحدة والعرب أو المسلمين؟
 طبعا إنها أمريكا آكلة الامبراطوريات،التي لا تقوم خطتها في فرض الهيمنة على العالم إلا عبر سياسة "المواجهة". ألم تستفد أمريكا وحدها من أحداث 11 سبتمبر؟ ألم تطلق تلك التفجيرات العبثية الغول الأمريكي ضد "الإرهاب الإسلامي" وقد رأينا ما حل بنا نحن العرب وما كان مصير القضية المقدسة - فلسطين وما هو الدور الذي بدأت تلعبه الأطراف الدينية المتشددة في منطقتنا التي أخذت مواقع متقدمة في الشارع لم تكن تحلم بها، لكنه جزء من المخطط المرسوم للفوضى والمواجهة.
 إنها سياسة تبادل المصالح، فالولايات المتحدة تريد أن تسيطر على العالم الذي أصبح مجبرا على التعامل بالقيم الأمريكية، والسيطرة لا تتم إلا بالهيمنة عبر "الحروب" التي تبحث عن شرارة يطلقها مجنون وهم كثر في جوانب الأرض الأربعة.
 والمطلوب أن نفوِّت الفرصة على قيام مواجهة عبر التمسك بردود أفعال منضبطة في الشارع توصل الغضب من دون عنف .ولكن في المقابل لا بد من ضرب مصالح كل من يعتدي علينا، وهذا يبدأ بمقاطعة كل وسائل الإعلام التي تنشر الإساءة، وتطوير ذلك إلى مقاطعة منتجات الدول التي تنطلق منها الإساءة، وهي لغة يعرفها الغرب جيدا.
 


 
( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات