استقطاب الأدوار المعكوسة في تركيا

تم نشره الأحد 23rd أيلول / سبتمبر 2012 06:49 مساءً
استقطاب الأدوار المعكوسة في تركيا
عماد عبدالله عياصرة

ظهرت في الآونة الأخيرة بوادر استقطاب تركي كبيرة حيال ما يجري في سوريا، وهذا بطبيعة الحال يعيدنا إلى ما يقرب عقداً من الزمن تحديداً في حرب العراق، عندما قام حزب العدالة والتنمية-الفائز في الإنتخابات آنذاك- بدعم واشنطن في حرب العراق في حين كانت المفارقة الكبرى أن الجيش التركي والعلمانيين عارضوا تلك الحرب. وقد اتضح لاحقاً أن حزب العدالة والتنمية كان يريد استرضاء الغرب ليحسم المعركة السياسية الداخلية مع الجيش التركي والعلمانيين لصالحه.
هذا ما يمكن أن أسميه "استقطاب الأدوار المعكوسة " (وهو مصطلح جديد بالمناسبة)؛ بمعنى أن حزب الشعب الجمهوري اليساري (حزب مصطفى كمال أتاتورك) والجيش وباقي العلمانيين في تركيا من المفترض أن يدعموا سياسات الغرب كحلفاء فكريين تاريخيين، في حين أن حزب العدالة والتنمية اليميني ذو الميول الإسلامية من المفترض أن يعارض السياسات الغربية.
حالة هذا المشهد الإستقطابي تتكرر اليوم فيما يخص الأزمة السورية؛ ففي الوقت الذي يدعم فيه حزب العدالة والتنمية المخطط الغربي تجاة سوريا، نجد أن المعارضة تعارض بكل عنف السياسة التركية فيما يخص الأزمة السورية.
من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية أصبح يواجه خصوماً أقل تأثيراً خصوصاً بعد تهميش دور الجيش في تقرير السياسات، إلا أنه من المؤكد أيضا أن اليساريين والجيش ما زالوا يضغطون بكل قوة تجاة عدم إنجرار تركيا إلى حرب مع سوريا قد تكلفها الكثير.
يبرز على المشهد السياسي التركي أيضاً جماعة صغيرة من داخل حزب العدالة والتنمية تدعم طهران وهي تنطلق بدعوة عدم انجرار أنقرة بحرب ضد إيران وسوريا، حينها ستدفع تركيا الثمن غالياً.
على الجانب الآخر يرى حزب الحركة القومية أو ما يعرف بحزب العمل القومي أن سياسات الحزب الحاكم تجاه سوريا، قد تساهم في انهيار غير مرغوب فيه للنظام في سوريا، حيث أن هذا سيعزز من نفوذ حزب العمال الكردستاني داخل سوريا ويساعده على بناء قواعد جديدة له داخل أراضيها مما يصعب الدور على أنقرة في الحد من طموحات الحزب الداعية لتشكيل دولة أكراد مستقلة.
إن هذه الأدوار السياسية المتعاكسة في تركيا، ستحد بشكل كبير من السياسة الداعمة للحرب على سوريا، وهي مفيدة جداً؛ لأنها حتما ستجنب تركيا ويلات خوض الحرب وتبعاتها.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات