يا شباب الاردن

لا أحد ينكر أن بلدنا يخوض عباب رياح الربيع العربي وتبعاته من عاصفة اشتدت هنا وهناك فقلبت هذا النظام أو ذاك, كل ذلك كان له تأثير مباشر على الأوضاع عندنا أضف لهذا بعض الأمور والأجراءات الحكومية من خصخصة بعض الشركات الكبرى وما رافقها من عمليات فساد مالي وغيره نتج عنها غضب الشارع ممثل بالحراك والإعتصامات , كل ذلك لا يخفى ولا ينكر .

لكن هل صحيح ماينشر من فكر سرطاني دخيل ومرتزق بأن الأمر ميئوس منه وأن لا حلول على السطح , إلى متى ونحن نرى هذا التخبط من الإعلام النفعي الهدف !, فضائيات خاصة تنفث وتنشر رائحة اليأس والقنوط بين افراد المجتمع , متى سيرمى ويخلع هذا الثوب العدائي المستورد قماشه وخيوطه الذي يلبس بعض شبابنا, وهناك من يدفع لعدم خلع هذا الثوب .

لماذا هذا التشرذم الفكري والوطني , حركة أحرار كذا, مجموعة الإصلاح, جماعة ...! مفردات غريبة علينا دخلت فهرس الكتاب السياسي الأردني, عشرات مما أسمع وتسمعون من هذه التجمعات, والنتائج كلاً يغني على ليلاه , أين حسابات الوطن والمواطنة الصالحة, وكثير يسقطها من حسابه.

وهل صحيح أن شبابنا سكنت الشيخوخة والهم والعجز والكسل داخله, وكيف سيحل هذا النكاف الذي يحمل بثناياه عكسية التوجه للوطن والقيادة بهذا النزال ما بين الأجهزة الأمنية وبعض شباب الحراك على حلبة الشارع الأردني.

يا شباب الوطن :

المطلوب منكم ومن الحكومة في هذه المرحلة هو:

اما منكم فالمطلوب هو التوحد خلف قيادتنا الهاشمية, وان من مطالب بشكل حواري يخدم الصالح العام فكل الأذان مفتوحة سماعة لكم, وليكن نصب أعينكم بعد دراسة الوضع الإقتصادي والإقليمي كاملاً مصلحة وطننا أولاً وأخراً , ولنبعد كل البعد عن ما يثير الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب , حتى أن وجد الفساد فأنا أقول الفساد مع الأمن والوحدة , أفضل من الفوضى والفتنة مع عدمه,وعلى كل الأحوال فالطرق كثيرة للخلاص منه.

أما المطلوب من الجهاز الحكومي هو :

محاولة جمع الجهد الشبابي ولتكن وزارة الشباب ( التي أستغرب كيف تم الغاءها في هذا الوقت ولماذا !! ) هي المسؤولة عن هذا الجمع , خلق فرص العمل وأن كان من رأي لمشروع وطني ضخم لإحتواء البطالة , فلم أجد مفراً غير الزراعة ولا غيرها حلاً, فهذه المساحات الصفراء الشاسعة تنادي , ومئات الالاف من الشباب ينتظرون منا توجيهم اليها, أما من يقول الصناعة والحداثة.. فلأ أعتقد أن الصناعات مثل البابا هيو والبوظة وشيبس روكي تخلق بلداً صناعياً, حتى أني أعتقد جازماً أن الحل الوحيد للبطالة لجميع الأقطار العربية الفقيرة هو الزراعة ولا سواها.

يا شباب الأردن :

الوطن وطنكم وكل ماتخسروه جراء تكسير وتخريب المال العام بإيدكم , سندفعه من جيوبنا وجيوبكم أن أجلاً أو عاجلاً ,
لا تدعوا الفرصة تلو الأخرى تضيع عليكم , وهاهي قياتنا الهاشمية الرشيدة دعت الى العملية الإنتخابية فلنعمل على إنجاحها ولنترفع عن العناد والمناكفات التي تخلق بؤر قوة قد تؤدي مستقبلاً إلى الصدامات التي لا تحمد عقباها, وللأسف الشديد هذا ما يريده البعض الذي يختزل المصلحة الوطنية في مصلحته الشخصية او الحزبية .

حفظ الله بلدنا وحفظ علينا قيادتنا الهاشمية والله الموفق.