على قدر المحبة

تم نشره الجمعة 28 أيلول / سبتمبر 2012 02:51 مساءً
على قدر المحبة
محمد أزوقة

 

يلومنا البعض على رفضنا التسجيل للانتخابات النيابية القادمة .
ولعل هذا البعض محق في جزئية مما يذهب إليه ، ولعل دوافعه في توجيه اللوم نابعة من حرصه على المشاركة بفاعلية في عرس الوطن الانتخابي ، تماماً كما فعلنا على مدى قرابة تسعين عاماً من الحياة البرلمانية ، والتي توقفت مدة طويلة بعد سقوط الضفة الغربية في ايدي الصهاينة ، وما تلا ذلك من تعقيدات سياسة وإدارية.
لكن العملية استؤنفت عام 1989 ، ومنذ ذلك الوقت ، والأردنيون من كامل الفسيفساء الأردني ، يطالبون بتعديلات وتغييرات ، لم يجد معظمها سبيله للتنفيذ.
أمام هذا اللوم الذي نحترمه ونفهم دوافعه ، لا بد من الإستئذان لشرح الأسباب الموجبة لهذه المقاطعة ، وهي كثيرة ، لكننا نكتفي بمايلي :
1- منذ العام 2003 ونحن نطالب بإعادة المقعد النيابي للدائرة الثالثة – قصبة عمان، وقد قابلنا معظم رؤساء الوزارات ووزراء الداخلية ورؤساء البرلمان ومجلس الأعيان ، ورؤساء الديوان الملكي العامر ، طالبين إعادة المقعد ، فكان الجواب دوماً بالإيجاب ، ونحن على استعداد ولتقديم لائحة بالأسماء والتواريخ لكل المقابلات التي أجريت ، ورغم ذلك ، لم يجد المقعد سبيله الى عمان ، المحطة الأولى للشراكسة في الأردن منذ العام 1878 .
2- لقد بلغ بنا الألم أن أوصلنا الشكوى إلى المسامع الملكية السامية ، وجاءنا الرد أيضاً بالإيجاب ، ومع ذلك ، لم يتلطف رئيس وزراء بتنفيذ الرغبة الملكية .
3- لعل من أطرف ما سمعنا عن عدم عودة المقعد النيابي الى عمان ، ما قاله البعض في معرض التبرير "أن نقل المقعد تم بقرار إداري ، وبعد ذلك أصدر البرلمان قراراً بجعل تغيير المقاعد بموجب قانون ، فلم يصدر قانون يقضي بإعادة المقعد ! " أفلا يعلم المحتمون بهذا التبرير أن رئيس الوزراء قادر على استدعاء ستين أو سبعين نائباً ، ودعوتهم إلى إصدار الغطاء التشريعي لقرار الإعادة ؟
4- نأتي إلى الزيادات المتوالية في أعداد النواب ، والتي لم تشملنا منذ عقود أربعة ، مع أن الأطراف التي بدأت معنا بنائبين ، أصبح لديها الآن إثني عشر نائباً –بمن فيهم الكوتا النسائية- والمؤلم حقاً في هذا الإطار ، أن مسؤولين كبار وعدونا بزيادة العدد الى أربعة في حال حصول زيادة على عدد أعضاء المجلس النيابي – زاد العدد ولم يشملنا - .
5- جرى مخاض سياسي تشريعي على مدى عام ، تم فيه تكليف نخبة من أخيارنا ضمن لجنة الحوار الوطني ، وضعت مخرجاتها على الرف ، وأعيد فرض قانون انتخاب لا يحظى بالشعبية ولا حتى بالقبول ، واستمر التجاهل للمطالب الشعبية والتي من ضمنها مطالب الشراكسة والشيشان .
6- أصيب المواطن الأردني بخيبة أمل كبيرة ، وهو يقرا ويسمع ، على مدى عام كامل ، عن عمليات الفساد وملاحقة الفاسدين وتحضير الملفات ، وتناولت وسائل الإعلام تلك الأسماء بالتفاصيل المذهلة ، وفجأة ، اختفى معظمها بقدرة قادر ، بينما ابقيت الملاحقة – الناعمة – على قضيتين فقط . المذهل في هذا الإطار هو سماح الأجهزة المختصة لوسائل الإعلام بتداول هذه القضايا ، رغم أن الأصل هو سرية التحقيق ، ثم علنية المحاكمة. الأمر الذي يشير إلى أن العملية برمتها إلهاء متعمد عن تفاصيل وقضايا محرجة لا يراد للعامة أن تطلع عليها .
7- هناك قناعة راسخة لدى غالبية الشعب الأردني ، مفادها أن القانون الحالي سيعيد استنساخ البرلمان القائم ، مع بعض الرتوش البسيطة ، فهل هذا هو مجلس النواب الذي تصبو إليه الحكومة ، وتجد فيه الذراع التشريعي الملائم لتنفيذ الرؤى الملكية ؟ نحن لا نريد ان نسرد أو نعدد السلبيات ، لكننا نكتفي بالتذكير بقذف الأحذية وسحب المسدسات ، وتغييب النصاب ، وجلسات الثقة المسلوقة على عجل ، والأرقام الرهيبة للثقة باحدى الحكومات ، التي انتهت إلى رفض شعبي شامل .
8- وننظر إلى الغليان الذي يمور في بعض الدول الشقيقة ، فلا نلمس للأردن موقفاً يليق بمكانته الرفيعة في منظومة العمل العربي . جميع مواقفنا هلامية ولا تتناسب مع حجم وجدية الإعصار الذي يعصف بأمتنا .
9- نعتب ، نعم العتب ، نحجم ، للأسف نحجم ، لأننا لا نرى في كل ما سبق خدمة للأردن الذي نحب ، ويبقى عتبنا كبيراً .... على قدر حبنا للوطن وقائده.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات