أقدم أديرة العالم بين القدس وأريحا
تم نشره الإثنين 24 أيلول / سبتمبر 2012 02:58 مساءً
المدينة نيوز - تضم المنطقة الصحراوية الفلسطينية الواقعة بين القدس وأريحا ونهر الأردن مجموعة من أقدم الأديرة وأغربها وفقا لتاريخها وموقعها ونمط عيش رهبانها. وتكتسب تلك الأديرة شهرتها من صلتها بالسيد المسيح، حيث يعتقد أنه تم تعميده على يد يوحنا المعمدان في "المغطس" داخل نهر الأردن المجاور، وتجول فيها خلال ترحاله إلى القدس.
ويعتبر دير القرنطل (غربي أريحا) الذي بني في القرن الرابع من أغرب الأديرة لبنائه في كتف جبل قرنطل، ويعد تحفة معمارية لوجود جزء منه معلق بالهواء وبعضه الآخر منحوت في الصخر. ويحتوي الدير على كنيسة ويسكنه أربعة رهبان اليوم.
وقد اكتسب تسميته من تحريف كلمة قوارنتانا اللاتينية (وتعني الأربعين). ووفق المعتقدات المسيحية فقد أقام السيد المسيح في مغارة تحت الدير طيلة أربعين يوما صائما، وعلى خلفية ذلك دأب الرهبان على التنسك بمغارات كثيرة في جنبات الجبل هناك.
وفي الوادي السحيق بين القدس وأريحا والمعروف بوادي القلط تنتشر صوامع وأديرة أغلبيتها الساحقة للروم الأرثوذكس، وتتميز عن بقية أديرة العالم ببعدها عن التجمعات السكنية، وتواصل حياة الرهبنة فيها منذ قرون كثيرة، بعضها دون انقطاع.
وتعد أديرة المنطقة الصحراوية ومن أبرزها "مار غريس" متاحف بسبب الأثار الثمينة الموجودة بها، إضافة لكونها مزارات للحجاج والسياح، رغم أن معظمها بلا دورات منتظمة للكهرباء والماء.
وتتجسد روعة المكان في "مار غريس" الذي أنشئ في القرن الرابع بسفح وادي القلط، فظهر الدير للجبل وأمامه جدول تتدفق مياهه من القدس حتى نهر الأردن، وفي وسطه تقوم صومعة تاريخية، ومن حوله مغاور اعتاد الرهبان على التعبد والتأمل فيها.
وأغلبية هؤلاء الرهبان أجانب خاصة من اليونان وروسيا، ويتحاشون الانكشاف والتحدث للصحافة ولا يجيدون سوى اللغة الأم ولغات قديمة. وبخلاف غذاء الروح فإن غذاء الجسد لدى الرهبان شحيح، كما يؤكد الكاهن اليوناني جون 41 المقيم في الدير منذ عشر سنوات.
وأوضح الأب جون -الذي استقبل الجزيرة نت ببشاشة- أن الأديرة في منطقة صحراء الخليل تجتذب منذ القرون الماضية آلاف الرهبان والمتوحدين الذين رغبوا بالتقرب من الله طالبين السكون والعزلة والقداسة.
وأشار الراهب إلى أنه لم يبرح الدير منذ أن التحق به عدا مرتين زار بهما سيناء وموطنه اليونان، لافتا إلى أن العيش في الصحراء يتطلب إرادة قوية وأيمانا راسخا واستعدادا لحرمان الجسد.
ويتابع "بالنسبة لكثيرين تبدو الأديرة هنا سجنا لكنها بالنسبة لنا هي جنة عدن وأنا لا أعرف ماذا يحدث في العالم"، موضحا أن الرهبان يقضون جل أوقاتهم في القراءة الدينية والفلسفية وفي التعلم، والتفكّر والصلاة، لافتا إلى أنهم يتقاطعون في هذا الجانب مع الصوفيين.
وأكد جون أنه تحول إلى الرهبنة بعدما تخرج مهندسا، وذلك من أجل البحث عن معنى حقيقي للحياة. ويضيف "رفضت عائلتي توجهي للدير وما زالت أمي تبكي علي حتى اليوم".
وفي شرقي أريحا -المدينة الأقدم والأكثر انخفاضا في العالم (400 تحت سطح البحر) والقائمة على بعد كيلومترات معدودة من نهر الأردن- يقوم دير "القديس يوحنا" الذي شيد في القرن الخامس، ثم رمّمه الصليبيون لاحقا.
ويوجد بالدير بقايا فسيفساء ونقوش ورسومات، ويبعد مسافة قصيرة عن "المغطس"، وهو موقع تعميد المسيح -حسب المعتقدات- الذي يحج له المسيحيون.
ويشبه الدير القلعة في تصميمه ويزدان بقمة تحتوي على أربعة أجراس، وعلى مقربة منه يقوم "دير حجلة" الذي تحفظ فيه آثار من العصور الوسطى. ويجاوره "دير الأحباش" الملاصق لنهر الأردن وتموّله حكومة إثيوبيا ورهبانه منها ومن السودان.
من جهته قال الباحث الجغرافي الموسوعي شكري عراف إن الأديرة تجسد الرؤية الحقيقة للمسيحية القائمة على التواضع والقناعة والتزهد.
وعن بقاء هذا العدد الكبير من الأديرة في فلسطين وفي الشرق عموما، يستذكر عراف أن الغزو الفارسي لفلسطين مطلع القرن السابع دمّر معظم أديرتها وقتل وشرد رهبانها.
ويتابع "لكنها ما لبثت أن نعمت بالاستقرار والأمن بعد ظهور الإسلام حيث تعاملت الأغلبية الساحقة من الحكام المسلمين معها بتسامح تؤكده الوثائق والروايات التاريخية". ( الجزيرة )
ويعتبر دير القرنطل (غربي أريحا) الذي بني في القرن الرابع من أغرب الأديرة لبنائه في كتف جبل قرنطل، ويعد تحفة معمارية لوجود جزء منه معلق بالهواء وبعضه الآخر منحوت في الصخر. ويحتوي الدير على كنيسة ويسكنه أربعة رهبان اليوم.
وقد اكتسب تسميته من تحريف كلمة قوارنتانا اللاتينية (وتعني الأربعين). ووفق المعتقدات المسيحية فقد أقام السيد المسيح في مغارة تحت الدير طيلة أربعين يوما صائما، وعلى خلفية ذلك دأب الرهبان على التنسك بمغارات كثيرة في جنبات الجبل هناك.
وفي الوادي السحيق بين القدس وأريحا والمعروف بوادي القلط تنتشر صوامع وأديرة أغلبيتها الساحقة للروم الأرثوذكس، وتتميز عن بقية أديرة العالم ببعدها عن التجمعات السكنية، وتواصل حياة الرهبنة فيها منذ قرون كثيرة، بعضها دون انقطاع.
وتعد أديرة المنطقة الصحراوية ومن أبرزها "مار غريس" متاحف بسبب الأثار الثمينة الموجودة بها، إضافة لكونها مزارات للحجاج والسياح، رغم أن معظمها بلا دورات منتظمة للكهرباء والماء.
وتتجسد روعة المكان في "مار غريس" الذي أنشئ في القرن الرابع بسفح وادي القلط، فظهر الدير للجبل وأمامه جدول تتدفق مياهه من القدس حتى نهر الأردن، وفي وسطه تقوم صومعة تاريخية، ومن حوله مغاور اعتاد الرهبان على التعبد والتأمل فيها.
وأغلبية هؤلاء الرهبان أجانب خاصة من اليونان وروسيا، ويتحاشون الانكشاف والتحدث للصحافة ولا يجيدون سوى اللغة الأم ولغات قديمة. وبخلاف غذاء الروح فإن غذاء الجسد لدى الرهبان شحيح، كما يؤكد الكاهن اليوناني جون 41 المقيم في الدير منذ عشر سنوات.
وأوضح الأب جون -الذي استقبل الجزيرة نت ببشاشة- أن الأديرة في منطقة صحراء الخليل تجتذب منذ القرون الماضية آلاف الرهبان والمتوحدين الذين رغبوا بالتقرب من الله طالبين السكون والعزلة والقداسة.
وأشار الراهب إلى أنه لم يبرح الدير منذ أن التحق به عدا مرتين زار بهما سيناء وموطنه اليونان، لافتا إلى أن العيش في الصحراء يتطلب إرادة قوية وأيمانا راسخا واستعدادا لحرمان الجسد.
ويتابع "بالنسبة لكثيرين تبدو الأديرة هنا سجنا لكنها بالنسبة لنا هي جنة عدن وأنا لا أعرف ماذا يحدث في العالم"، موضحا أن الرهبان يقضون جل أوقاتهم في القراءة الدينية والفلسفية وفي التعلم، والتفكّر والصلاة، لافتا إلى أنهم يتقاطعون في هذا الجانب مع الصوفيين.
وأكد جون أنه تحول إلى الرهبنة بعدما تخرج مهندسا، وذلك من أجل البحث عن معنى حقيقي للحياة. ويضيف "رفضت عائلتي توجهي للدير وما زالت أمي تبكي علي حتى اليوم".
وفي شرقي أريحا -المدينة الأقدم والأكثر انخفاضا في العالم (400 تحت سطح البحر) والقائمة على بعد كيلومترات معدودة من نهر الأردن- يقوم دير "القديس يوحنا" الذي شيد في القرن الخامس، ثم رمّمه الصليبيون لاحقا.
ويوجد بالدير بقايا فسيفساء ونقوش ورسومات، ويبعد مسافة قصيرة عن "المغطس"، وهو موقع تعميد المسيح -حسب المعتقدات- الذي يحج له المسيحيون.
ويشبه الدير القلعة في تصميمه ويزدان بقمة تحتوي على أربعة أجراس، وعلى مقربة منه يقوم "دير حجلة" الذي تحفظ فيه آثار من العصور الوسطى. ويجاوره "دير الأحباش" الملاصق لنهر الأردن وتموّله حكومة إثيوبيا ورهبانه منها ومن السودان.
من جهته قال الباحث الجغرافي الموسوعي شكري عراف إن الأديرة تجسد الرؤية الحقيقة للمسيحية القائمة على التواضع والقناعة والتزهد.
وعن بقاء هذا العدد الكبير من الأديرة في فلسطين وفي الشرق عموما، يستذكر عراف أن الغزو الفارسي لفلسطين مطلع القرن السابع دمّر معظم أديرتها وقتل وشرد رهبانها.
ويتابع "لكنها ما لبثت أن نعمت بالاستقرار والأمن بعد ظهور الإسلام حيث تعاملت الأغلبية الساحقة من الحكام المسلمين معها بتسامح تؤكده الوثائق والروايات التاريخية". ( الجزيرة )
