علكة .. وطن " "؟؟
إن ما سمعناه عن سرقة حبة علكة من قبل شاب من أكثر من مصدر من أحد المولات قد أثار هرجا ومرجا ولغطا من قبل جمهور كبير من الناس.
ولأن مبدأ السرقة مرفوض وغير مقبول ولا يقره الشرع والقانون مهما كان نوع السرقة وقيمتها وحجمها ومصدرها والسارق يجب أن ينال عقابه الذي يستحق . فيدور في البال والوجدان والخاطر بعض تساؤلات .
هل سرقة حبة علكة تجد صدى واسعا من أجهزة الدولة والقضاء؟ وبسرعة قصوى وثمن العلكة لا عشرة قروش " ".؟
أما الوطن الذي سفكت أمواله في مذبح الحرمنة والسرسرة ، يتم السكوت عنه ، وغض الطرف ويتم تناسي المليارات التي تبخرت من خزائن الوطن لتستقر في جيوب وارصدة سارقيه العارفين ببواطن القانون وخباياه و مدخلاته ، وزاويا الخروج والهروب دون حساب.
فمن مستغرب لسخف سرقة هذا الشاب ، وما سيناله من عقاب كبير جراء هذه السرقة التافهة ، وكيف ورط نفسه وليكون كعلكة تلاك في أفواه القوم .
ومن قائل كيف يتم القبض عليه بهذه السرعة وسرقت
ه قد تكلف الدولة أكثر من سرقته لحبة علكة لا تتجاوز عشرة قروش في حال إيداعه السجن .
إلا أن الذي يجعلنا نحتار في امرنا هو أن الكثير من أموال الوطن سرقت ، ونهبت ، وأبتزت ، وسربت خارج الوطن ، وسارقوها معروفون ، ولم نجد من يحرك ساكنا عن ساكن حتى لمجرد الأستفسار والإستعلام عنها " "؟؟ وعن أصحابها الذين يسرحون ويمرحون ويرتعون ويبرطعون ويسيدون ويميدون ، دون وازع من دين، وخلق وضمير، وبكل بعد عن الشرف والكرامة ، وبكل بعد عن الحس الوطني ودون رقيب وحسيب ودون أي مسألة قانونية " "؟؟ .
إن هيئة مكافحة الفساد لم تثبت جداراتها بالكشف عن سارق من ذوي الملايين أو المليلرات ، بل كلنت تعلن وعلى إستحياء من أنه تم القبض على سارق لمبلغ لا يتجاوز ال 45 مليونا " "؟؟ وبعض المبالغ الصغيرة التي قد لاتنفع لعمل وليمة عند أحد السارقين المتنفذين " ".
وسمعنا ايضا قبل سرقة حبة العلكة من هذا اللمسكين العاثر في سرقته ، من ان رجل الأعمال شاهين سوف يعيد مبالغ أعطيت له بغير وجه حق من الدولة ؟؟ .
وهنا تتوارد وتخطر أسئلة كثيرة عن هذا الشاهين : كيف تم إعطا ؤه مبالغ من الدولة بغير وجه حق ، وعلى أي أساس تم منحه هذه الأموال ؟؟ ولماذا قبل بها ؟ وكيف أخذها ؟
ومن هو الذي اعطاه هذه المبالغ ؟؟
وهنا السؤال الأهم اليس الشخص المعطي لابد معروفا في هذا الحال " "؟؟ وكيف للمعطى اليه قبول مال ليس له فيه وجه حق " "؟؟
وسؤال آخر لماذ أعطيت هذه المبالغ لشاهين ؟ نريد معرفة حجمها وقيمتها ؟؟
ونريد أن تفعل أجهزة الرقابة الماليةنشاطها وعملها ، في جميع أجهزة الدولة ومحاسبة الفاسدين ، والعمل بجد ، على إسترجاع ما تم نهبه ، وسرقته ، من مال الوطن المهدور والمستباح من قبل نفر باع دينه وخلقه وضميره بحفنة من مال ، متناسيا ما سيؤول به المأل ، لأن أمور من سرق ونهب لا شك أنه معروف مكشوف وهو قام بذلك عن سابق معرفة وقصد ليملأ جيوبا له مخزوقه طالما أنه في وضع يسمح له بالنهب والسرقة " ".
وحتى لا ننسى مليارات الوطن المسروقة بحبة علكة ، قد لا تكون في فم هذا الشاب المسكين مسروقه ويريد دفع ثمنها ، لكنه نسي ذلك ، نحن لا نعرف بالنوايا ونقول ربما " " .
نأمل من كل الخيرين من أبناء الوطن الشرفاء ممن له ذرة حب لهذا الوطن ، ممن تنفس هواء هذا الوطن ، ممن رضع حليب أمه فوق أرض هذا الوطن ، ممن عاش وترعرع على تراب هذا الوطن ، وكان الوطن له حضنا دافئا في عتم الليالي وفي صقيع البعد والحرمان ، ان يعمل بكل ماأوتي من قوة، وأن يسهم بأي شكل لتعاد الأموال المنهوبة المسروقة من مال الشعب والوطن وتعاد لخزائن الدولة .
وحتى لا تصبح علكة الوطن في كل فم نقول : للوطن التحية ولشرفاء الوطن المنافحين عن الحق ، والقابضين على جمر الألم ،نأمل بعودة الفخار للوطن ، والطهر، والبهاء ، والصفاء ، والنقاء ، من غير مارقين سارقين لصوص .