ولاء وإنتماء للوطن والتضحية للوطن وللملك
حب الوطن من الإيمان فكيف إذا الوطن هو الأردن فالإنسان بطبيعته إذا ألف مكاناً في الدنيا وتأقلم معه أحبه وأصبح جزءاً من كيانه، فكيف إذا كان هذا البلد. والفرد عندما يرتبط بوطنه يصبح هو حبه الأول والأخير حتى وإن عاش بعيداً عنه لظروف معينة، فيظل يحن إليه مع شروق شمس كل يوم ومع كل نسمة هواء ويظل في نفسه بارقة أمل بالعودة إليه. قال الشاعر: وحبب أوطان الرجال إليهم مرابع قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا وقد ألفته النفس حتى كأنه لها جسد إن بان غودر هالكا وحب الوطن من الإيمان فكيف إذا كان الوطن هو المملكة الأردنية الهاشمية بلاد أهل النخوة والطيب والكرم والأرض المباركة الأمن والأمان الذي قل أن يوجد مثيله في بلدان العالم. والأمن مطلب ملح يتيح للبشرية العمل والتقدم والإنجاز.
فلا يمكن أن يعمل الإنسان وهو خائف. والأمن إذا فقد في مجتمع كان ذلك نذيراً بانتشار الفوضى والشغب والتدمير. إن ما تعيشه بلادنا من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى تستلزم منا الشكر والثناء له وتستلزم تقدير هذه النعم والمحافظة عليها. فإثارة الفتن في مجتمعنا الآمن - بفضل رب العباد وزعزعة أمنه واستقراره وإشاعة الرعب والخوف في نفوس أهله ومواطنيه تعد من كفر النعمة لأن تلك الأمور ستقضي على كل معاني الأمن والأمان. وتدمر كل جوانب البناء والتنمية وتقضي على الأخضر واليابس والأمثلة من حوالينا واضحة للعيان ولا يدركها إلا حصيف عاقل. وبلادنا تقدم للعالم بأسره أنموذجاً في التعامل والتفاعل مع كل القضايا فهي من المسلمين في شتى بقاع العالم حاضرة معنوياً ومادياً. تقف مع المظلوم وتساعد المحتاج وتنقذ المنكوب. المرضى وتدافع عن الوطن أنه الوطن الحنون .
وهي تقوم بكل ذلك دون أن تلحقه منا ولا أذى وادراكاً من قادتها وفقهم الله بالمسؤولية المنوطة بهم تجاه مسلمي العالم، وهي في الداخل أيضاً حققت إنجازات تنموية كبيرة في وقت قياسي يقاس في نظر الأمم الأخرى بالسنوات الطويلة.
إن وطننا الغالي يعد جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية، ترابه مسك، وهواؤه عليل، وشمسه أنوار، وأشجاره قنوان دانية، وأزهاره مرجان، ونخيله أفنان وجنان، زواياه وأركانه منائر ومساجد كعقود اللؤلؤ المنثور، وأنوار النجوم لهداية المسافرين. ونحن في هذا الوطن الغالي لسنا مجتمعاً ملائكياً أو مثالياً يخلو من الأخطاء إننا مجتمع بشري يعتورنا ما يعتور البشرية من نقص لأن الكمال صفة اختص بها رب العالمين لنفسه. ومن ثم إيجابيات مجتمعنا ووطننا كثيرة جداً إذا ما قورنت ببعض السلبيات المتواضعة ومن هنا فإن المرحلة حاسمة والمتغيرات العالمية متعددة والأحداث الأخيرة تفرض على كل مواطن عاقل سوى يفكر بعقل مستنير أن يكون مواطناً صالحاً حقاً بكل ما يعنيه ذلك المفهوم. وفي تصوري فإن السمات التي ينبغي أن تتوافر في المواطن الصالح كما يلي:
- المواطن الصالح هو من يؤمن بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا وتكون كل تصرفاته وممارساته في ضوء من كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
- هو من يدرك ادراكاً تاماً مكانة وطنه تاريخياً وجغرافيا واقتصادياً وسياسياً على كافة المستويات والأصعدة المختلفة. - هو من يحرص على المشاركة الجادة في أسرته ومدرسته.
- هو من يحرص على المشاركة الفاعلة في مجتمعه، مدركاً لكل ما يدور فيه مشاركاً في كل الخدمات المجتمعية بحس وطني فاعل حريصاً على تعزيز وحدة المجتمع وصيانتها بكل ما أوتي من قوة.
- هو ما لديه الالتزام بقوانين المجتمع ولوائحه وتنظيماته. - هو من لديه انتماء وولاء للوطن بعد الله سبحانه وتعالى.
- هو من يحرص على اشاعة الأمن والسلام بين أفراد مجتمعه داخلياً وبين شعوب العالم خارجياً.
- هو من لديه القدرة على الانفتاح على ثقافات المجتمعات الأخرى مع الحرص على الالتزام بقيمه ومبادئه وثوابته.
- هو من يملك نظرة تقدير واحترام للكرامة الإنسانية وقيم الحرية المنضبطة.
- هو من يملك القدرة على التعبير عن وجهة نظره بصورة علمية ومنطقية ويحترم وجهات نظر الآخرين.
- هو من يحرص على الحد من الاشاعات والفتن ومنع الصراعات.
- هو من يملك شعوراً قوياً بأن كل شبر على خارطة الوطن يمسه ويهمه أمره ولهذا فيجب المحافظة عليه. ح
حفظ الله الأردن من كل مكروه ومن ثم جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أدامة الله لنا ذخراً وسنداً ومن ثم الشعب العظيم الذي يقدم كل الولاء الله والوطن والملك.