الوداااع...
انطلقت تلك الصرخةم ن فم صغير لفتاة صغيرة ممزوجة بالألم والحزن الشديد وتساقطت على وجنتيها الجميلتين دموع مريرة وهي تودع اباها الى مثواه الاخير لم يعد يهمها شيء في هذه الحياة فلا ام تحنو عليها ولا اب ليرعاها ولا اخا ليلعب معها ويشاركها حزنها على وفاة ابيها .. ترى ماذا ستفعل؟؟ ستترك بيتها
الى بيت عمها لابيها وستكمل دراستها الى الثانوية فقط لإن قدرة عمها المالية لا تكاد تكفي دراستها الى الثانوية ... هكذا كانت تفكر وهي تمشي مع عمها الى بيتها كي تجهز اغراضها ثم تذهب الى بيت عمها.. لم تدري تلك المسكينة ان الحياة مع عمها وعائلته ستكون صعبة جدا..كانت كثيرا ما تهزّأ وكثيرا ما تصفع وكانت تعمل كثيرا من اعمال البيت الشاقة وعندما تعود الى حجرتها كثيرا ما كانت تبكي لحالهاكم تمنت لو عاد ابوها الى الحياة ليدافع عنها ويمنحها عطفه الذي تشتاق اليه كثيرا ..لم تعد تحس بالامان بعد وفاة ابيها..اصبحت حياتها اليمة بشكل لا يطاق .. كان عمها يحبها كثيرا ويحنو عليها الا انه قلما كان يتواجد في
البيت ليوفر طعام وحاجيات اسرته التي تتكون من ستتة افراد بالاضافة اليها ..راودتها فكرة الهرب .. لكن اين ستذهب ؟؟ لم يعد لها اي مكان في الدنيا ماتت فكرتها قبل ان تولد .. وضعت راسها على مخدتها ومضت تبكي بمرارة والم احست بيد توضع على كتفها وبجسم يجلس بجانبها التفتت فوجدت عمها وهو يبتسم لها بحزن قائلا:ما بك يا بنيتي؟؟ لم تحب ان تزعج عمها فقالت لا شيء ابكي ابي فقد تذكرته .. لم تقل له ما تفعله امراته واولاده بها لكنه لاحظ نحولها وشحوب وجهها فقال لها: هل انت متاكدة ان هذا هو
السبب؟؟ كذبت عليه وقالت : طبعا طبعا لا يوجد سببا اخر . قال لها: هل انت مسرورة عندنا؟؟ قالت نعم يا عمي انا مسرورة كثيرا..ابتسم لها احدى ابتساماته الحنون: اذن اين هي بسمتك؟ انني لم أعد اراها فابتسمت ابتسامة مغتصبة . ربت على كتفيها وقال لها اذا احتجت اي شيء فأنا في الخدمة دائما.خرج من الغرفة
وأغلق الباب وراءه وما لبثت أن غرقت في بكائها ثانية...بعد يومين من هذا الحادث جائتها الصدمة الثانية التي هزت اعصابهاوهي مرضة عمها الشديدة التي اعقبتها وفاته ..انهارت المسكينة إلا ان عائلة عمها لم ترحمها بل طردتها من بيت عمها فسارت في الطريق لا يوجد معها سوى اربعة دنانير اشترت بهم خبزا واخذت تبيعه في السوق كل يوم الى ان جاء الشتاء وليس لها سوى لباسها الرديء الذي ترتديه .كانت كثرا ما تحلم بأن اباها قد عاد الى الحياة وهي تشكو له حياتها وتطلب منه ان يأخذها معه... وفي يوم قارس البرودة استيقظ الناس في الصباح الباكر فوجدوها ممددةعلى الثلج وفي يدها كسرات من الخبز وقد فارقت الحياة مرتاحة منها.