هل تنقلب الموازين السورية ؟

كان الاعتقاد السائد أن النظام السوري في حالة اضمحلال وتراجع، وأن قوى الثورة على النظام في حالة تقدم وتصاعد، وأن النهاية محسومة لصالح الثورة، ولكن ليس قبل استكمال تخريب البلد وتدمير الدولة.
وكان المحللون يعتقدون أن حسم الصراع في سوريا سوف يطول، فلا بد من تدخل خارجي كما حدث في ليبيا، خاصة وأن أميركا وأوروبا كانت تشن حرباً كلامية وتبدو كأنها تتحفز للتدخل بحجة حقوق الإنسان والديمقراطية والأسلحة الكيماوية.
يبدو صحيحاً أن العامل الخارجي هو الذي سيرجح الكفة ويختصر الطريق إلى خط النهاية، وكان النظام ومعارضو الداخل يرفضون فكرة الاستعانة بالخارج ويتهمون أصحابها بالخيانة.
التدخل الأجنبي لصالح الثورة لا يبدو أنه قادم، فأميركا وحلف الأطلسي ليسا في وارد الدخول في حرب برية أو جوية في سوريا، خاصة وأن سوريا بعد هذه الأحداث المدمرة لم تعد سوريا السابقة التي كان يحسب لها ألف حسـاب في القضايا الإقليمية. كما أن ما حدث في ليبيا ظهرت له أبعاد ونتائج لا تسر، ولا تشجع على التكرار.
الجديد الآن هو تدخل أجنبي مباشر ولكن من جانب إيران، حيث اعترف قائد الحرس الثوري بوجود قواته في سوريا، وإن إدعى بأنها تقوم بدور استشاري وقيادي لتوفر الخبرة في مقاومة الشغب.
التدخل غير المباشر الأميركي والأوروبي والتركي والخليجي بالإعلام والمال والأسلحة الخفيفة يقابله تدخل غير مباشر وأكثر فعالية من جانب روسيا والصين وإيران، وبالتالي فإن حسم الأوضاع يتوقف على ما سوف يحدث عسكرياً داخل سوريا، حيث يقف الجيش النظامي واجهزة الدولة الأمنية والحرس الثوري الإيراني وربما بعض مقاتلي حزب الله في مواجهة تنظيمات متفرقة تقوم بحرب عصابات متحركة.
المؤشرات الراهنة تشير إلى قرب إجهاض الثورة السورية وصمود النظام، مما يؤكد حكمة الموقف الأردني الرسمي الذي قد يجامل أصحاب الضغوط، ولكنه لم يقطع شعرة معاوية، ولم يتورط في الانحياز إلى جهة اصبح حظها بالفوز محدوداً.
رئيس وزراء أردني سابق يوص
ف بأنه مفكر استراتيجي، يرى إن مصلحة الأردن في الوقوف مع الجانب الرابح، وهذا موقف انتهازي ولكن السياسة ليست بعيدة عن الانتهازية.
( الرأي )