الحكومة "مروحة " فأين جراركم ايها الاردنيون؟!
الرئيس الطراونه "يلملم قشه " حسب التعبير الكويتي،وينوي الانتقال من مأواه في الدوار الرابع،الى مثواه في دابوق، مقبرة الرؤساء الاحياء خلال ايام،حسب تصريحات،شاهد النفي/الناطق الرسمي لحكومته العتيدة.
*** الطراونه بعد ان توقف نبضه السياسي،وخمد عشقه الرئاسي،واسترخت اعصابه المشدودة،وعضلاته المكدودة من معاناة مريرة على مدى اربعة اشهر طويلة،سيجد نفسه وجهاً لوجه امام ضميره،وفي محاكمة داخلية مع ذاته،ومكاشفة سرية لايطلع عليها احد غيره، لمناقشة قراراته وماصنعت يداه.فالضمير رقيب حي،وحسيب يقظ لايفرق بين رئيس وزراء،وبائع خردوات،وبين رفيع او وضيع،فالكل في ميزانه سواء،حتى يقال انه النفخة الآلهية في الذات الانسانية.
الجميع يعرف معرفة يقينية ان الضمير لايغرق بالخمرة ولا ينام بالمخدرات،ولا يصمت بالمهدئات، بل العكس فانه ينشط تحت تأثيرهم،لدرجة ان بعضهم يطلق مكنوناته ومخبوءات دواخله تحت "البنج " واثناء العملية الجراحية صغيرة كانت ام كبيرة،كما انه لايمكن استئصاله بالجراحة لانه إداراك ومشاعر،لااحد مهما أُوتي من العلم قادر على القبض عليه،و لايستطيع صاحبه الفرار منه.الاعجب انه يشع كاليورانيوم في اليقظة،وعند النوم،لذلك فانه يأتي حلماً وردياً في منام الصالحين،وكابوساً ضاغطاً عند الطالحين.
*** الرئيس "الراحل "عما قريب، لم يسجل موقفاً ايجابياً يستدعي الدعاء له بالرحمة،فقد جاء محافظا على تراث هارٍ ومتهاوٍ،وافكار عتيقة بالية،ومعتقدات معلبة انتهت مدة صلاحياتها،فوقف ضد الحراك الشعبي،وسَوَفّ في القوانين التي تلامس حياة الناس "المالكين والمستأجرين " و "الضمان الاجتماعي ".الاخطر انه ليس بذي ارث سياسي سوى خياركم في جاهلية المرحلة العرفية خياركم في المرحلة الديمقراطية،وظل اميناً في الحفاظ على عدائه للحداثة والديمقراطية والحرية،والتكنولوجيا رغم ارتدائه سلسالا حداثياً في رقبته،وقمصاناً منشاة،وبدلات مستوردة،اذ ان كراهيتة للمواقع الالكترونية والشبكة العنكبوتية وكل من يتعامل معهما من اهل الصحافة والفصاحة غير قابلة للوصف..!!
*** عداؤه للمواقع الالكترونية خاصة وللتكنولوجيا عامة تذكرنا بالخميني تقدس سره ودام ظله وتسرمد ذكره، امضى حياته جالساً القرفصاء خوفاً من افتضاح امره،لان الجلوس على "كنبة " حديثة من المحرمات،ومات ولم يلمس هاتفاً،رغم شحنه بسيارة قلاب خارج بلاده الى المنافي البعيدة،قاطعاً آلاف الاميال فوق البحار،و في الفيافي،للاقامة في بلاد الكفرة،صانعوا الاعاجيب من صحون طائرة واقمار عابرة،وديشات لاقطة وافلام فاضحة.
*** الرئيس ناصب العداء للعلم الحديث،وشن حرباً ضروساً على المواقع الاخبارية وكأنه يعاني من "تكنولوجي فوبيا "،فيما نفخ الحياة في رماد الصوت الواحد الميت،حتى مشى عنوة على ساق خشبية يتراقص يمنة مثل تحية كاريوكا ساعة الذروة،ويسرة كنجوى فؤاد لحظة النشوة.الاسوأ ان لم يقدر ظروف الناس، فقد رفع في ليلة شديدة السواد اسعار المحروقات،فاشعل النيران في النفوس المكلومة وكاد ان يحرق البلد،بايقاظ آلهة جهنم من مراقدهاعلى طريقة الاساطير اليونانية لولا حكمة وحنكة الملك .
*** دولة الرئيس:إن رقبة الحصان الاردني الاصيل لاتقبل النير فهو كائن مجبول على الفروسية،والغزال البري عاشق البراري يموت في المحميات الرسمية، و يرفض التدجين،لان حلمه الابدي ان يسبق الريح،والنخلة بقامتها الشامخة الذاهبة للسماء اذا مانحنت مرة فانها تنكسر وتموت،اما الزيتونة المباركة هي الشجرة الوحيدة التي لاتغزوها الطيور ولا القوارض ولاتقربها الحشرات لان مرارتها كالعلقم. هذه حالة الاردني فهو كالحصان الاصيل فحولة،والغزال البري تحرراً،والنخلة شموخاً وحلاوة،و وشجرة الزيتون مرارة واخضراراً .
*** الاردني امتلك بالفطرة شفافية نادرة،ودقة نظر ثاقبة،وقوة حدس لقرآءة الآتي. زوادته شفافية وحدس وبُعد نظر مقرونة بالعلم والتجربة والجرأة فلا يحق لااحد ان يزاود عليه او يبخسه حقه،واكاد اجزم ان لسان حال كل واحد يقول،وهو يُودّع الرئيس المسافر :اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر،وكآبة المنقلب،و سوء المنظر في الاهل.
*** من اجل ان لايتكرر المشهد الذي اعيد اربع مرات في اقل من عامين وتغيير اربعة رؤساء،ولبناء جسور من الثقة بين الشارع الملتهب،واصحاب الحل والربط وبين العامة والقيادة،وإعادة الهيبة للدولة،نرى من الصواب للاطراف كافة، الانتقال من الحالة النخبوية الى الحالة الشعبية التي باتت تحكم وتتحكم بالشارع العام،من خلال تكليف شخصية وطنية نظيفة تحظى بشعبية،بعيدة كل البعد عن اي شبهة فساد،او التورط في التطبيع مع العدو،وحتى مصافحة اي يهودي مصافحة عابرة،يقابلها الحرص كل الحرص على انتخابات شفافة،لاختيار مجلس نواب شعبي ذي مواصفات سياسية وليست خدمية، لتشكيل ثنائي شجاع،حكومة /وبرلمان للنهوض بالوطن وإخراجه من ازماته المزمنة، بالتزامن مع رفع سوية القضاء واستقلاليته.
***الحق يقال ان الطراونة والخصاونة والبخيت والرفاعي دفعوا اثماناً شخصية وسياسية من ارصدتهم لانهم لايمتلكون الشرعية الشعبية، ولاالمؤهلات القيادية، حيث اثبتت الوقائع ان النخبة غير مرغوبة شعبياً، ان لم تكن مرفوضة نهائياً،فالشارع الاردني المثقف المسالم الناضج الحريص على وطنه، اصبح يمتلك وزناً نوعياً عالياً خاصة باجياله الواعية الصاعدة،لذا لايمكن تجاهله باي حال من الاحوال عند اختيار الرئيس وانتخاب مجلس النواب بنزاهة وشفافية......