الفيلم السيئ
الدين الإسلامي متوحد بمحمد عليه السلام ، متفرق ، ومشتت بأنصاف الأولياء ، والمريدين، والأتباع، والأسياد من ذوي أنصاف الألباب والعقول ، وذوي أنصاف العلم ، والفقه ، وقد أصبحنا نعيش في عصر الديانات الإسلامية المتفرقة، والمتصارعة بالسلاح الأبيض ، والأسود ، ولا تخلو دولة عربية، أو إسلامية من ديانات متعددة كلها تدعي الإسلام بعد أن فصّـلها الأزلام على حجم تفكيرهم ، وما يناسب تفكير أتباعهم السُّــذج ، وأصبح من الصعب اليوم المناداة، والمطالبة بفكرة توحيد هذه الخزعبلات في دين قويم مثل الدين الإسلامي والذي هو بريء مما يدعون ، والغريب في الأمر أن الجميع يدعي بالكمال ، والتمام في خلقه، ودينه ، وأخذت كل فئة تلعن أختها ، وأخت أختها ،
كيف وصلنا إلى عصر الديانات الإسلامية؟ ومن كان خلف هذا البعد الكبير عن القرآن الكريم بتعاليمه السمحة ، وبدستورية آياته، وشرعية أحكامه؟ نعم لقد ابتعدنا كثيراً ،كثيراً عن القرآن الكريم بتعاليمه السماوية حين استبدلناه بالأحاديث النبوية الشريفة ، وحملناها كنص دستوري ، دون الالتفات إلى القرآن الكريم،وبعد ذلك تركناها لنتمسك بالأئمة الأربعة ، وبعدها بأصحاب الطرق والعلماء، وبعدها بمشايخ الفضائيات ، وبعدها بأئمة المساجد ، وكنا في كل مرحلة نتمسك بما هو متاح كمشـرّع ديني ، دون نص قرآني حتى جاء أمناء الأحزاب وألبسونا ما علق بأذهانهم من دستور حزبهم ليصبح الدين طوعاً لمنهج الحزب ، من هنا أصبحنا أصحاب ديانات إسلامية لا تمت بصلة للإسلام .وكل ذلك بسبب ابتعادنا عن القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة.
وقد رأينا زعماء الديانات الإسلامية ماذا فعلوا حين فكرت نفس مريضة بالإساءة إلى الرسول الكريم برسم كاريكاتوري، أو فيلم سينمائي ، رأيناهم قد انتسبوا فجأة إلى محمد عليه الصلاة والسلام وكأنه وقف من أوقافهم ، ونهض هؤلاء المتصارعون للدفاع عنه كل بطريقته العوجاء ، والتي هي إفراز لمعتقده ، ومذهبه غير السليم ، متناسين أن الله ذا العزة قد أرسله نبياً ورسولاً للعالمين وهو يعلم أنه لو اجتمعت كل الأمم على أن تسيء إليه لما كان لها ذلك .
اختلفت ردود الفعل المدافع باختلاف الثقافة ، والتفكير ، وأظنها أنها جميعها كانت فقاعات في الهواء سوف تذوب ، ويبقى الفلم ، وتبقى الرسوم ، لأنها لم تقترب من الجرح ، ولم تقترب من الحقيقة ، وكان الأجدر بهذه الديانات المتنازعة ، والتي توحدت صورياً عند الحدث أن تسأل نفسها سؤالاً واحداً : لماذا يتجرأ الآخرون في محاولاتهم الإساءة إلى رمزهم ، ونبيهم الكريم ؟ لو سألوا أنفسهم هذا السؤال ، وأجابوا عليه بصدق لعاقبوا أنفسهم على تشتتهم لأنهم هم السبب الحقيقي في ضعف الأمة ، وهذا الضعف هو وليد التفرقة ، والتشتت ، فواعجبي يتوحد الكفار وهم على باطل ، ونفترق ونحن على حق !!.
سأقص عليكم قصة عبد الملك بن مروان مع إمبراطور روما حين كانت روما تستورد الورق من الدولة الإسلامية وقد أُثبتت على ترويسته عبارات دينية ، وصورة الصليب ، فأمر عبد الملك أن تُحذف هذه العبارات مع الصليب ، ويُكتب بدلاً منها بسم الله الرحمن الرحيم في التروسة ، وحين علم إمبراطور روما بذلك أرسل إلى عبد الملك رسالة تهديد يقول فيها :إن فعلتها فسوف أكتب على قطع النقود عبارات تسيء إلى الرسول والإسلام ، ومن المعروف أن الدولة الإسلامية كانت تتعامل مع النقود الرومانية ، فأجابه عبد الملك بن مروان افعلها ، وارم بها في البحر فقد قررنا أن نقوم نحن بسك النقود وعليها عبارة بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ، فما كان من الإمبراطور أن رضي بشراء الورق كما أرسله عبد الملك وبعبارة بسم الله الرحمن الرحيم .
هل تحتاج هذه القصة إلى تعليق ؟؟
للموضوع بقية ......