الفيلم السيئ

تم نشره الأحد 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 02:15 صباحاً
الفيلم السيئ
يسار خصاونة

الدين الإسلامي متوحد بمحمد عليه السلام ، متفرق ، ومشتت بأنصاف الأولياء ، والمريدين، والأتباع، والأسياد من ذوي أنصاف الألباب والعقول ، وذوي أنصاف العلم ، والفقه ، وقد أصبحنا نعيش في عصر الديانات الإسلامية المتفرقة، والمتصارعة بالسلاح الأبيض ، والأسود ، ولا تخلو دولة عربية، أو إسلامية من ديانات متعددة كلها تدعي الإسلام بعد أن فصّـلها الأزلام على حجم تفكيرهم ، وما يناسب تفكير أتباعهم السُّــذج ، وأصبح من الصعب اليوم المناداة، والمطالبة بفكرة توحيد هذه الخزعبلات في دين قويم مثل الدين الإسلامي والذي هو بريء مما يدعون ، والغريب في الأمر أن الجميع يدعي بالكمال ، والتمام في خلقه، ودينه ، وأخذت كل فئة تلعن أختها ، وأخت أختها ،
كيف وصلنا إلى عصر الديانات الإسلامية؟ ومن كان خلف هذا البعد الكبير عن القرآن الكريم بتعاليمه السمحة ، وبدستورية آياته، وشرعية أحكامه؟ نعم لقد ابتعدنا كثيراً ،كثيراً عن القرآن الكريم بتعاليمه السماوية حين استبدلناه بالأحاديث النبوية الشريفة ، وحملناها كنص دستوري ، دون الالتفات إلى القرآن الكريم،وبعد ذلك تركناها لنتمسك بالأئمة الأربعة ، وبعدها بأصحاب الطرق والعلماء، وبعدها بمشايخ الفضائيات ، وبعدها بأئمة المساجد ، وكنا في كل مرحلة نتمسك بما هو متاح كمشـرّع ديني ، دون نص قرآني حتى جاء أمناء الأحزاب وألبسونا ما علق بأذهانهم من دستور حزبهم ليصبح الدين طوعاً لمنهج الحزب ، من هنا أصبحنا أصحاب ديانات إسلامية لا تمت بصلة للإسلام .وكل ذلك بسبب ابتعادنا عن القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة.


وقد رأينا زعماء الديانات الإسلامية ماذا فعلوا حين فكرت نفس مريضة بالإساءة إلى الرسول الكريم برسم كاريكاتوري، أو فيلم سينمائي ، رأيناهم قد انتسبوا فجأة إلى محمد عليه الصلاة والسلام وكأنه وقف من أوقافهم ، ونهض هؤلاء المتصارعون للدفاع عنه كل بطريقته العوجاء ، والتي هي إفراز لمعتقده ، ومذهبه غير السليم ، متناسين أن الله ذا العزة قد أرسله نبياً ورسولاً للعالمين وهو يعلم أنه لو اجتمعت كل الأمم على أن تسيء إليه لما كان لها ذلك .


اختلفت ردود الفعل المدافع باختلاف الثقافة ، والتفكير ، وأظنها أنها جميعها كانت فقاعات في الهواء سوف تذوب ، ويبقى الفلم ، وتبقى الرسوم ، لأنها لم تقترب من الجرح ، ولم تقترب من الحقيقة ، وكان الأجدر بهذه الديانات المتنازعة ، والتي توحدت صورياً عند الحدث أن تسأل نفسها سؤالاً واحداً : لماذا يتجرأ الآخرون في محاولاتهم الإساءة إلى رمزهم ، ونبيهم الكريم ؟ لو سألوا أنفسهم هذا السؤال ، وأجابوا عليه بصدق لعاقبوا أنفسهم على تشتتهم لأنهم هم السبب الحقيقي في ضعف الأمة ، وهذا الضعف هو وليد التفرقة ، والتشتت ، فواعجبي يتوحد الكفار وهم على باطل ، ونفترق ونحن على حق !!.


سأقص عليكم قصة عبد الملك بن مروان مع إمبراطور روما حين كانت روما تستورد الورق من الدولة الإسلامية وقد أُثبتت على ترويسته عبارات دينية ، وصورة الصليب ، فأمر عبد الملك أن تُحذف هذه العبارات مع الصليب ، ويُكتب بدلاً منها بسم الله الرحمن الرحيم في التروسة ، وحين علم إمبراطور روما بذلك أرسل إلى عبد الملك رسالة تهديد يقول فيها :إن فعلتها فسوف أكتب على قطع النقود عبارات تسيء إلى الرسول والإسلام ، ومن المعروف أن الدولة الإسلامية كانت تتعامل مع النقود الرومانية ، فأجابه عبد الملك بن مروان افعلها ، وارم بها في البحر فقد قررنا أن نقوم نحن بسك النقود وعليها عبارة بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ، فما كان من الإمبراطور أن رضي بشراء الورق كما أرسله عبد الملك وبعبارة بسم الله الرحمن الرحيم .
هل تحتاج هذه القصة إلى تعليق ؟؟
للموضوع بقية ......



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات