الحُكومة الأردنية تقلل من شأن المعارضة

تم نشره الأحد 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 04:32 مساءً
الحُكومة الأردنية تقلل من شأن المعارضة
ابراهيم ارشيد النوايسة


لن نختلف مع العدد أو الأعداد الذين شاركوا في المسيرة من أمام باب مسجد الجامع الحسيني إلى ساحة النخيل فمن قال سبعين الف ومن قال سبعة الالف ، ولكننا قد نتفق على مشاركة تسعين حراكاً في اللوحة الجميلة التي شكلها المزيج من الأحزاب الأردنية السياسية وقام على حمياتها نشامى الأمن العام والدفاع المدني وباقي أجهزة الدولة وقيام المشاركين في الحراك في تنظيف الساحات بعد إنتهاء الفاعلية .
تلخصت مطالب الحراك بسبعة مطالب رئيسية هي قانون انتخاب ديمقراطي وعصري يمثل الإرداة الشعبية ، اصلاحات دستورية تمكن الشعب من أن يكون مصدر السلطات، وحكومة برلمانية منتخبة تحقق تداول السلطة على المستوى التنفيذي وترسيخ دولة القانون والمواطنة على أساس الحقوق والوجبات ، الفصل بين السلطات، وتحقيق استقلالية القضاء، إنشاء محكمة دستورية، وقف تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية والمدنية ، مكافحة الفساد بجدية وفعالية .
صرحت بعض الوسائل الإعلامية التابعة متحدثها للحكومة الأردنية بأن الحوار الشارعي الإنتهازي السياسي أو الإبتزاز السياسي العدمي غير الواضح ولا يملك أي خارطة سوى الصراخ والتواجد بالشارع ،واضاف بأن حوار الشارع غير منتج وغير مجزي وكان من الملاحظ غياب بعض القيادات الإسلامية عن المشهد وكأن المحلل السياسي عمر كلاب يقلل من شأن المعارضة الإسلامية بل يشير بطريقة ذكية غير مباشرة بأن هنالك انقسامات داخل جبهة العمل الإسلامي .
أرى بان الحركة الإسلامية توافقت مع جميع اقطاب القوى السياسية المعارضة وانضوت تحت جبهة الإصلاح الوطني الموحد بقيادة دولة رئيس الوزراء السابق احمد عبيدات ، بل توافقت على صيغة معينة ، وهذه الصيغة قد لاتتوافق مع مطالب جبهة العمل الإسلامي التي تنتقل نحو بناء تدريجي سياسي يستطيع القيام بمهامهة الدستورية الوطنية الإصلاحية ، ومختلف عن مجالس البرلمان السابقة والتي تم حلها قبل اكتمال عمرها الدستوري بسبب التزوير برلمان عام 2007م والبرلمان 2010م الذي انتهى ايضاً في عامين للأسباب ذاتها .
أعتقد بأن ما قاد الأردن إلى هذا التخبط السياسي والترهل الإداري والإجتماعي التراكمي ما هو إلا منظمومة الفساد ، فلولا الفساد المالي لما جاع الشعب وما سرقت مُقدرات الوطن وما زورت مجالس البرلمان السابقة ، فيجب علينا الإعتراف ضمنياً بأن ما وصلنا إليه من تردي في جميع معطيات الحياة وبكافة الإتجهات السياسية والإجتماعية المالية والفكرية ماهو إلا الفساد ، إن عملية الإصلاح الحقيقي والشامل لن تسير بالإتجاه الصحيح إلا في سحق منظومة الفساد وإن الله سبحانه وتعالى لن يغير بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فإذا لم تتم عملية اسئصال الفساد من الجذور فلن يكون هنالك أي مجلس برلمان صالح ولا حُكومة صالحة ، ونحن بأمس الحاجة في هذا اليوم لتراص النسيج الوطني في ظل التحديات القادمة .

 


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات