باسم مَنْ؟ ولأجل مَنْ؟

تم نشره الإثنين 01st تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 01:01 مساءً
باسم مَنْ؟ ولأجل مَنْ؟
سعود قبيلات

زار موسكو، منذ مدَّة قريبة، وفدٌ يضمُّ عدداً مِن السياسيين العرب، برئاسة السياسيّ والصحفيّ الكويتيّ محمَّد جاسم الصقر، وعضويَّة كلٍّ مِنْ: إياد علاويّ، رئيس وزراء العراق الأسبق (في عهد الاحتلال)، وفؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، وطاهر المصريّ، رئيس مجلس الأعيان الأردنيّ، ومحمَّد بن عيسى، وزير الخارجيَّة المغربيّ الأسبق.
 فما المهمَّة التي ذهب بها هؤلاء السادة وباسم مَنْ ومِنْ أجل مَنْ ؟
 رئيس الوفد، محمَّد جاسم الصقر، أعلن لوكالة الأنباء الكويتيَّة (كونا) أنَّ سبب ذهاب الوفد إلى موسكو هو أنَّه "مهتمّ أنْ ينقل رأي الشارع العربيّ إلى الجانب الروسيّ"! ما يعني أنَّ هؤلاء السادة الخمسة يزعمون أنَّهم ممثِّلون شرعيّون للشارع العربيّ، كلّه، ويملكون الحقّ للتكلّم مع الروس باسمه! فمَنْ هو يا تُرى الذي منحهم هذا الحقّ؟ أمَّا إذا كان الأمر مجرَّد جهد تطوّعيّ للتعبير عن الموقف العربيّ، فلماذا لم يكملوا مشوارهم، إذاً، إلى واشنطن وباريس والرياض والدوحة وسواها لإبلاغها رأي مواطنين عرب آخرين يطلبون منها أنْ تكفَّ يدها عن سوريَّة؟ ومِنْ ناحية أخرى، فإذا كان هذا السلوك السياسيّ يُعدُّ سليماً ومقبولاً، مِنْ وجهة نظر هؤلاء السادة ومؤيِّديهم، فإنَّه يمكن، أيضاً، أنْ تذهب وفود عربيَّة أخرى عديدة تضمّ شخصيَّات ليس فيها، على الأقلّ، واحد مِنْ حلفاء سمير جعجع وأمثاله، ولا ممَّن أتوا إلى السلطة في بلادهم إثر دبَّابات الاحتلال الأمريكيّ وبرعايته.. ومَنْ يشبههم، لتتحدَّث مع الروس والصينيين وسواهم، وتشدّ على أيديهم، لرفضهم المتواصل كلَّ المحاولات الهادفة لوضع سوريَّة تحت الفصل السابع وإلحاقها بالعراق وليبيا وأفغانستان وسواها.
 على أيَّة حال، نستطيع أنْ نفهم حماس السياسيّ الكويتيّ محمَّد جاسم الصقر، لهذه المهمّة؛ ونفهم، كذلك، موقف إياد علاويّ، بما يمثِّله؛ وفؤاد السنيورة، بهويَّته السياسيَّة وارتباطاته المعروفة، وكذلك وزير الخارجيَّة المغربيّ الأسبق؛ لكنَّنا لا نستطيع أنْ نفهم موقف السيِّد طاهر المصريّ، ولا ما هي غايته مِن المشاركة في هذه المهمَّة.. ولأجل مَنْ. فهو الوحيد مِنْ أعضاء الوفد الذي يحمل صفة رسميَّة؛ لأنَّه يتبوَّأ أحد المناصب الرئيسة في الدولة الأردنيَّة، ولا يستطيع، بل ليس مِنْ حقِّه، أنْ يتحدَّث، أو يعبِّر، عن موقف شخصيّ، ما دام يتحمَّل مسؤوليَّاته الرسميَّة. فهل هو، إذاً، يعبِّر عن الموقف الرسميّ الأردنيّ؟ لم نسمع أو نقرأ أيّ تصريح أو تلميح يؤكِّد ذلك؛ لا منه ولا مِنْ سواه من المسؤولين الأردنيين؛ بل، على العكس مِنْ ذلك، لا تزال السياسة الرسميَّة الأردنيَّة، حتَّى هذه اللحظة على الأقلّ، مع كلّ الملاحظات التي نحتفظ بها عليها، تلتزم بموقف النأي عن النفس، في ما يتعلَّق بالأزمة السوريَّة. وهذا موقف مسؤول وحكيم ويستجيب لتوجّهات غالبيَّة الشعب الأردنيّ. فالأردنيون، بغضّ النظر عن اختلاف آرائهم بهذا الشأن، يتَّفقون، في غالبيَّتهم العظمى، على عدم الزجّ بالأردن في مستنقع الأزمة السوريَّة وتداعياتها.
 بالمناسبة، كاتب هذه السطور واحد ممَّن يكنّون ودّاً صافياً للأستاذ طاهر المصريّ، لدماثته، واتِّزانه، وحرصه على الابتعاد عن المواقف المريبة التي تثير الفرقة والانقسام.. وعلى أنْ تكون آراؤه ومواقفه جسراً لالتقاء المواقف والآراء المختلفة؛ لذلك، فقد استغربتُ جدّاً مشاركته في هذه المهمّة المثيرة للكثير مِنْ علامات الاستفهام؛ خصوصاً مع مثل هذا الوفد. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات