راجع الإقبال على التسجيل
تم نشره الأربعاء 03rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 05:23 مساءً

نبيل غيشان
أي تمديد سيبقى بلا معنى من دون استصدار قرار حل مجلس النواب .
وقع ما كنت قد حذَّرت منه في مقال سابق بعدما طالبتُ الهيئة المستقلة للانتخابات بألاَّ تمدد تسجيل الناخبين أو أن تمدد لفترة لا تزيد على خمسة أيام، وكان تقديري أننا لا نحتاج الى أكثر من ذلك في ظل الإقبال الجيد.
طبعا الهيئة لم تستمع لنصحيتي، وانظروا معي ماذا جرى في اليوم الأول للتمديد، تراجعت نسب إقبال المواطنين على مراكز التسجيل بأكثر من النصف، فقد سجل في آخر يوم اقتراع 60,654 ناخبا وناخبة وكان المعدل اليومي خلال الشهر الماضي 50 ألف ناخب، لكنها هبطت في أول يوم للتمديد إلى النصف، وكانت حصيلة تسجيل يوم الاثنين 32,861 ناخبا وناخبة على مستوى المملكة، ولا شك أن التسجيل أيضا سيتراجع في الأيام المقبلة.
والسبب واضح وهو أن الاردنيين اعتبروا أن قرارالتمديد يعطيهم مهلة للاسترخاء لمدة 15 يوما، لا سيما أن أي تمديد سيبقى بلا معنى من دون استصدار قرار حل مجلس النواب، لأن هذا الأخير هو الكفيل برفع نسب التسجيل ولو كانت ثلاثة أيام.
إن القوى السياسية لم تفهم الهدف من قرار التمديد، هل هو لإتاحة الفرصة لمن كان ينوي التسجيل بعد تكدس المراجعين للأحوال المدنية، أم أن الهدف إيصال رقم المسجلين الى أكثر من مليونين وربع المليون ناخب وناخبة، أم أن الهدف عدم قطع جهود الوساطة مع الإسلاميين؟ أم هي كل هذه الأهداف؟
بالحقيقة أن العملية الانتخابية، لا تعني أرقاما صمَّاء، ولا شك أن عملية التسجيل كانت خارقة لكل التوقعات، لسبب بسيط أن آلية التسجيل ذاتها جديدة وليست سهلة خاصة البطاقة الانتخابية واشتراط عدم تسليمها إلا لفرد من العائلة، وهو تشدُّد محمود لكنه أيضا يقلل من أعداد المقبلين على التسجيل.
وكذلك ليس مقياسا أن عدد المسجلين في العاصمة أو الزرقاء لم يصل الى نسبة النصف خاصة في محافظة الزرقاء، لكن يجب التأكيد أن أية مقارنة بين التسجيل اليوم والجداول الانتخابية السابقة لن تكون منطقية وعادلة، فقد اختلفت آلية التسجيل، فبعدما كان التسجيل أوتوماتيكيا( للحاضر والغائب) أصبحت اليوم بحاجة إلى مراجعة (مرتين) لمركز الاقتراع لتقديم الطلب والعودة لتسلم البطاقة.
ويجب أن لا يغيب عن البال أن نسب الاقتراع في الانتخابات النيابية المتواصلة منذ 1989 في دوائر عمان والزرقاء كانت متدنية جدا لأسباب كثيرة ومهمة لا يمكن مناقشتها هنا، وقد كان جزء كبير من أهداف عمليات التزوير التي كانت تلجأ إليها الأجهزة المعنية في الدورات الانتخابية السابقة هو التغطية على ضعف إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع في العاصمة والزرقاء بالتحديد.
مهما كان تراجع الإقبال فإن أي تسجيل هو زيادة في جداول الناخبين، وعلينا ألاّ نقلل من قيمة الإنجاز الذي حققته الهيئة المستقلة خاصة ونحن نفتخر اليوم بأن لدينا جداول انتخابات نظيفة ودقيقة، وأن هناك عدلا ومساواة في التعامل مع المراجعين لمراكز التسجيل لا بل هناك تشدد في بعض الحالات خاصة التسجيل في بلد الأصل وليس الإقامة، حيث الإجراءات المتبعة حاليا رغم عدالتها يمكن أن تحد من عمليات التسجيل.
( العرب اليوم )