فيصل الفايز يحذر أيضاً

تم نشره الأربعاء 03rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 05:32 مساءً
 فيصل الفايز يحذر أيضاً
جمال الشواهين
لم تُترك المعارضة في الأردن وشأنها لممارسة حقها السياسي والاجتماعي، فأي عمل تنويه يعد مقابله عمل معاكس، وأي رأي تبديه يقابل بالهجوم عليه، وأي موقف تتخذه يرد عليه بمغاير.
أما من الذي يفعل كل ذلك، فإنها جهات حكومية تمارس السلطة بموجب واقع الأمر المستمر دونما تغيرات

جوهرية منذ تأسيس المملكة وحتى الآن، إذ ما زال تعيين السلطات وتنصيب الوظائف العليا والمركزية ليس من صلاحيات الأمة التي هي مصدر للسلطات.

والأمر يجري باستغلال مكشوف لمقدرات الدولة التي هي بالأساس ملك للشعب، فيتم استخدامها في مواجهة فئات منه، وحرمانها بذات الوقت من الاستفادة منها.

لو أن مواجهة المعارضة تتأتى من موالاة مؤطرة بأحزاب، لكان الحال رأياً برأي وأعمالاً مشروعة وبرامج متقابلة، أما وانها تتأتى من العمل الحكومي فإنها تخرج عن الحال السائد القائم على المنع وحسب وفي السياق نفسه، فإن وصف الموالاة غير جائز ولا هو صحيح في هذا المقام، وإنما هو استغلال سافر لشخص الملك، وليس النظام الملكي المتفق عليه ولا أحد يطرح تغييره
.
في كل المسيرات التي خرجت وسط البلد كانت هناك مجموعة «موالاة» من غير المعروفين من هم على وجه الدقة، وفيما إذا كانوا من أحزاب أو موظفين أو عاطلين من العمل ووجدوه، وكان واجبها الوحيد على الدوام استفزاز المنظمين للمسيرات أياً كانوا، إذ لا فرق عندهم إنْ هم من الإسلاميين أو القوميين أو الشيوعيين الأمميين. وهذه المجموعة هي التي كانت تستوجب الحضور الأمني الكثيف الذي وصل في مرات عديدة إلى أكثر من المشاركين
.
منذ الإعلان قبل اسبوعين عن مسيرة للمعارضة تكون مختلفة، هدفها تأكيد إنجاز الإصلاح، والاصرار عليه، وإعلان فعاليات وفئات شعبية الانضمام إليها والمشاركة فيها، لم تهدأ دائرة الفعل الحكومية المغطى تحت يافطة «الموالاة»، وما زالت ثائرتها تثور بما أوصل حجم القلق والتوجس إلى مناسيب غير معتادة.
فبدل الاكتفاء بالمجموعة الاستفزازية، تريد مواجهة من نوع آخر بإعداد مسيرة مقابل مسيرة في ذات المكان ونفس الزمان، وهي تعكف على الرد والتأويل لكل كلمة تخرج من أي ممثل في المعارضة، ومجرد الحديث عن التسجيل للانتخابات يتحول تفسيره إلى أن هدفه التوطين والوطن البديل. والدعوة إلى المشاركة بالمسيرة دعوة إلى الفتنة، وشعار إصلاح النظام بات تقويضه، أو طاول على الدستور، والأمر يصل إلى درجة التصيد لأي مفردة تخرج عن أي قيادي معارض ليعاد شرحها وحرفها. والأمر يدفع بدون وعي وإدراك إلى حالة تشبه الخلاف بين حركة حماس وحركة فتح، طالما تدور بذهن الدائرة الحكومية مسائل الاتهام بالمحاصصة والتوطين والتقسيم دونما أي دواع ومبررات لذلك
.
عندما ينضم فيصل الفايز إلى قائمة المحذرين للنظام من الفعل الحكومي، ويدعو إلى الفصل بين مسيرات الجمعة، فإنه بذلك يضع الأصبع على الجرح تماماً، ويعي خطورة ما يجري، ولو أنه غير فيصل الفايز لقلنا لا تصغوا إليه، لكنه هو بلحمه وشحمه وكل عقله.
( السبيل )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات