لقاء حصري مع اللواء الطيار مأمون أبو نوار عن " معركة حلب " وما هي التوقعات حولها ( فيديو )

المدينة نيوز - خاص - بتول دانو تيكا - : فرضت معارك حلب وتداعيات ما قيل عن إرسال النظام تعزيزات إلى المدينة أسئلة عن مصير معركة حلب ، ومن أجل ذلك استضافت المدينة نيوز الخبير الإستراتيجي واللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار ليجيبنا عن أسئلة كبيرة تتعلق بهذه المدينة التي تعتبر السيطرة عليها سيطرة على شمال سوريا نظرا لقربها من الحدود وموقعها الإستراتيجي والإقتصادي بالنسبة لسوريا عموما ..

سألنا اللواء أبو نوار :

* حدثنا بداية عن حرب المدن من بُعدها الميداني ؟ ..

- : بداية لابد ان نوضح ان حرب المدن والمناطق المبنية حرب شرسة والمعارك والاشتباكات داخل هذه المدن تكون طويلة بطبيعتها وهى معارك يجب خوضها في صراع مع الوقت ، وكلما كانت ضارية كثرت المجازر .

* كيف ، وما هي الخسائر بالنسبة للمدافعين والمهاجمين ؟

- : نسبة الخسائر للمهاجم قد تصل ما بين 40%- 60% لذلك فان الحرب داخل حلب هي كابوس لجيش النظام .

* هل يمكن للنظام أن ينتصر في حلب ؟

- : ليس من السهل على النظام الإنتصار في حلب ، الانتصار فيها مستحيل بدون تدمير المباني والبنيه التحتية وقتل الآلاف من جنوده ، لذلك فهو يستخدم القصف عن بعد لتقليل نسبة الخسائر .

* : لماذا يروج النظام والمعارضة أن معركة حلب ستكون حاسمة إذن ؟

- : يجب أن نأخذ معنى " الحسم " هنا بالمفهوم السياسي رغم أنه مصطلح عسكري شائع ، فمعظم الخبراء والمحللين ينظرون الى معركة حلب بانها ستكون حاسمه لانهاء الازمة السورية ، بحيث اذا ما تمت السيطرة عليها من قبل الجيش الحر فستكون هي الأرضية لتشكيل مناطق عازلة وقاعدة تنطلق منها جميع العمليات القتالية واللوجستية مستقبلا .

* : ولكن لا غطاء جويا للثوار حتى الآن ؟؟

- : بالضبط ، وهذا ما كنت أود التطرق إليه ، فهذه المناطق ستكون اهدافا غنية للطائرات المقاتلة ، لذلك يحتاج الثوار الى أسلحة دفاع جوى لصد مثل هذه الغارات.

* وماذا أيضا بالنسبة لمصطلح " الحسم " أعني في حلب ؟؟

- : الصراع القائم الآن في حلب هو اساسي لبقاء النظام، ولهذا حشد مؤخرا القوات من المحافظات المجاورة وسيفعل ما يستطيع للتشبت بدمشق وحلب والطريق السريع الرابط بينهما ، حيث ان هذه النقاط هي مراكز الثقل الاستراتيجي وهى التي تقرر بقاء النظام او انهاءه .

* ماذا يعني للثوار وللنظام خسارة حلب ؟ ..

- : الجيش الحر يدرك انه اذا ما خسر حلب فستكون بمثابة انتكاسة خطيره وخساره كبيره له ، ولكنها ليست نهاية المطاف ، بالمقابل فان خسارة الجيش النظامي لهذه المعركة ستكون بمثابة بداية النهاية وتنذر بتهديد انهيار النظام.

* وكيف تقرأ أنت المشهد العسكري في حلب هذا الاوان ؟ ..

- : الوضع لم يتغير كثيرا من حيث سيطرة كلا الطرفين على المواقع التي يسطر عليها كل منهما ، لا يزال الثوار يسيطرون على المناطق الشرقية الجنوبية ويسيطر الجيش النظامي على المناطق الشمالية الغربية وبنسب متفاوتة ، وحسب مجرى العمليات اليوميةن فإن الجيش يحاول نشر دباباته ورجاله في الشوارع الرئيسية لعزل الاحياء الواحد تلو الاخر ثم تطهير كل منطقة على حدة ، ولذلك فسوف يستغرق الأمر وقتا طويلا .

* : قيل إنه سيرسل 30 ألف جندي إلى حلب ؟؟ ..

- : لا اعتقد انه سوف يرسل قوات بأعداد كبيرة خوفا من عمليات الانشقاق وهذا كابوس اخر للنظام .

* كخبير عسكري معروف ، ماذا تقول عن القتال الدائر هناك ؟ ..

- : القتال في حلب لا يتوقف بين الطرفين وهو مستمر وهنالك صمود من قبل الثوار في حلب وريفها لكن يفتقر الثوار الى توحيد قياداتهم ، ولقد اعلن مؤخرا تشكيل القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية ، ولذلك فستكون عمليات التنسيق بين جميع هذه القوى : لواء التوحيد ولواء الفتح ولواء درع الشهباء والفصائل الاخرى افضل وأقوى ، وهذا سوف يعزز من موقفهم في تحسين عمليات الكر والفر والاغارة والكمائن وخاصة ان النظام يفتقر الى المعلومات الاستخبارية داخل هذه المدينة والاحياء التي يسيطر عليها الثوارعموما ، وأنوه ايضا أن هنالك عاملا مهما وهو ان هؤلاء الثوار اكتسبوا خبرة قتالية واكتسبوا المهارات اللازمة للاشتباكات المختلفة ايضا في هذه المدينة .

* هناك تفاوت في التسليح ، ما هي انعكاساته العسكرية ؟ .

- : نعم ، هنالك تفاوت كبير بين الاسلحة المستخدمة من قبل الطرفين وخاصة المدفعية والطيران وراجمات الصواريخ التي تلعب دورا كبيرا في مجرى المعارك الدائرة الان ، بمعنى ، ان مثل هذه الاسلحة لها دورها الكبير في حسم المعارك ولا أقول الحرب ، فالقوة النارية قادرة على الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها الثوار ، ومع ذلك فان النظام يعاني من استغلال قوته مع انتقال الاشتباكات من منطقة الى اخرى ، ومن أجل هذا فإنه يواجه صعوبة كبيرة في السيطرة على هذه المدن والمساحات الشاسعة ، لذلك نراه يستخدم سلاح الجو .

*: ما ميزات استخدام سلاح الجو في حرب المدن ؟ ..

- : من مميزات استخدام هذا السلاح انه يمتاز بمرونة عالية لنقل النيران من منطقة الى اخرى ، وقصف هذه المدن وبشكل عشوائي ضد التجمعات السكنية وكما يبرر النظام انه قصف موجه ضد " الارهابيين " فكيف يكون ذلك ، مع العلم أنه لا يوجد في العالم أجمع اية مجسات الكترونيه كانت ام تصويريه تستطيع ان ترى ماذا بداخل هذه الأبنية ، فكيف يتم التمييز ، اذن ، فإن هذا القصف بالقنابل الفراغية والوقود والهواء ايضا والقنابل " البرميلية " خرق فاضح للقانون الدولي وتعتبر جرائم حرب ، فعلى الاقل يجب على النظام ان ينذر هؤلاء السكان لإخلاء هذه المبانى كما تفعل الدول المتحضرة التي تخوض حروبا ، والمخططون لهذه العمليات يدركون تماما مدى الضررالذى ينتج عن هذا القصف ، لكن هذا حال بعض الانظمة التي لا تحترم دماء شعوبها، يجب ان يدرك هؤلاء المخططون انهم بهذا القصف العشوائي لن يكسبوا المعركة وهى من المهام الصعبة لا بل المستحيلة لمعالجة الثوار.

* : وإذا خسر النظام المدينة ؟ ..

- : خسارة حلب ستمهد الطريق لكل من ادلب واللاذقية ، ومن المحتمل ان تنضم الاقليات للمعارضة وبهذا يخسر النظام ما تبقى من قاعدته الشعبية في بعض المناطق .

*: في حلب حسم إذن ؟؟ ..

- : في حلب تداعيات الحسم ، وسيفقد النظام العاصمة الاقتصادية ومنشئات عسكريه كثيرة ومركز رؤوس الاموال ، فحلب هى الجارة لتركيا مما يمكن الثوار من السيطرة على شمالي وشرق البلاد، وتتراجع سلطة النظام الى وسط سوريا والمنطقة الساحلية ودمشق وهو ما يعنى ايضا تقسيم البلاد ، وجميع المعطيات الآن تقول إن المعركة لن تحسم .

* : كيف ترى خطوات النظام في معالجة الثورة السورية حتى الآن ؟؟

.- : اعتقد ان الاستراتيجية المتبعة من النظام قد فشلت بإخماد الثورة او سحقها والمكاسب التي حققها الثوار خلال الاشهر الماضية قد اثبتت للنظام انه لا يستطيع استعادة سيطرته على كامل البلاد مرة اخرى .

هنالك مدن يسيطر عليها النظام وداخل هذه المدن يسيطر الثوار على بعض احياء هذه المدن وهذا يمكن رؤيته في جميع المدن السورية وفي الارياف فلا يوجد سيطرة كاملة من كلا الطرفين ومن الصعب السيطرة على هذه المدن وهذه المساحات الشاسعة من قبل الطرفين.
فلقد مضى 18 شهرا ولم يستطع الثوار السيطرة على مدينة كبيره سيطرة كاملة وفي بعض الأحيان ينسحب المقاتلون لنفاذ الذخيرة ، وهنا لابد من القول بانه لا يمكن ان تعفى الإنسانية الغرب لموقفه غير الإنساني تجاه الشعب السوري والثوار بعدم تزويدهم بالأسلحة والدعم الذى يستحقون.

* : يقول البعض إن الغرب عموما لا يريد أن يقدم دعما لافتا من السلاح للثوار ، لماذا باعتقادك ؟؟ ..

- : المواجهة في سوريا تتعلق في بعض جوانبها بالاسلحة التي تمكن الثوار من تغيير ميزان القوى الاستراتيجي على الارض ، عندها يمكن ان تتغير سياسات الدول الكبرى للوصول الى وقف العنف ، لكن يبدو ان الصراع سيكون صراعا طويلا ، وإجابة عن السؤال ، أخشى ما اخشاه أن يكون ما يجري في سوريا هو حربا بالوكالة ، وهو أمر بتنا نراه ونلاحظه .

فالنظام الان يحارب من اجل سلطته والجيش اصبح مؤسسات خاصة تابعة للنظام ويستغرب كثير من المحللين من عدم حصول انشقاقات كبيرة داخل الجيش ، فالجيش هو الاساس والضامن الوحيد لبقاء النظام واذا ما انهار الجيش سقط النظام.

* : وماذا تقول عن سيطرة الثوار على منافذ حدودية ، هل لهذا ابعاد معينة ؟؟ ..

- : السيطرة على المنافذ الحدودية يعتبر تحولا مهما في مسار الحرب لكنها تبقى معنويه ورمزيه ومن الطبيعي ان تسقط هذه المنافذ لان معظم سكانها مناوئون للنظام ، ومن جانب آخر ر نرى في الشمال الشرقي السوري سيطرة لحزب العمال الكردستاني الذى يرى ان الفرصة قد حانت لأنشاء كيان مستقل وبان ما كان مستحيلا ان يحصل قبل قرن من الممكن تحقيقه الان ، وهنالك عمليات تنسيق مع حزب الاتحاد الكردستاني واكراد تركيا ايضا لتشكيل ما يعرف مستقبلا بالاتحاد الكردي kck مما يخلق التوتر والقلاقل المحتملة ومواجهة مع تركيا.

* يعني ، وبناء على ما اسلفت ، فان الأمر قد يطول ؟؟.

- : يبدو ان المجتمع الدولي والامم المتحدة سوف تأخذ وقتها لحل هذه الازمة وكما حدث في الكونغو عام 1977 خلال الحرب الأهلية حيث تم قتل خمسة ملايين من السكان قبل ان يتدخل المجتمع الدولي لحل الازمة فهل ننتظر قتل مليون سوري ليكون سببا كافيا للتدخل وايقاف هذه المجازر.

هنالك شلل دبلوماسي وغياب للإرادة السياسية لحل الازمة ، فجميع المبادرات والجهود السياسية مشلولة وقد وصلت الى طريق مسدود ويبدو ان حل الازمه السورية يميل الى الخيار العسكري .
* كأن يتدخل الناتو مثلا كما حدث في ليبيا ؟؟ ..
- : احتمالية قيام الناتو بهذه المهمة هي احتمالية ضئيلة .

* : وماذا عن الطرح القطري في تدخل الجيوش العربية مباشرة ؟؟ ..

- : طرح قطر عن التدخل العربي العسكري غير قابل ايضا " للتطبيق " وذلك لأن تدخلا مباشرا كهذا يحتاج الى حوالى 350 الف جندي وحوالى 40 الف طلعة جوية لفرض عملية السلام بالقوة، مع التنويه أن تركيا لن توافق على المشاركة بمثل هذا السيناريو وكذلك لبنان والعراق . اضافة ان هذه الدول تفتقر الى الخبرة الكافية للقيام بهذا الجهد العسكري بما يحتاج من تدريب وعمليات تنسيق واهمها القيادة والسيطرة والقيادة المركزية لهذه العمليات ، وهذا كله يؤدى الى تدمير الدولة السورية بل ربما يؤدى الى نزاع إقليمي .

* : وما الحل الأمثل بنظرك بعد كل ما أسلفت ؟ ..

- : اعتقد ان الحل المتبقي - وهو الافضل - هو دعم الثوار بالأسلحة المتنوعة واهمها صواريخ الكتف لمقاومة الطائرات والاسلحة الثقيلة مع الدعم الاستخباري الكامل والتدريب والدعم المالي واجهزة الاتصالات المتقدمة التي سوف يكون لها تأثير كبير على مجرى العمليات وفي قلب موازين القوى ، ولأجل كل ذلك فإن نتائج هذا الصراع غير واضحة ومن الصعب التكهن بما سيحدث مستقبلا.

ورصدت المدينة نيوز عصر الخميس لقاء بهذا الاتجاه سجله لكم قسم الرصد وتالياً ما قالة ابو نوار حول  الوضع الراهن في سوريا بالفيديو:

مـأمـون أبـونـوار
لواء طيار متقاعد

الزميلة بتول دانو تيكا