الطابو الأصلي

كل إنسان يملك عقاراً أو أموالاً غير منقولة يكون بحوزته سند تسجيل لهذا العقار، وهو ما يعرف عند الناس بسند الطابو الأصلي.
وكانت الدوائر في السابق تقبل سند التسجيل بأي تاريخ كان، ولكنها أخيراً عدلت وأصبحت لا تقبل أي سند طابو أو تسجيل إلا إذا كان مؤرخاً بنفس التاريخ الذي يذهب به المواطن إلى أي دائرة لإنجاز معاملة.
فمثلاً إذا ذهب المواطن لمراجعة دائرة طلبت منه سند تسجيل يوم 26/9/2012، فيجب أن يكون تاريخ سند التسجيل 26/9/2012 وهذا تضييق على المواطن وحنبلية غير مقبولة؛ لأن استخراج سند التسجيل قد يستغرق يوماً بأكمله في بعض الأحيان والدوائر، ولم يبق على الدوائر سوى طلب إثبات ساعة استخراج سند التسجيل.
صحيح أن بعض الناس استغلوا سندات التسجيل القديمة المبيع عقارها، ولكن ذلك لا يشكل ذريعة لمعاملة كل الناس بجرائر قلة من المجرمين الذين اعتادوا الإجرام، وهم معروفون للدوائر العقارية نفسها.
إن معظم الناس يتقيدون بالقانون وأصحاب أخلاق عالية تمنعهم من بيع عقارهم مرتين، ومعظم الناس لا يذهبون لدائرة الأراضي إلا مرة في حياتهم أو مرتين لمثل غايات البيع والشراء.
ولا يجوز أن تذهب الأغلبية الساحقة الصالحة في الشك بها وبتكليفها فوق طاقتها، أو تحميلها أوزار أقلية اعتادت الاحتيال.
ويجب أن يكون لدى الدوائر والموظفين نظرة خاصة للناس الشرفاء الذين يتقيدون بالأخلاق والقانون، ولا يعاملون معاملة المجرمين والمحتالين.
وهم بذلك يساهمون في إنجاز معاملات الناس بوقت أقصر وإجراءات مختصرة، ولا يلحق الضرر لا بالدائرة ولا بالمواطن، فإذا أضفنا إلى ذلك أن مهمة الدوائر هي خدمة المواطنين والحفاظ على وقتهم وحقوقهم، لوجدنا أن أي تعقيد أو إطالة للوقت لحين وصول المواطن إلى حقه الشرعي، هو إجراء غير مقبول ويجب تجنبه.
إن الوقت في الأيام الحاضرة أهم كثيراً من زيادة الحرص على إجراءات لا ضرورة لها ويمكن تجاوزها.(السبيل)