أقنعة وأسماء مستعارة في فضاء الإنترنت
![أقنعة وأسماء مستعارة في فضاء الإنترنت أقنعة وأسماء مستعارة في فضاء الإنترنت](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/17776.jpg)
تعاني المواقع والمنتديات الأدبية والثقافية المحترفة على شبكة الإنترنت من ظاهرة الأسماء المستعارة التي باتت تشكل عبئاً كبيراً على العاملين فيها كونها تحد من مصداقية الاراء والمواد المطروحة او القضايا المعالجة وتزيد من احتمالات وفرص السرقة الأدبية وانتهاك الملكية الفكرية دون وازع من ضمير بعيدا عن المسؤولية واخلاقيات المهنة.
ولعل من أبرز الدوافع التي تقف خلفا لتستر بأسماء مستعارة تتمثل في الحرية المطلقة التي يمنحها هذا الأسم الوهمي لصاحبه فيدلي بآرائه الجريئة وينشر نصوصه كما يشاء دون خوف سواء من عيون السلطات او حتى من مسؤولي المواقع انفسهم ، فينام هادئ البال مطمئن النفس لا يتوقع أحدا يطرق بابه ليلاً ليصحبه الى القضاء او يضعهه في دائرة الحرج .
وهناك من يتخفى خلف أسماء مستعار مبيتا نوايا سيئة فيهاجم أحد المتواجدين في المنتديات، أو يسرق نصوصا ونسبتها لاأسمه ثقة منه أنه لن يصيبه أي ضرر من إمكانية كشف أمر سرقته.
كما أن هناك عدداً هائلاً من الفتيات والسيدات لا يجرؤن على الكتابة او التعليق بأسمائهن الحقيقية ، فهناك من تتوارى خلف خمار الكتروني انطلاقاً من أحترامها لعادات وتقاليد مجتمعها ، وأخرى لا تريد تسليط الضوء على شخصيتها لتفادي أي متاعب من أي نوع، وتلك تخجل من النشر بأسمها بسبب ضعف ثقتها بجودة نصوصها او عدم قبول افكارها .
ان المواقع والمنتديات الالكترونية اصبحت اليوم ساحة طليقة للتعبير عن الراي وتبادله ونشر المعرفة بسرعة فائقة لا تحتمل او تقبل التأخير ..ومن هنا تأتي أهمية احترام صحافة المستقبل ؟
إن هذه الظاهرة رغم كل المحاولات التي تهدف للحد من تفشيها حفاظاً على المصلحة العامة، ومصداقية المواقع الناشرة، وحماية للكتاب والناشرين من السطو الأدبي على نصوصهم ونسبها لأناس آخرين، ما يضعف على المدى الطويل عملية النشر الالكتروني وعزوف المبدعين عنها، وبالتالي ضعف أداء المواقع الالكترونية بسبب افتقارها إلى النصوص الجيدة، ولجوء الكتاب إلى الصحف والدوريات المطبوعة مرة أخرى.
ولذلك فإنه لا بد من تكاتف كافة المواقع الثقافية الالكترونية، وتوحيد سياساتها وتوجهاتها في هذا الصدد، وذلك للقضاء على هذه الظاهرة كليا، والحفاظ على مكانة المواقع المحترفة على الشبكة من الخلط بينها وبين المواقع العابثة التي لا تتبع نهجاً أو رؤية ثقافية واضحة، وبالتالي جذب كافة الأقلام المبدعة للنشر في جو صحي ومهنية عالية.