جنبلاط يدعو واشنطن للتدخل بسوريا
المدينة نيوز - أشار الكاتب الأميركي ديفد كينر إلى مقابلة أجراها مع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط قبل أيام، وقال إن جنبلاط صبّ جام غضبه على الولايات المتحدة بسبب تقاعسها عن التدخل في سوريا، وإنه دعا واشنطن إلى ضرورة تسليح الثوار السوريين بالأسلحة المضادة للدبابات والطائرات.
وقال كينر في مقال نشرته له مجلة فورين بوليسي الأميركية إن الزعيم الدرزي جنبلاط أعلن عن موقفه الداعم للثورة الشعبية السورية، وإنه نعت الرئيس السوري بشار الأسد بالطاغية، داعيا الولايات المتحدة إلى عدم التذرع بالخوف من الإسلاميين أو غيرهم، واستمرار التلكؤ في دعم الشعب السوري.
وأشار الكاتب إلى الإرث السياسي لجنبلاط، وقال إن له دورا بارزا على المستويين اللبناني والسوري، مضيفا أن جنبلاط يتهم النظام السوري إبان عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بالوقوف وراء اغتيال والده كمال جنبلاط خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وأن وليد جنبلاط هجر دمشق في 2005 في أعقاب تعرض رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري للاغتيال.
وأضاف كينر أنه يبدو أن الزعيم الدرزي اللبناني يميل حيث تميل الرياح السياسية في المنطقة، موضحا أنه سرعان ما انضم إلى تحالف مع سعد الحريري في أعقاب اغتيال الحريري الأب، وأن جنبلاط أصبح ناقدا لاذعا لكل من حزب الله اللبناني والرئيس بشار الأسد على حد سواء، وأنه طالما نعت الأسد بالطاغية.
ويشير الكاتب إلى أنه التقى جنبلاط في قصره في بلدة المختارة في قضاء الشوف بلبنان في الثالث من الشهر الجاري، وأن جنبلاط أخبره أنه بدأ يساند الشعب السوري بعد أن بدأ نظام الأسد بقتل المدنيين.
كما أشار كينر إلى قصف قوات الأسد لبلدة تركية مما أسفر عن مقتل خمسة مواطنين أتراك، وإلى التصريح الذي أطلقه حلف شمال الأطلسي (ناتو) المتمثل في شجبه النظام السوري لانتهاكه القانون الدولي وتوعده بمتابعة الأوضاع عن كثب.
وقال الكاتب إن جنبلاط أعرب عن غضبه من موقف الناتو وذلك لأن الحلف لم يعط أي إشارة على أنه بصدد دراسة اتخاذ موقف عسكري ضد النظام السوري، وأن جنبلاط أضاف بالقول إنه طالما أن الغرب لم يقم بدعم الجيش السوري الحر بالأسلحة المضادة للدبابات وبصواريخ ستينغر المضادة للدبابات، فإن الحرب الأهلية ستبقى مستعرة ومستمرة في سوريا.
وقال كينر إن الزعيم اللبناني شن خلال المقابلة انتقادات لاذعة ضد الولايات المتحدة، وذلك في ظل موقف واشنطن المتردد وعدم تدخلها المباشر في سوريا، وأن جنبلاط أوضح أن واشنطن متقاعسة عن التدخل في سوريا بدعوى مخاوفها من سيطرة الإسلاميين في مرحلة ما بعد سقوط الطاغية الأسد.
واتهم جنبلاط الولايات المتحدة بدعمها لمن وصفهم بالطغاة من القادة العرب في تونس ومصر وفي سوريا سابقا، كما اتهمها بالوقوف ضد إرادة الشعوب العربية، داعيا واشنطن إلى ترك الشعوب العربية تقرر مصيرها بيدها، مشيرا إلى أن جنبلاط سبق أن وصف في السنوات الماضية بشار الأسد بالثعبان وبالجزار وبالمُنتَج الإسرائيلي، وأنه دعا واشنطن إلى إرسال سيارات مفخخة إلى دمشق.
كما أشار الكاتب إلى سرعة تغير مواقف الزعيم الدرزي، موضحا أنه يميل حيث تميل الرياح السياسية، ففي حين سبق أن أمطر مقاتلي جنبلاط جنود البحرية الأميركيين بالقذائف إبان الحرب الأهلية اللبنانية، فإن جنبلاط أخبره أنه يفضل أن يعمل رجل قمامة في نيويورك على أن يكون زعيما لإقطاعية في دولة عربية مثل لبنان.
وأضاف كينر أن جنبلاط، الذي يبدي دعمه الآن للثورة الشعبية السورية، كان هو نفسه من زار الأسد قبل عام من الثورة الشعبية السورية، وذلك كي يقدم اعتذاره عن تصريحات سبق أن أدلى بها تتضمن تعليقات غير لائقة بحق الأسد.(الجزيرة)