الظهراوي يكتب : الإخوان يريدونها ( طوارئ )
المدينة نيوز - خاص - كتب النائب السابق محمد الظهراوي - : إن نجاح مسيرة الإخوان لا تحدده أعداد المشاركين وقوة حشد الكوادر, وإنما تحدده التبعات التي تأتي بعده فالهزة الأرضية هي ارتداد ناتج عن هبوط في الطبقات الأرضية وهي نتاج ورد فعل لما قبلها.
لا نستطيع أن ننكر كمحللين سياسيين بأن قرار جلالة الملك بحل مجلس النواب في هذا التوقيت جاء صاعقاً لحزب جبهة العمل الإسلامي وغير متوقع من قبلهم ,وهذا دليل على حنكة ملكية فاقت تفكير الإخوان وأجبرتهم على الحديث عن المسيرة وأعدادها وزخمها أكثر من الحديث عن التبعات التي حققتها على المستوى السياسي.
السؤال الذي يتوارد الآن هو خيارات الإخوان الميدانية بعد المسيرة بعد أن ضاقت أو إستحالت خياراتهم السياسية خارج لعبة الإنتخابات, فحديث الماضي الفضفاض أصبح اليوم ضيقاً بعد أن إستعد الجميع لرحلة الإنتخابات التي تنطلق ساعة رفع الهيئة المستقلة للإنتخاب لشارة الإنطلاق.
فبعد أن كنا نتحدث عن تعديل قانون الإنتخاب بكل أريحية في ظل وجود برلمان هو الوحيد القادر على التشريع والتعديل بتنا اليوم نتحدث عن التعديل وكأنه من المستحيلات, لأن تعديل القانون في ظل عدم وجود برلمان مشرع ومعدل ضاقت به الخيارات وإرتبط بفرض قانون الطوارئ المرفوض من قبل كافة المستويات لأنه يأخذ البلاد والعباد في جو ضغط على كافة المستويات وهو دليل على إنغلاق الأفق السياسي والواقع مغاير في ظل وجود مسجلين للعملية الإنتخابية بأغلبية مليونية تريد المشاركة في العملية السياسية وترفض حالة الطوارئ .
الإخوان هم من أول من طالبوا بإسقاط مجلس النواب السادس عشر و بإعتقادي بأنهم جانبهم الصواب في عدم الصبر على مجلس النواب في خطابهم السياسي والإصرار على عدم شرعيته وحله, مما دفع صاحب القرار جلالة الملك إلى حل مجلس النواب وإقفال كل المنافذ سوى منفذ المشاركة في الإنتخابات بعد أن طال عناد الإخوان ورفضهم للحوار,الإرادة الملكية السامية كانت الشيء الطبيعي لحماية الوطن والنأي به عن خيار الإستمرار في الجدل السياسي ,فالرسالة الملكية كعهدها دائماً كانت واضحة ,إما المشاركة أوالمكوث في الشارع خارج المنظومة السياسية.
الإخوان هم أول من رمى حجراً في بحيرة السكون والإستقرار الوطني وهم من أنتج شارعهم السياسي الحراكات الفئوية والمناطقية وهم من يحاولون إحتضانها عن طريق إشراكها بالمسيرات التي تنظمها كوادرهم من الألف إلى الياء.
بإعتقادي بأن مسيرة الإخوان ستفتح أو فتحت شهية الجبهات السياسية الأخرى للقيام بمسيرات مماثلة وأعتقد بأن الإخوان سيكونون ضمن جميع المسيرات حتى لو قام بها حراك مغمور وذلك لبعث رسالة بأن المسيرات الألفية إنطلقت ولن تعود ولدعم الحراكات.
الإخوان يريدونها طوارئ وذلك لأن لا خيار ثالث مابين الشارع وصناديق الإقتراع إلا بقانون مؤقت يأتي فقط في حالة فرض الطوارئ حسب الدستور.
الجميع يتحدث عن الرسائل التي بعثتها المسيرة والرسالة الوحيدة التي أظن أنها وصلت للشعب الأردني بأن لاثورة في شوارعنا وإنما هي حراكات أحزاب تسعى للسلطة والمجد ,خيارات الوطن حسمها جلالة الملك وإن الإستمرار في خيار الشارع لن يستطيع أن يحمي مسيرات المعارضة السياسية من كل رافض لبقائها في الشارع مما يعني الصدام الذي نخشاه ونرفضه في ظل الإستمرار في سياسة التعنت.