الخل أخو الخردل وخال السفرجل
تم نشره الجمعة 12 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 01:47 صباحاً

جمال الشواهين
مسيرات الجمعة ستغير هتافاتها وشعاراتها طوال تولي عبدالله النسور رئاسة الوزراء، إذ ليس معقولا ان يتم التعامل معه بذات المستوى الذي حظي به فايز الطراونة، وإن في المشهد ما يشي بأن الخل أخو الخردل طالما المسار الى الانتخابات المختلف عليها سيظل نفسه، ولن يغير النسور من امره شيئا.
والامر لا يعني ان المعارضة ستسمعه هتافات من مستوى «طريق السلط يا درب المحبة» او «على طريق السلط ياما ميشينا»، كما أن لسان حالها لن ينحرف نحو «ابيش احلى من السلط مهما لفينا»؛ ذلك لكونها لا تعترف بأدوات خصومها، ولا تقر أي مشروعية لإقصائها بواسطة اللي مش عاجبه خليه في الشارع.
وأياً كان حجم الاحترام الذي يتمتع به النسور لدى مختلف الاوساط، إلا أن ذلك لن يوفر له فرصة ثني المعارضة عن مقاطعتها الانتخابات؛ ما يعني بقاء الحال جوهرياً على ما هو عليه، ليمرر بهدوء من خلاله.
المعارضة بألوانها المختلفة بما تتمتع به من رشد تدرك معنى اختيار النسور، الذي كان حتى قبل تنصيبه أقرب اليها وبذات السوية موقفاً من قانون الانتخابات و»المطبوعات»، ومعنى الولاية العامة، ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين، وحتى أولويات الاصلاح التي في مقدمتها إصلاح الدستور.
وتعي الآن أنه لم يعد بمقدور الرجل أن يثبت عند هذه المحاور، وهو إن لم يكن تخلى عنها تماما منذ تكليفه، فإنه لن يعود قادراً عند انتهاء ولايته على تبنيها مجدداً.
وهناك من فسر ارتفاع سقف النسور طوال نيابته الاخيرة بأنها غضبة الاحساس بالغبن؛ لإهماله من قائمة نادي الرؤساء، قابلها استجابة حتى لا يذهب إلى أبعد مما وصل اليه، ومثل هذا الاداء المتبادل متعارف عليه ومعتمد رسمياً.
البدايات ليست نفسها النهايات، غير أنها في حالة النسور ليست كذلك طالما بداياته تنسجم الآن مع ما وصل اليه، وهو ليس الأول الذي يغادر ويعود ولن يكون الاخير.
في واقع الحال أن المعارضة لم تخسر صديقاً، ولم تكسب رئيساً، وإنما تجد نفسها مضطرة إلى التمييز بين رئيس وآخر حتى لا يقال عنها إنها هي من يقول الخل أخو الخردل، ولا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، مع أنها اكثر من صام منذ شاركت في حكومة مضر بدران، وكان حالها كل عضة بغصة.
( السبيل )