التغطية الصحفية للزحف المقدس

تذمر القائمون على المسيرة الخمسينية من سلبية التغطية الصحفية المحلية التي لم تنصف أصحاب الزحف المقدس وما أنجزته في مجال إنقاذ الوطن. ومن هنا فقد قام الإعلام الأميركي بالمهمة وقدم تغطية إيجابية للمسيرة الإخوانية تعكس مشاعر أميركا تجاه سعي الإخوان للوصول إلى السلطة. وقد زودني صديق بعناوين الصحف الأميركية الصادرة في يوم واحد.
-واشنطن بوست: محتجون بقيادة الإخوان المسلمين يطالبون بإصلاحات واسعة وسريعة.
-شبكة بلومبرج: مسيرة اردنية تطالب بالديمقراطية.
-صوت أميركا: مظاهرة كبرى في عمان تدعو لإصلاحات هامة في الأردن.
-واشنطن بوست: مظاهرة إسلامية لمقاطعة الانتخابات.
-نيويورك تايمز: مظاهرة أردنية تطالب بالتغيير.
-لوس أنجلوس تايمز: آلاف الأردنيين يزحفون طلباً للإصلاح.
-شبكة فولتير: الإخوان المسلمون يطالبون بربيع أردني.
وسـائل الإعلام لا تصنع النوايا والمواقف السياسية ولكنها تكشف عنها ، يكفي أن تقرأ وتسمع أجهزة إعلام أي بلد ، سواء كان ديمقراطياً أم استبدادياً ، لتقرأ بين السطور توجهات ذلك البلد ومواقفه من مختلف الجهات والأحداث.
محلياً لم تغير المسيرة الكبيرة شيئاً لا في قناعات المواطنين ولا في ميزان القوى على الأرض ، وانتهى يوم الجمعة بسلام وعاد المتظاهرون إلى بيوتهم بخفي حنين. ذلك أن المعارضين ظلوا معارضين ولم تزد أعدادهم والموالين ظلوا موالين ولم تنقص أعدادهم.
المظاهرة الكبيرة والشعارات التي طرحتها لم تعطل سير القافلة ، فقد ظلت العملية الدستورية تسير في مجراها وفق البرنامج المقرر سلفاً : تشكيل المحكمة الدستورية ، استمرار التسجيل للانتخابات بزخم يفوق التوقعات ، حل البرلمان ، استقالة الحكومة ، تشكيل حكومة جديدة.
ملاحظة أخيرة: ليس صحيحأً ما يقال من أن جماعة الإخوان المسلمين كبرت وأصبحت أهم تنظيم سياسي في الأردن لأن النظام احتضنهم وأعطاهم حرية العمل بانفراد خلال نصف قرن ، فالجماعة ذاتها هي اليوم الحزب الأقوى والاكبر في مصر مع أن النظام المصري حاربهم وسجنهم وحاول عزلهم طيلة ستين عاماً. الحقيقة أن الإخوان نجحوا استغلالاً للدين في شعوب متدينة ، وقد قيل أن الإسلام منجم سياسي لمن يريد توظيفه للوصول.(الرأي)