ماذا تبقى لكم.. العظم والشقفة

ليس لهذه العناوين علاقة بما توحي به للوهلة الاولى.. فماذا تبقى لكم، رواية لغسان كنفاني ترصد التداعيات المختلفة لعلاقة سفاح (بكسر السين) بين امرأة مناضلة وخائن يعمل مع العدو.. اما العظم والشقفه فهما صادق جلال العظم المفكر اليساري العلماني السوري، وزكي الشقفه، من قيادات المعارضة الاسلامية السورية..
واذا كانت الاشارة الروائية واضحة، نذهب الى تساؤلاتها، ماذا تبقى لكما أيها العظم وأيها الشقفة:-
1- عرف الدكتور صادق جلال العظم على نطاق واسع، بعد اصداره كتاب (نقد الفكر الديني) وخاصة معالجته لحكاية ابليس ورفضه السجود لآدم، ورغم أن هذه المقاربة سابقة للعظم في كتاب الشهر ستاني (الملل والنحل) ولم يفعل العظم سوى استعادتها من دون الاشارة الى الشهر ستاني، الا أن كل شهرته الفكرية اعتمدت على هذه المقاربة.
وقد تعرض العظم بسبب ذلك لتكفير الجماعات الاسلامية بمختلف مشاربها واتجاهاتها، وكان ذلك قبل تكفير سليمان رشدي على روايته (آيات شيطانية) والمهم هنا، أن العظم الذي دخل مرحلة الشيخوخة قرر أن يصبح من نشطاء المعارضة السورية رغم أنه لم يفعلها طوال سنوات شبابه، وانتخب مؤخرا رئيسا لرابطة كتاب سورية المعارضة.
الى هنا والأمر عادي وطبيعي، فكثير من المثقفين السوريين البارزين المعارضين خارج (الاتحاد الرسمي) أما غير الطبيعي وغير العادي أن الرابطة اعتبرت نفسها ذراعا ثقافية كما هو الجيش الحر ذراع عسكرية وكما غيره من لواء التوحيد (إخوان مسلمين) وألوية وكتائب القاعدة وغيرها وبالمحصلة حتى لو كانت غير مباشرة فالعظم تابع عمليا للماكينة الأكبر (مجلس اسطنبول) الذي يسيطر عليه الاسلاميون مما يطرح عليه وعلى الشقفة السؤال التالي: هل تخلى العظم عن (محنة إبليس) كما سماها ولم يعد علمانيا؟ أم أن الشقفة والاسلاميين جاهزون ومستعدون للتحالف مع الملحدين والحائرين في موضوع ابليس. وفي كل الأحوال، يبقى السؤال ماذا تبقى لكم من أفكاركم وتصوراتكم؟
2- بالعودة الى الشقفة والمدرسة التي يمثلها على امتداد الوطن العربي والعالم الاسلامي، وفي ضوء ما قاله على تلفزيون (اسرائيلي) وفي ضوء تمسك زميله المصري، محمد مرسي باتفاقيات كامب ديفيد، وفي ضوء حديث الشقفة عن علاقات حسن جوار مع كل الدول المحيطة (يقصد العدو الصهيوني ايضا) ماذا تبقى لكم بعد أن قدمتم أنفسكم كمجاهدين ضد كامب ديفيد وضد الهدوء على جبهة الجولان .(العرب اليوم)