الإخوان بوصفهم "لوازم"

فلتت الكلمة من رئيس الوزراء الجديد بعيد تكليفه، عندما قال في تصريحات تلفزيونية بأنه يعتبر الحركة الاسلامية من "لوازم" الديمقراطية في الأردن.
من الناحية الرسمية، ربما أراد الرئيس أن يقول: ضرورات الديمقراطية، لكن كلمة "لوازم" سبقت، وكما تعلمون فإن دلالة الكلمات التي تفلت بشكل عفوي، أعمق من تلك التي تقال بتأن وتفكير.
الواقع أن كثيراً من أجهزة وأركان الحكم في الأردن، بما فيها الحكومات، تنظر الى العديد من الظواهر السياسية باعتبارها "لوازم"، ومن هذه الظواهر الأحزاب والبرلمان والصحافة المستقلة وغيرها. فهناك أصل لا يكتمل إلا بوجود "لوازم" له، هكذا هي الحال منذ عهد ما سمي "عودة الديمقراطية" قبل عقدين.
واللوازم على أهميتها لكنها لا تعد ضرورات بالمطلق. ودوائر اللوازم في الوزارات والمؤسسات لها أهميتها، لكنها مجرد مستودعات لا تحتوي شيئاً غير اللوازم التي تكن مركونة بانتظار ما تلزم له، وعندما ينتهي دور هذه اللوازم فليس أسهل من إعادتها الى دائرة اللوازم، بشرط أن يتم التسليم والاستلام أصولياً. أما "اللازمة" في الأغاني، فهي مقطع يتم تكراره ويعد عنصراً من عناصر الأغنية، غير أن هذه اللازمة لا تعد جزءً ملحاً أو أساسياً.
المشكلة في حالتنا مع الاخوان، ومعهم باقي الأحزاب، أنهم بدأوا منذ عقدين باعتبارهم ضرورة، ثم أخذوا يكرّسون أنفسهم بصورة أقرب الى اللوازم، ذلك أن كون الحزب او التيار السياسي ضرورة أمر لا تحدده العلاقة مع الحكم، بل العلاقة مع المجتمع والشعب، أما التركيز على العلاقة مع الحكم، سواء من موقع المعارضة او الموالاة، فلن يخرج صاحبه من دائرة "اللوازم".
( العرب اليوم )