نوبل أوروبا
تعصف باليونان أزمة اقتصادية – اجتماعية حادة، والحكومة باتت غير قادرة على دفع الرواتب، وها هي الأزمة تمتد إلى الحلقات الأضعف داخل دول الاتحاد الأوروبي، لذا لحقت اسبانيا باليونان، وسيحذو حذوها باقي الدول خاصة البرتغال وايرلندا وغيرها.
بدأت المشكلة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، عندما سادت الرأسمالية لتتبناها الدول حيث لا ضوابط نمو في الرأسمالية، فمثلاً نمت ألمانيا دون حدود وركبت عجلة الاقتصاد الأسرع، فأصبح من المستحيل أن تجاريها الدول الأوروبية الأخرى، فظلمت الدول الأصغر في سباقها مع الدول العظمى وها نحن نراها تتعثر الواحدة تلو الأخرى، في الوقت الذي اصبحت فيه الدول الكبرى تفرض ضوابط للمساعدات.
إن هذا ما جعل دولاً عدة في الاتحاد تعاني من ويلات الاقتصاد، فأصبح أفرادها غير قادرين على دفع التزاماتهم التي تضمن لهم الحياة الكريمة، و شاهدنا بعضهم يأكل من القمامة. لقد فقد الكثير منهم منازلهم ومدخراتهم ووظائفهم.
بالتأكيد هذا لا يقارن بمن فقدوا حياتهم في حروب أوروبا الطاحنة التي لم يعرف العالم لها مثيلاً وراح ضحيتها مئات الملايين، وكان آخرها الحربان العالميتان الأولى والثانية وما تلاهما من تداعيات الحرب الباردة.
فإذا ما جمعنا هذه الحروب مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تكاد تنخر كل بيت أوروبي اليوم، فإنه لا عجب أن ينال الاتحاد الأوروبي جائزة نوبل للسلام.