نحو حكومة "شاطرة"

الاعلان المتكرر عن عدم وجود قرار برفع دعم السلع لغاية الآن، يعطي إيحاءً بأن الحكومة تخشى إصدار هذا القرار، وهذا الايحاء غير مناسب لحكومة جديدة. من المفهوم بالطبع، ان تجربة الحكومة السابقة التي اضطرت لإلغاء قرار الرفع بعد يوم من إصداره، تلقي بثقلها على الحكومة الحالية.
يستحسن أن تجري الحكومة تحولاً في طريقة عرض موقفها بما يجعل الناس يشعرون بالامتنان لها لأنها لم تقم بذلك لغاية الآن، وعلى المسؤول المكلف بالحديث عن الموضوع أن يصل الى وضع يتمكن فيه من الكلام عن الموضوع "من رأس أنفه" ومن دون أن ينظر الى الكاميرا. وعلى الحكومة أن لا تعطي للناس إشارة بأنها مترددة خوفاً منهم، بل شفقة عليهم، وهو ما يحوّلهم الى ساعين لاستدرار رقّة قلبها.
لكن كيف يمكن للحكومة ان تقوم بهذا التحول في الأداء؟
أقترح السيناريو التالي: يجري ترتيب مناسبة يظهر فيها الرئيس غاضباً بلا سبب واضح ثم يقول: "لا أريد أن أسمع أي سؤال عن الدعم، أنا حر أدعم او لا أدعم على كيفي". يلي ذلك توقف نهائي في الكلام عن الموضوع لعدة أيام، ثم يظهر بعدها الرئيس مبتسماً ويقول: "انتم تريدون معرفة أخبار الدعم؟! مش حاكي" ثم ينتقل لموضوع آخر. يسود صمت لأيام أخرى ثم يظهر الرئيس بهيئة جادة، لكنها لا غاضبة ولا مبتسمة، ويعلن: سوف أصدر قرار رفع الدعم في الوقت الذي أراه مناسباً.
من المتوقع وفق هذا السيناريو أن تعتدل المواقف الشعبية، وستسود حالة من الترقب يرافقها سعادة بكل يوم يتأخر فيه القرار باعتباره مكسباً، وسيدخل الناس في مبارزات أهلية تدور حول توقع يوم الرفع، وعندما يحل هذا اليوم سيسعد الناس بأن لديهم حكومة "شاطرة".
( العرب اليوم )