شركة إنترنت تدرس تعليق خدماتها والانسحاب من المملكة
المدينة نيوز - أكد مصدر موثوق في قطاع الاتصالات الاربعاء أن إدارة واحدة من شركات الانترنت اللاسلكي بتقنية الواي ماكس العاملة في السوق المحلية تدرس تعليق خدماتها في سوق الانترنت المحلية والانسحاب من المملكة، لما واجهته الشركة منذ شهور من ضغوط تنافسية ومالية في سوق الإنترنت المحلية التي تعد واحدة من أكثر الأسواق تنافسية في المنطقة.
وقال المصدر- الذي فضّل عدم نشر اسمه- إن إدارة الشركة وهي مجموعة إقليمية أصبحت تتدارس منذ فترة تعليق عمليات الشركة بشكل كلي، الأمر الذي سيترتب عليه إنهاء خدمات موظفين أردنيين، وايقاف الخدمة عن آلاف من الاشتراكات التي حازتها الشركة منذ بدء عملها في السوق المحلية منذ سنوات قليلة.
وفضّل المصدر نفسه عدم ذكر اسم الشركة، إلا أنه قال إن هذه الخطوة من إدارة الشركة فيما لو تمت فهي ستعطي مؤشرا سلبياً عن سوق الاتصالات والإنترنت الأردنية، وخصوصاً أن ما تعانيه هذه الشركة، أصبحت تعانيه عدة شركات "واي ماكس" تعمل في السوق المحلية منذ تواجد هذه الخدمة في السوق نهاية العام 2007.
وأكد المصدر أن ما تعانيه شركات الإنترنت الصغيرة لا سيما التي تعتمد تقنية "الواي ماكس" يرجع لعدة أسباب لعل أبرزها تتحمله هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وذلك باعتمادها أسعار تراخيص عالية لتقديم خدمة "الواي ماكس"، فضلاً عما تواجهه هذه الشركات من منافسة عاتية من الشركات التي بدأت تقدّم خدمات الجيل الثالث اللاسلكية والتي تشمل تقديم خدمات الإنترنت المتنقل عبر الحواسيب بشكل متنقل ومنافس لتقنية "الواي ماكس".
وتقنية "الواي ماكس تعدّ خياراً أساسيا لأولئك الذين لا يقتنون هاتفاً أرضياً في منازلهم، حيث إنّ هذه الخدمة، لا تعتمد على خطوط الهاتف الثابت في تمديدها وتشغيلها، بالمقارنة مع التقنيات التقليدية للإنترنت مثل (ADSL).
وتقدم خدمة الإنترنت اللاسلكي بتقنية "الواي ماكس" اليوم من خلال خمس شركات وهنالك حوالي 11 مزوداً لتقنية (ADSL) السلكية، الى جانب تقديم تقنية الجيل الثالث من قبل ثلاثة مزودين اليوم، وجميعهم يتيحون خدمات الولوج الى الشبكة العنكبوتية.
وكانت بيانات رسمية صادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بينت بأنّ عدد اشتراكات الإنترنت بتقنية الـ"واي ماكس" اللاسلكية سجلت بنهاية الربع الثاني من العام الحالي حوالي 97 ألف اشتراك، لتتراجع أعداد الاشتراكات بنسبة 10 % مقارنة بأعداد الاشتراكات المسجلة نهاية نفس الفترة من العام الماضي عندما بلغت 108 آلاف اشتراك.
وللمقارنة؛ نمت في المقابل اشتراكات الإنترنت اللاسلكي بتقنية "الجيل الثالث" بنسبة كبيرة مقابل التقنيات الأخرى وبنسبة بلغت 145 % خلال نفس الفترة، لتسجل 428 ألف اشتراك نهاية الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بحوالي 175 ألف اشتراك الرقم المسجل نهاية الربع الثاني من العام الماضي.
وكان التنافس وتنوع الأسعار لخدمات الإنترنت اللاسلكي عبر "تقنية الجيل الثالث" السبب الرئيس في اجتذاب آلاف الاشتراكات للإنترنت اللاسلكي من التقنيات والشركات الأخرى، خصوصاً مع توفيرها ميزة التنقل والحصول على الخدمة في أماكن التغطية، خلافاً لتقنية "الواي ماكس" التي تتيح الخدمة لاسلكياً في منطقة جغرافية محدودة، حيث شهدت الأخيرة تراجعاً في أعداد اشتراكاتها خلال العام الماضي لأول مرة منذ طرحها في السوق المحلية عندما أطلقت الخدمة أواخر العام 2007.
( الغد )