كلينتون يغير العالم!

الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون يتمتع بشعبية هائلة في أميركا ، وإلى حد بعيد في العالم ، بالنظر لشخصيته الجذابة والكاريزما التي يتمتع بها ونجاحه كرئيس لمدة ثماني سنوات كانت عصراً ذهبياً من الناحية الاقتصادية في بلاده وفي العالم. كلينتون لم يتقاعد بعد نهاية ولايته ، وهو طبعأً ليس متهمأً بالفساد ونهب الأموال على الطريقة العربية ، وقد أسس مركزأً فكرياً باسـم مبادرة كلينتون العالمية ، يطرح أفكاراً ويقترح برامج بدلاً من توزيع الإعانات كجمعية خيرية.  كلينتون متفائل بمستقبل العالم الذي أصبح يعمل على أساس الاعتماد المتبادل أكثر من أي وقت مضى. ولا يعني تفاؤله تجاهل السلبيات او التحديات ، فهو يحددها ويشخصها لعلاجها وليس للاستسلام لها. يتميز عالم اليوم بحرية وسرعة الحركة ، وخاصة في مجالات المال والسلع والأفكار والمعلومات والكفاءات ، وهذا هو الجانب الإيجابي ، ولكن هذا الانفتاح العالمي أفسح المجال لحرية حركة القوى السلبية أيضاً ، فلم يعد الإرهاب محلياً بل عالمياً.

التحديات الأساسية التي تواجه العالم اليوم كما يحددها كلينتون هي: عدم المساواة بين البشر ، وعدم الاستقرار ، والسلوك غير القابل للاستمرار.   يقول كلينتون أن نصف البشر يعيش على أقل من دولارين في اليوم ، وأن هناك مليار إنسان يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم ، مما يوضح حالة عدم المساواة في الثروة التي أنتجت الركود الاقتصادي العالمي ، والعنف ، والاستهلاك غير المنضبط للطاقة ، واحتمالات تغير الطقس بشكل يهدد الأجيال القادمة. تقدم مبادرة كلينتون العالمية خمس ملاحظات متفائلة تصفها مجلة تايم بأنها تغير العالم ، نحو الأحسن. الملاحظة الأول ثورة الاتصالات فقد ارتفعت نسبة مشتركي الهاتف خلال عشر سنوات من 20% إلى 86% على مستوى العالم. الهواتف والإنترنت ووسائل الاتصال وضعت العالم بين أيدينا. الملاحظة الثانية أن صحة المجتمعات في تحسن ، والأمراض الخطيرة في انحسار كما تدل إحصاءات الإصابة والوفاة بالأيدز.  الملاحظة الثالثة أن إنتاج الطاقة النظيفة من الشمس والرياح تحول إلى عمل تجاري مربح. الملاحظة الرابعة تدور حول تمكين المرأة ونجاحها في الوصول إلى أعلى المراكز ، فقد ارتفع عدد النساء في برلمانات العالم من 10% في 1997 إلى 20% اليوم. الملاحظة الخامسة دعوة للعمل ، فالحرب من أجل المستقبل يجب أن تبدأ الآن.

( الرأي )