هل بدأت مسيرة الاصلاح في الأردن؟
هذا ما قاله رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور "بإذن الله تعالى سيكون هناك اوكسجين جديد وشمس جديدة في الأردن " في أُولى مقابلاته مع الصحفيين حين تم تكليفه بتشكيل الحكومة الانتقالية الأخيرة, انتقالاً للحكومات النيابية, وهذا يعتبر النجاح الأول والأقوى لحكومة النسور في حال إجراء انتخابات نيابية ناجحة تصل بنا إلى الحكومات النيابية.
لم يكن النسور بمنأى عما يجول في خاطر الملك, فحين يتولى جلالة الملك مسيرة الاصلاح يعني أنه سيختار الرجل المناسب لهذه المهمة وهذا أمل الأردنيين جميعاً بأن نصل الى نتائج مسيرة الاصلاح دون أية خسائر اقتصادية أكثر مما نحن فيه الآن, ومع ذلك يبقى الخوف سيد الموقف من اتخاذ حكومة النسور أي قرار برفع الدعم عن اسعار المحروقات, فربما ذلك يطيح بشعبية الحكومة ويأتي بأدنى مستويات الثقة الشعبية بها.
وجاء حديث الملك خلال لقاءه الفعاليات الوطنية في الديوان الملكي واضحاً لا غموض فيه فهو منذ البداية تعهد بوضع خارطة طريق الاصلاح, وهذا حقاً ما رأيناه في تصريحاته ورؤيته الحكيمة للسير على خارطة الطريق, ومن أجل السير لطريق الاصلاح الحقيقي والخروج من الأزمة التي يمر بها الأردن في ظل الربيع العربي الذي بدأ في الدول الشقيقة منذ سنوات مروراً بالفصول الأربع لا بد أن يكون الشعب والقائد يداً واحدة, حيثُ اليوم الخريف العربي يدخل والأزمات لا تزال تعصف بالكيان العربي, لذا يرى جلالة الملك ان مسيرة الاصلاح وفقاً لخارطة الطريق تتغير بما يتوافق مع مصلحة الوطن والمصلحة العامة للمواطن كلما مضينا في خارطة الطريق ونرى ذلك في قوله " نحن ماضون في تغيير خارطة الطريق الأردنية ".
إذن مسيرة الاصلاح ستمضي وتتغير حسب الظروف التي تضع الوطن والشعب في نهاية المطاف على نتائج الاصلاح الحقيقي, ولكن تبقى الأحزاب المقاطعة للأنتخابات النيابية تعترض عملية الاصلاح بفرضها تعديل قانون الانتخاب رغم علم هذه الاحزاب أن قانون الانتخاب لا يمكن العودة إليه وتعديله بعد أن تم حل مجلس النواب, وبالتالي تبقى الاحزاب المقاطعة بعيدة عن الواقع الذي نعيشه اليوم, حيث أتاح الملك الفرصة أمام هذه الأحزاب وقال: " رسالتي للأحزاب... من يريد تغيير قانون الانتخاب فليعمل من تحت قبة البرلمان ", فالتغيير لن يكون بليلة وضحاها كما يريده البعض ولن يكون هناك ارضاء لكافة الفئات فالمصلحة العامة للوطن والمواطن هي من اولويات المرحلة الراهنة.
سؤال أطرحه بعد هذا الحديث!! من يقف وراء عرقلة الأردن في كافة برامجه التنموية وقضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها, وهل الارهاب يسعى مستغلاً الظروف التي يمر بها الأردن, أم أن هناك قوى خارجية وداخلية لها مصالح خاصة في عرقلة انطلاق مسيرة الاصلاح؟؟
وبالنهاية لا بد من تظافر جميع الجهود لانطلاق مسيرة الاصلاح نحو الهدف المنشود لأردن بهوية ديمقراطية إصلاحية.