المستريحي يكتب : "أنا ومِن بعدي الطوفان "،!!
تم نشره الإثنين 29 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 07:58 مساءً
المدينة نيوز - كتب: محمد المستريحي
واقعٌ مؤلم، فيه مِن المرارة، بمقدار ما فيه مِن الاستهجان.. ودرءاً لكل صراحة مُتبَعَة ومُتعِبة، لن أُسمي الأشياء بإسمها الآن، ربما يكون ذلك لاحقاً.
إن المصالح العليا والاستراتيجيات الكبرى وما كان على شاكلة هذه العبارات الثقيلة جداً والرنانة جداً أيضاً، كلها لا تعني الكثير عند البعض إلا بقدر ما يتحقق مِن منافع أو مصالح شخصية قريبة أو يرونها قريبة. إنها الطبيعة الإنسانية والنفس البشرية منذ أن خلق الله الأرض وما عليها، والإنسان بطبعه، لا يتوقف عن الجري خلف مصالحه، ولا يتعب مِن إتباع كل الطرق التي توصل سريعاً إلى ما فيه منفعته.
يمكننا القبول بفكرة المصلحة الشخصية في مستوى معين، حين تستشعر "الأنا " -على الأقل- وجود الآخر وحقه في تحقيق مصلحته أيضاً، لكن الملاحظ أن هذه "الأنا " في مجتمعنا، وللأسف الشديد، تتضخم بشكل غير طبيعي، فلا حق إلا معها، ولا صواب إلا ما تراه بمنظارها مهما كان ضيقاً وغير مطابق للواقع كما هو. أما الصورة الصارخة والكبيرة جداً لهذا التضخم، فتتجلى في الحالة غير المنضبطة التي تخوّل صاحبها سُلطة أكثر، وطبعاً فإن هذا الأمر مِن شأنه منح صاحبه التجلي الأكبر لممارسة هلوسات وشطط، حيث يصبح الآخرون مجرد أرقام، وفي أحسن الأحوال هم مِن الرعية التي لها "أن ترعى "، لا أن تحيا الحياة الإنسانية الكريمة، الحياة كما أرادها الله للإنسان، لا كما ترغب "الشياطين ".
إن تخدير المريض لإجراء عملية جراحية، عمل مشروع وأخلاقي، فبين الحياة والموت فاصل، مساحته مبضع جراح، فكل المرضى يقايضون جزءاً منهم، مقابل أن يبقوا على قيد الحياة ولو بنصف جسد. أما تخدير شعب، والعبث بعقل أمة، وجر أجيال متعاقبة إلى هاوية الغياب عن الواقع، فإنه عمل إجرامي وسلوك شيطاني، يقتضي ردع مرتكبيه وأخذهم بأشد أنواع القصاص.
هذه هي مآلات ونهايات "الأنا " المتضخمة في تجلياتها القصوى، وما لم يتم لجم الطموحات المَرَضية، ووأد الرغبات الذاتية غير المقيدة، فإن المجتمع يتحول إلى ساحة صراع. وهكذا لا يحصل على الحياة الكريمة إلا مَن له رصيد مِن انتمائه العائلي، أو رصيد في البنك بإسم قرابة الدم أو النَسَب، ولا يصل إلى مناصب التسيير والتسييس إلا مَن "يدفع " أكثر، سواء مِن مواقفه أو مبادئه.
الوصف ليس تشاؤماً ولا نكراناً لما أُنجز، لكنه حقيقة مِن الحقائق التي نلمسها، وليس بالضرورة أن يكون النقد نكراناً ولا استفزازاً، فأكثر ما قتل فينا رؤية العيوب تلك المجاملة التي تتحول شيئاً فشيئاً إلى نفاق سياسي ثم تواطؤ.. وما أود قوله بالمختصر المفيد.. إن الإصرار على شعار "أنا ومِن بعدي الطوفان "، هو بداية الخطيئة وليس الخطأ فقط، وفي مثل هذه الحالة، فإن الطوفان قادم لا محالة، لكنه طوفان يُغرق كل شيء، حتى تلك الأنا المتضخمة.
واقعٌ مؤلم، فيه مِن المرارة، بمقدار ما فيه مِن الاستهجان.. ودرءاً لكل صراحة مُتبَعَة ومُتعِبة، لن أُسمي الأشياء بإسمها الآن، ربما يكون ذلك لاحقاً.
إن المصالح العليا والاستراتيجيات الكبرى وما كان على شاكلة هذه العبارات الثقيلة جداً والرنانة جداً أيضاً، كلها لا تعني الكثير عند البعض إلا بقدر ما يتحقق مِن منافع أو مصالح شخصية قريبة أو يرونها قريبة. إنها الطبيعة الإنسانية والنفس البشرية منذ أن خلق الله الأرض وما عليها، والإنسان بطبعه، لا يتوقف عن الجري خلف مصالحه، ولا يتعب مِن إتباع كل الطرق التي توصل سريعاً إلى ما فيه منفعته.
يمكننا القبول بفكرة المصلحة الشخصية في مستوى معين، حين تستشعر "الأنا " -على الأقل- وجود الآخر وحقه في تحقيق مصلحته أيضاً، لكن الملاحظ أن هذه "الأنا " في مجتمعنا، وللأسف الشديد، تتضخم بشكل غير طبيعي، فلا حق إلا معها، ولا صواب إلا ما تراه بمنظارها مهما كان ضيقاً وغير مطابق للواقع كما هو. أما الصورة الصارخة والكبيرة جداً لهذا التضخم، فتتجلى في الحالة غير المنضبطة التي تخوّل صاحبها سُلطة أكثر، وطبعاً فإن هذا الأمر مِن شأنه منح صاحبه التجلي الأكبر لممارسة هلوسات وشطط، حيث يصبح الآخرون مجرد أرقام، وفي أحسن الأحوال هم مِن الرعية التي لها "أن ترعى "، لا أن تحيا الحياة الإنسانية الكريمة، الحياة كما أرادها الله للإنسان، لا كما ترغب "الشياطين ".
إن تخدير المريض لإجراء عملية جراحية، عمل مشروع وأخلاقي، فبين الحياة والموت فاصل، مساحته مبضع جراح، فكل المرضى يقايضون جزءاً منهم، مقابل أن يبقوا على قيد الحياة ولو بنصف جسد. أما تخدير شعب، والعبث بعقل أمة، وجر أجيال متعاقبة إلى هاوية الغياب عن الواقع، فإنه عمل إجرامي وسلوك شيطاني، يقتضي ردع مرتكبيه وأخذهم بأشد أنواع القصاص.
هذه هي مآلات ونهايات "الأنا " المتضخمة في تجلياتها القصوى، وما لم يتم لجم الطموحات المَرَضية، ووأد الرغبات الذاتية غير المقيدة، فإن المجتمع يتحول إلى ساحة صراع. وهكذا لا يحصل على الحياة الكريمة إلا مَن له رصيد مِن انتمائه العائلي، أو رصيد في البنك بإسم قرابة الدم أو النَسَب، ولا يصل إلى مناصب التسيير والتسييس إلا مَن "يدفع " أكثر، سواء مِن مواقفه أو مبادئه.
الوصف ليس تشاؤماً ولا نكراناً لما أُنجز، لكنه حقيقة مِن الحقائق التي نلمسها، وليس بالضرورة أن يكون النقد نكراناً ولا استفزازاً، فأكثر ما قتل فينا رؤية العيوب تلك المجاملة التي تتحول شيئاً فشيئاً إلى نفاق سياسي ثم تواطؤ.. وما أود قوله بالمختصر المفيد.. إن الإصرار على شعار "أنا ومِن بعدي الطوفان "، هو بداية الخطيئة وليس الخطأ فقط، وفي مثل هذه الحالة، فإن الطوفان قادم لا محالة، لكنه طوفان يُغرق كل شيء، حتى تلك الأنا المتضخمة.