من النووي الى النسور وبالعكس

غلطة فنية وقع فيها الائتلاف الشعبي المناهض للمفاعل النووي تمثلت في توقيت
مخاطبته لرئيس الوزراء، فقد اختار الائتلاف يوم "وقفة العيد" لإجراء تلك
المخاطبة، وهو ما جعلها تضيع في أيام العطل، ومن غير المعروف إن كان الرئيس يختلف
عن باقي الأردنيين فيما يتعلق بثقافة "قبل العيد" و"بعد
العيد".
الرسالة التي وجهها الائتلاف للرئيس على درجة عالية من الأهمية، وقد تمت صياغتها
بلغة واقعية واستندت كما يبدو الى منهجية علمية وقانونية واقتصادية تستحق
الانتباه.
من المؤسف أن كل الملاحظات الجدية التي تم تقديمها حول المفاعل، لم تلق استجابة من
طرف رسمي له صفة الحياد والمسؤولية الوطنية، وذلك بعد أن تحولت هيئة الطاقة الذرية
ورئيسها الدكتور خالد طوقان الى طرف يتصرف بطريقة صاحب المصلحة، وبالتالي لا يجوز
الاكتفاء بموقفه للمضي بالمشروع.
تشير الرسالة الموجهة للرئيس الى وقائع خطيرة؛ منها إبعاد رئيس الهيئة المكلفة
بترخيص النشاطات الاشعاعية في الأردن، ثم استقالة نائبه، وهما من المعارضين لترخيص
المفاعل، ووضع شقيق مدير مشروع المفاعل في منصب رئيس لهيئة الرقابة تلك، وهو ما
يعني أن الشقيق سوف يرخص لشقيقه، كما تشير الى واقعة قيام طوقان بفصل أربعة من الأكاديميين
المختصين المعارضين للمشروع، ثم الى واقعة محاولة هيئة الطاقة رشوة المجتمع المحلي
في الرمثا (حيث يقام المفاعل) عن طريق عرض تنظيم رحلة الى أمريكا لشخوص منتقين من
المنطقة لزيارة أحد المفاعلات بهدف تقديم شهادة ينتظر أن تكون داعمة للمشروع، وهو
ما تصدى له الأهالي.
أعود للتذكير بأن هذه الرسالة الهامة لم تأخذ حقها، ويخشى أن تتعامل معها رئاسة
الوزراء باعتبارها حصلت "قبل العيد"، وما يستتبع ذلك من إهمال.
( العرب اليوم )