أشهر روائيي العالم يخشى على الكتاب من الانترنت !
المدينة نيوز- طالب الكاتب البيرواني الشهير ماريو بارجاس يوسا بالدفاع عن وجود الكتاب في مواجهة الأجهزة والانترنت.
وذكر يوسا في حديثه لصحيفة "التييمبو" الكولومبية في عددها الصادر الأحد ان التهديد الاكبر للكتاب يتمثل في الشاشات، في اشارة الى الانترنت.
وأكد "أن الكتاب في نسخته المطبوعة سوف يستمر ولن يختفي".
وقال "لست ضد استخدام الانترنت، ولكن اذا أصبحت الشبكة هي الوسيلة الوحيدة لاستقاء الأدب فهذا من شأنه تقديم صورة تفتقر للعمق، وتطبعه بالسطحية".
ويعد الروائي البيرواني ماريو بارجاس يوسا من أهم كتاب أمريكا اللاتينية، وذاعت شهرته في عام 1963 بعد صدور روايته "المدينة والكلاب".
ونال العديد من الجوائز الأدبية مثل جائزة "رومولو جاييجو" و"ثربانتس" وجائزة "أمير أستورياس" وجائزة "بلانيتا" كما ترشح أكثر من مرة لجائزة نوبل.
ومن أهم أعماله: "المدينة والكلاب" "البيت الأخضر" "الفتاة خوليا" "المتكلم" "أوراق ريجوبيرتو" "حفلة التيس" "الجنة في الجهة الأخرى" "ألاعيب الطفلة المشاغبة".
ولولا آواصر الصداقة التي ربطت بين الروائي جابريل جارثيا ماركيز والكاتب ماريو بارجاس يوسا لكان حال الأدب المعاصر مختلفا.
وهذه هي نقطة ارتكاز الدراسة التي اعدها كل من الأكاديميين أنخل إستيبان وآنا جايجو في كتابهما "من جابو إلى ماريو" الذي يتعرض لظاهرة "البووم" التي منحت صيتا واسعا للأدب المكتوب بالإسبانية لم يشهد له مثيلا منذ انتهاء العصر الذهبي.
ويحوي الكتاب الذي استغرقت كتابته خمسة أعوام، مخطوطات لم يسبق لها النشر من قبل، إضافة إلى الخطابات التي تبادلها الصديقان والمحفوظة في الوقت الراهن بجامعة برينستون الأميركية.
وعلى حد تعبير إستيبان وجايجو، فان حقبة الستينيات من اكثر فترات تاريخ الإنسانية اثارة للاهتمام، ليس نتيجة الطفرة الأدبية فحسب، بل بسبب التغيرات الجذرية التي شهدتها الساحة الموسيقية والسياسية والاجتماعية في الغرب.
وعمد الباحثان في دراستهما إلى تحليل تأثير وأساليب تعبير جيل شباب الستينيات اللاتيني، حيث خصصا فصلا بأكمله للحديث عن الثورة الكوبية.
ويقول الكاتبان: "كوبا لم تكن مجرد منبع للأفكار والنزعات، بل ملاذ المثقفين اللاتينيين. لقد خطى الكثيرون على نهج الرفيق جيفارا وأقاموا بالجزيرة".
وعن العلاقة بين الكاتب الكولومبي ونظيره البيرواني تقول الدراسة: "لقد صار الاثنان صديقين على الفور بعد لقائها للمرة الأولى عام 1967، كانت هناك كيمياء بينهما منذ البداية، كان هذان الاثنان هم الرواد الفعليين لظاهرة البووم، وكانت بينهما الكثير من الأمور المشتركة، كما ظل مسار حياتهما الشخصية ومشوارهما الأدبي يسيران في خطين متوازيين لفترة زمنية طويلة إلى ان وقعت حادثة اللكمة الشهيرة".
وتطرق الباحثان إلى الواقعة الشهيرة التي فرقت بين ماركيز ويوسا والتي قام فيها الأخير بتوجيه لكمة قوية لماركيز طرحته أرضا وتركت كدمة واضحة في عينه.
وتربي كل من ماركيز ويوسا على يد جديهما، ودرسا في مدرسة دينية، وعشقا الأدب منذ الصغر، ونشرا قصتهما الأولى في السن ذاته، وعملا كصحفيين في بداية حياتهما في ظل ظروف صعبة قاسية، وسافرا إلى أوروبا في عمر مبكر، ورفضا نشر روايتهما الأولى، وتهربا من الخدمة العسكرية، وكانا أصدقاء حميمين للشاعر التشيلي بابلو نيرودا، كما كانت لديهما الوكيلة الأدبية ذاتها، كارمن بالسيلس.