مسجد عجلون الكبير في خطر

تم نشره الجمعة 02nd تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 12:47 صباحاً
مسجد عجلون الكبير في خطر
د. رحيّل غرايبة

مسجد عجلون الكبير كنز من كنوز الأردن الأثرية التي تمثل رمزية مهمة له وللمنطقة بأكملها، التي كانت حاضرة الأيوبيين المزدهرة، فقد تم تشييد هذا المسجد في زمن السلطان الكبير والقائد الإسلامي المظفر صلاح الدين الأيوبي، بطل معركة حطين الفاصلة، التي مثلت تحولاً تاريخياً مميزاً، ومحطة بارزة في التاريخ الإنساني.
اتخذ الأيوبيون من عجلون مركزاً مهماً من مراكز الدولة الأيوبية، وبنى القائد العسكري "عز الدين أسامة" قلعة عجلون المشهورة التي ما زالت شاهدة على المجد التاريخي الذي حققه الأيوبيون، ودليلاً على قدرتهم على دحر الغزوة الصليبية الافرنجية التي اجتاحت فلسطين واستولت على القدس لمدة تزيد على تسعين عاماً.
مسجد عجلون بما يمثله من رمزية للعرب والمسلمين، يتعرض اليوم للإهمال واللامبالاة، ومنذ ستة أعوام ونحن نسمع بمشروع أعادة إعماره وينتظر الأهالي تحقيق هذا الإنجاز، ولكن ما يتم على الأرض يشكل نوعاً من العبث، وتضييع الوقت وتحويل المنطقة إلى رمام، والأمر الأشد خطورة أن الأمطار التي هطلت في أول أيام عيد الأضحى المبارك داهمت المسجد وأغرقته بالمياه الجارفة، مما يدل دلالة واضحة على عقم العمل، والفشل الذريع الذي تتمتع به المشرفة على المشروع.
لقد أصدر أهالي عجلون بياناً، يستصرخون به الحكومة و الجهات المسؤولة كلها أن تتدارك المسجد، وتحول دون تعرضه للخطر، ومحاسبة المقاول الذي لم يستطع اتخاذ الإجراءات المطلوبة والأعمال الضرورية التي تحمي المسجد من مداهمة السيول الجارفة المتوقعة، ويتساءل الأهالي عن سبب هذا التأخير في الإنجاز، ولماذا تم سلخ ست سنوات من عمر الزمن، ولم يتم شيء ملموس، ومن هو المسؤول عن مثل هذا العبث؟
ما حدث لمسجد عجلون الكبير إحدى صور الترهل الإداري، وإحدى أوجه الفساد التي نعاني منها، وفي أغلب القطاعات، وهنا تجدر المقارنة مع ما نشاهده في البلدان المتقدمة ولدى الشعوب الحية من إنجازات عمرانية هائلة في أوقات قليلة ونحن في ستة أعوام لم نستطع صيانة مسجد، وصلاح الدين الأيوبي في هذا المدة استطاع بناء أمة وتحرير شعب وأرض ومقدسات، وإقامة حضارة وطبع بصمة على جبين الدهر.
المشكلة فينا جميعاً، في الأفراد والمؤسسات والمقاولين والشركات وكبار المسؤولين وصغارهم، ولا تنحصر المشكلة في الحكومات فقط، ويتحمل كل منا طرفاً من المسؤولية، فنحن بحاجة إلى بناء تحالف وطني كبير لمواجهة الفساد والعجز والترهل وصناعة الفشل . ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات