يا داعمي بشار "فاقد الشئ لا يعطيه"
شعرنا العربي القديم حافلاً بأبيات الحكمة والموعظة، التي أفرزتها من واقع التجربة والتمحيص، فكانت أمثلة تضرب للتذكير وأخرى تنشد للاعتبار وتلافي العقبات والعثرات...
ومن هذا الشعر وقفت عند بيت شعرٍ نردده منذ سنين ونستخدمه حينما نرى اعوجاجاً في سلوكيات الافراد ويقول :
لا تنه عن خلقٍ وتأتي بمثله عارٌ عليك اذا فعلت عظيم
طالعنا بالأمس القريب المشروع الصيني لوقف عجلة الإبادة من النظام السوري ضد شعبه الأبي ، هذا المشروع الذي تقترح فيه الصين ـ كما زعمت ـ حلاً للمعضلة السورية.
ونسيت او تناست هذه الدولة الداعمة لإرهاب بشار انه كان من الاولى عليها تصحيح مساراتها في جانب حقوق الانسان قبل ان تدافع وتساند نظام بشار، ثم تطرح حلولاً تراه من وجهة نظرها انها تساعد في حل المشكلة.
الملاحظ ان الدول التي تدعم بشار تتشابه في سمة الظلم لشعبها، وامتهان كرامته وعدم مراعاة حقوق ولا واجب...
ففي الصين على سبيل المثال لا الحصر تمارس الصين أبشع انواع الإضطهاد ضد المسلمين في تركستان الشرقية..بل وصل هذا الاضطهاد الديني الى غلق المساجد الكبيرة في مدينة "أورومتشي" عاصمة منطقة "شينج يانج"، واصدر التعليمات بحظر التجوال، وهددت بإعدام من يمارس اعمال الشغب"من وجهة نظرهم".
وتلجأ السلطات لاستخدام تهم متكررة غامضة الصياغة لإسكات الناشطين السياسيين وسجنهم منها" تعريض امن الدولة للخطر" او "تقويض سلطة الدولة" او "التحريض على الانفصال".
وايضاً تتعرض أقلية "الايجور" المسلمة للاضطهاد منذ فترة طويلة، وترفض الحكومة الحديث بهذا الشان معتبرة إياها مسالة داخلية تخصها وترفض الحديث فيها !
بل وصلت الامور الى الحكم على "ليوتشيا وبو" الحائز على جائزة نوبل بالسجن لمدة11 سنة بتهمة "التحريض على تقويض سلطة الدولة".
اما في روسيا، فان هناك جرائم ترتكب في حق مسلمي روسيا ومجازر في الشيشان واضطهاد في دول اخرى
غالبيتها مسلمة، وما هجرت الشراكسة من روسيا الا بسبب الاضهاد الديني الذي تعرضوا له.
ولم يقف هذا الاضطهاد على المسلمين فقط، بل تعدى ذلك الى المسيحيين، فدمروا الكنائس وضيقوا على القساوسة.
اما في ايران فان اضطهاد السنة والتنكيل بهم مستمر، رغم انهم يشكلون ربع سكان ايران ، ولا يوجد لأهل السنة مسجد في طهران او أصفهان اوكرمان نرد.
بل انهم منعوا اهل السنة من اقامة صلاة العيدين او الجمعة في مدرسة تابعة للسفارة الباكستانية.
ونماذج كثيرة كبلت الحريات وتكميم الأفواه في ايران لا مجال فيها للحصر .
لذا نرى بل موضوعية ان هذه الدول التى تقف الى جوار النظام المتعطش للدماء تتشابه فيما بينها في قمع شعوبها وكبت حرياته، لذلك ليس بغريب ان تعطي بما تنضح فيه، ولا ننتظر منها شيئاً يغير الاحداث، فهي ترى الامور من زاوية ضيقة، هي مصلحتها دون شعبها وبقائها وان كلّف الامر شلالات من الدماء.
والى ان نلتقي لكم تحيي...