«انشقاق» داخل الاخوان : لمصلحة من؟

تم نشره الأربعاء 07 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 12:42 صباحاً
«انشقاق» داخل الاخوان : لمصلحة من؟
حسين الرواشدة

هل يفكر بعض اخواننا في الحركة الاسلامية بالانشقاق عن “الجماعة” ؟ لديّ معلومات تشير الى ذلك، فعلى مدى الشهور الماضية تم ترتيب العديد من “اللقاءات” لمناقشة هذه المسألة، وتوّلد لدى البعض “قناعة” تامة بان اوضاع “الحركة” الداخلية لا يمكن اصلاحها او اعادتها الى “السكة” الصحيحة إلاّ باستخدام “المشرط”، وقد سبق ان سمعنا هذا “المصطلح” من قبل احد القيادات “الاخوانية” لكنه اختفى من التداول العلني، واصبح محورا لنقاشات “سرية” جمعت قيادات اخوانية شعرت “بالاقصاء” بعد الانتخابات الاخيرة وبعض “المنشقين” السابقين عن الجماعة، وامتدت لاحقا لتشمل قيادات اسلامية مستقلة وشخصيات رسمية، بعضها في موقع القرار. حين سألت احد “المطلعين” على هذه الترتيبات ذكر لي بان القضية ما تزال قيد النقاش، وبان ما دفعهم لذلك هو احساسهم بان “الجماعة” جرى اختطافها من قبل البعض وبانها لم تعد تمثل “الفكرة” التي استلهموها من الامام البنا - رحمه اللـه ـ وامنوا بها بعد ذلك، اضاف الرجل بان الذين “يتسيدون” المشهد في الحركة مشغولون بحسابات لا علاقة لها بالحركة ولا بالبلد، وان محاولات كثيرة بذلت “لرأب” الصدع وايجاد حالة من التفاهم او التوافق تجعل الجميع شركاء في رسم القرار لكن الطرف الاخر ضرب عرض الحائط بكل العروض.. وتصرف وكأنه هو “الحركة” دون ان يأخذ بعين الاعتبار ما انجزته الجماعة وما يفترض ان تنجزه في هذه المرحلة الصعبة.

قلت للرجل: الجماعة ليست مِلكا لهؤلاء وانما هي ملك للجميع، فقد ساهم في بنائها “رجالات” الاردن على مدى “60” عاما، ومن الخطأ ان تنزلوا من “المركب” او ان تفكروا “بالانشقاق” لان المستفيد عندئذ سيكون الطرف الذي تختلفون معه، اما الخاسرون فانتم اولا والبلد والجماعة ايضا.

قال لي موضحا: الجماعة ليست “تنظيما” فقط، ولا مجرد “تركة” ورثناها، وانما هي في الاصل “فكرة” آمنّا بها ودافعنا عنها. وقد استطعنا فيما مضى ان نجعل منها “ركنا” وطنيا صلبا، لكي تتماهى مع القضية “الوطنية” اولا، ومع قضايا العربية والاسلامية ثانيا، لكن هذه الفكرة تراجعت للاسف لدى البعض وتحولت الى “اشخاص” احيانا و”اشياء” احيانا اخرى، دار البعض حولهما واعتبرهما بديلا للفكرة.. ونحن حريصون على اعادة “الاعتبار” لهذه الفكرة التي ولدت منها الجماعة.. وقادرون على حملها ايضا.

لم اقتنع بالطبع بما ذكره الرجل، فانا اعتقد ان اي تفكير “بالانشقاق” لن يكون في صالح احد، وثمة تجارب سابقة اكدت هذه النتيجة، كما انني لم اتردد في “دفع” مثل هكذا تفكير، ولكنني شعرت - للاسف - بان ثمة “طبخة” تجري: صفقة ان شئت، لا اعرف تفاصيلها بالكامل، ولكنني “اشم” رائحتها واعتقد انها ان حصلت ستكون “مفاجأة” كبيرة.. اما اذا كانت مجرد “تلويح” وتخويف ومحاولة للضغط باتجاه كسر حالة “الاستحواذ” داخل الجماعة فلكل حادث - عندئذ- حديث.

( الدستور )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات