تضامن : تأنيث "فقر الوقت" إضافة جديدة على معاناة النساء العربيات
المدينة نيوز - على عكس الإعتقاد السائد بأن الفقر هو الفقر المادي فقط ، وعلى الرغم من حقيقة أن النساء هم الأكثر فقراً وجوعاً ، فإن ظاهرة "فقر الوقت" أصبحت أكثر أهمية وإنتشاراً بين الرجال والنساء على حد سواء ، خاصة مع الإنتشار الواسع لوسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات ، وزيادة الفرص الترفيهية وتنوعها.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أنه من بين 4-6 من كل 10 أشخاص عاملين رجالاً ونساءاً يعانون من "فقر الوقت" في الدول المتقدمة ، وتصل النسبة الى 37% في بريطانيا و49% في أستراليا و59% في هولندا. وعلى مقياس آخر فإن 12% من الرجال و10% من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية فقط يشعرون بأنهم "أغنياء وقت". ومصطلح "فقر الوقت" يقصد منه حرمان من فرص الترفيه وممارسة الهويات والأنشطة المختلفة.
وتؤكد "تضامن" على إختلاف الأمر في الدول النامية ومنها الدول العربية بما فيها الأردن ، إذ تعاني ملايين النساء العاملات من "فقر الوقت" أكثر من الرجال العاملين ، خاصة النساء العاملات اللواتي تُستنفذ معظم أوقاتهن في تدبير المنزل ورعاية الأسرة مما يجعل من فرصهن في التعليم ضئيلة ، ويزيد من صعوباتهن الصحية ، ويحرمهن من تطوير قدراتهن الوظيفية بل يحد من طموحاتهن في تولي المناصب القيادية التي تتطلب وقتاً إضافياً للعمل.
وفي الوقت الذي يشهد فيه الأردن تحولاً إيجابياً لنظرة المجتمع الى عمل المرأة ، لكن لم يرافقه نفس التحول في مشاركة الرجل للمرأة لتحمل جزء من عبء المسؤوليات داخل المنزل ، لا بل هنالك العديد من الحالات التي يسيطر فيها الرجل على راتب المرأة ، ويحرمها من التصرف بأموالها ، ويحاسبها على أقل تقصير داخل المنزل. وإذا كانت مشاركة النساء للرجال في العمل تحسب من جانب بعضهم على أنها ضرورة تقتضيها الأوضاع الإقتصادية والمعيشية ، فهي من جانب أغلبية النساء أعباء عمل مضاعفة خارج وداخل المنزل دون أي عائد مادي يُحسن من أوضاعهن المالية ويخرجهن من دائرة "تأنيث الفقر" الممنهجة.
وإذا كان بعض الرجال في الدول النامية لا يعانون من "فقر الوقت" فيقومون بنشاطات ترفيهية وبمبالغ مالية من رواتب زوجاتهن وبناتهن، إلا أنه يؤدي حتماً الى تأنيث "فقر الوقت" وجعله لصيقاً بالنساء, لذا تطالب "تضامن" كافة الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني وتدعوها لمحاربة الممارسات الخاطئة من قبل بعض الرجال ، ومساندة النساء وتوعيتهن بحقوقهن الإقتصادية والثقافية والصحية على وجه الخصوص. فلم تتخلص النساء بعد من ظاهرة تأنيث الفقر ليجدنّ أنفسهن أما ظاهرة تأنيث "فقر الوقت".
جمعية معهد تضامن النساء الأردني
عمان 6/11/2011