الشعب يريد "حماوة وجهه"

يخوض الأردنيون الآن نقاشات أسرية حول مصدر التدفئة المتوقع، وجدوى الانتقال الى مصدر آخر يختلف عن الوضع في الشتاء الماضي.
بالنسبة لي كنت أخطط للانتقال هذا الشتاء الى الكاز، بعد أن أمضيت السنوات الأخيرة موزعاً بين مصدرين هما الغاز والكهرباء معاً، بواقع صوبة واحدة من كل صنف، لكن الكهرباء لم تعد مجرد مصدر تدفئة بل تحولت في الشتاء الماضي الى مصدر لكارثة مالية، فقررت استبعادها نهائياً لصالح الكاز الذي كانت رائحته (محروقاً أو طازجاً) تحول بيني وبينه.
أجريت الدراسة اللازمة، وبدأت بشن حملة اعلامية أسرية تشيد بالأجواء الحميمة التي تحققها صوبة الكاز، فضلاً عما تتيحه من إمكانية إعداد الخبز المقرمش (سادة أو بالزيت والزعتر)، وهو ما يكفل إلغاء مفاعيل عنصر الرائحة. وبعد نقاش تجاوزت فيه حجج الأسرة التي ركزت على أقوال سابقة لي تشيد بصوبة الكهرباء النظيفة والتي لا تسبب الاختناق للصغار، حسمت أمر التنفيذ عندما يحين الوقت المناسب.
غير أن عدم اتضاح الموقف الحكومي للآن فيما يتعلق بسعر الكاز والغاز، دفعني لإعادة التفكير مجدداً: إذ من الواضح أن استئناف الاعتماد على الكهرباء غير وارد، وأي محاولة في هذا الصدد ستنطوي على قدر من "البرادة" أكثر مما فيها من تدفئة. وبالتوازي فإن أية زيادة في سعر الغاز تستدعي التدرب على تحمّل النظرات والحسرات ذات الصلة بالاصرار على إشعال "عين واحدة" من صوبة الغاز، وهو ما يعني الدخول في مرحلة "ما بعد البرادة".
بانتظار اتضاح خطة الحكومة، كل ما أتمناه أن تبقى حرارة وجهي حول معدلها العام في مثل هذا الوقت من السنة. ( العرب اليوم )