ليمون: نسعى لدعم أميركي للأردن للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين
المدينة نيوز - وصفت رئيسة اللجنة الأميركية للاجئين والمهاجرين لافينيا ليمون، الأردن بالنموذج "المذهل" لناحية استضافته للاجئين العراقيين سابقا، والسوريين حاليا، مؤكدة أن استضافة العراقيين سابقا والسوريين لاحقا، "خارج المخيمات" في المجتمعات المحلية قبيل افتتاح مخيم الزعتري "شكل نموذجا غير مسبوق، وهو ما لم تقم به أية دولة قبل ذلك".
واعتبرت ليمون، في لقاء مع "الغد" خلال زيارتها الحالية للمملكة، أن "هذا إنجاز للأردن"، مبينة أن "تكفيل اللاجئين امر ممتاز"، مؤكدة "هذه اول مرة نرى دولة تفعل هذا"، وقالت "انها تفضل لو ان مخيم الزعتري لم يفتتح، وبقي الوضع كما كان سابقا"، اي ان يعيش اللاجئون في المجتمعات المحلية".
واعترفت رئيسة المنظمة الأميركية، غير الحكومية المتخصصة باللاجئين حول العالم، ان المجتمع الدولي "لم يستجب بشكل كاف" للأردن، لا من ناحية الكرم ولا من ناحية سرعة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين، وان كل المساعدات المقدمة لغاية الان بهذا الصدد "غير كافية".
وعبرت عن إيمانها بأن هذا التقصير من المجتمع الدولي هو الذي دفع الأردن لافتتاح مخيم الزعتري، وقالت "الأرقام ازدادت بشكل كبير جدا، في حين لم يتدخل المجتمع الدولي ليساعد، ومعروف ان الجميع يعاني من ازمة اقتصادية، ولكن ما قدمته عدد من الدول ليس كافيا".
يشار الى ان هذه المنظمة ترفض فكرة المخيمات للاجئين في دول العالم، وتحث على انخراطهم في مجتمعات الدول المستضيفة، ليتسنى لهم العمل والعيش بشكل طبيعي.
وفي حديثها عن الأردن، اشادت ليمون بتاريخ المملكة "المميز باستضافة اللاجئين"، واصفة تعامل المملكة مع العراقيين والسوريين الذين لجأوا اليه، بـ"الضوء الساطع ومضرب مثل" في تعامله مع مئات الألوف من اللاجئين "بدون المخيمات"، فـ"الطريقة التي سمح فيها للعراقيين باستخدام المستشفيات والمدارس وكافة المنشات والمرافق، وكيف تدخل المجتمع الدولي للمساعدة، يعد امرا يحتذى به".
وحول ما تقترحه من حلول في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة اردنيا وارتفاع ارقام البطالة، وهو الأمر الذي سيتضاعف في حال سمح لعشرات الآلاف من السوريين بالعمل في المملكة، قالت "أقترح تكفيل جميع اللاجئين في المخيم، وان يقدم المجتمع الدولي مزيدا من المال ليتسنى للأردن التعامل مع هذه الأزمة بدون مخيمات".
وعن زيارتها للأردن، قالت إنها "تأتي مع تصاعد العنف في سورية بدون أي توقف٬ وتفاقم أوضاع اللاجئين"، مبينة ان اللجنة زارت مخيم الزعتري لاسكتشاف ما إذا كان يمكن تقديم العون للسوريين بأفضل طريقة٬ مؤكدة أنها ستستمر في البحث عن حلول أفضل لأوضاعهم.
وكانت ليمون زارت الأردن قبل اربعة اشهر، قبيل افتتاح الزعتري، وقالت إنها كانت "سعيدة" عند زيارتها الأولى، لأن "الأردن لم يلجأ لافتتاح مخيم كحل كما تفعل الدول الأخرى"، الا ان افتتاح "الزعتري" في الصحراء، ووجود اكثر من 40 الف لاجئ فيه، اغلبهم من النساء والأطفال "امر يقلقني في ظل عدم وجود حل في الأفق للأزمة السورية".
وحول اسباب رفض المنظمة للمخيمات، اشارت الى انه "عند تاسيس المخيمات فان المعظم يبقون فيها، وعندما تضع الناس في مخيم فان هذا تدمير ممنهج لقدرتهم للعيش في مجتمع طبيعي، فالطعام يوزع عليهم وهم لا يعملون ولا يستيقظون ليذهبوا لعملهم، الظروف في العادة بدائية جدا وقد يبقون على هذا الحال لأجيال".
وحول دفاعها عن ما تروج له المنظمة التي ترأسها، قالت "نحن لسنا سذجا، الكثيرون يتهموننا بأننا كذلك، ولكننا توصلنا الى ان هذا انتهاك للقانون الدولي، نعرف ان الأردن مثلا لديه بطالة، مشاكل اقتصادية، وندرك انه لأكثر من عام استوعب الأردن كل اللاجئين السوريين الذين اتوا اليه وتم تكفيلهم ونعرف ان عدد اللاجئين خارج المخيم اكثر من عددهم داخله"، وزادت "اعتقد ان فكرة التكفيل كانت ممتازة، ونعرف ان هناك تخوفا من ان لا يعود بعض اللاجئين الى بلدهم عند انتهاء الأزمة، وهذا تخوف طبيعي ولكن الحكومة ستجد طريقة لاجبارهم للعودة حينها".
وضربت مثالا على التكلفة الكبيرة التي يتكبدها البلد المستضيف والمجتمع الدولي عند افتتاح المخيمات واستضافة اللاجئين فيها، بدلا من ان يتاح لهم العمل حتى لا يكونوا عبئا على الحكومات والمجتمع الدولي، قائلة، "في تايلند اللاجئون البورميون موجودون منذ اكثر من 25 عاما، والمجتمع الدولي يدفع اكثر من 20 مليون دولار سنويا لابقائهم في المخيمات"، وبحسبة بسيطة، "دفعوا مئات الملايين حتى الآن، وماذا لدينا؟ لدينا جيل كامل من اللاجئين نشأوا في ظروف سيئة بدون تعليم وبدون المقدرة على الاعتناء بأنفسهم وبدون المساهمة في الاقتصاد التايلندي".
ويبدو للناس أن إنشاء مخيمات هو الحل "الأقل تكلفة"، ولكن على المدى لطويل يكون "الأكثر تكلفة".
وأشارت الى ان "القانون الدولي ينص على ان اللاجئين يجب ان تتاح لهم الفرصة لحياة طبيعية وهم في المنفى، وحرية تنقل وكسب العيش وان يذهب الأطفال للمدراس وان يتملكوا عقارات وان يتم معاملتهم كناس عاديين يعملون ويدفعون الضرائب".
وفي ردها على سؤال مرتبط بانتقاد افتتاح الزعتري، وفيما اذا كانت المنظمة قدمت مساعدات نقدية او عينية، او تقدمت بطلبات رسمية من جهات ودول مانحة لتطبيق هذه المقترحات في الأردن، قالت "ما نقوم به من جهود في هذا الصدد، لا نصنفها كمساعدات"، ولسنا في موقف يتيح لنا تزويد المساعدات للحكومات، فنحن مؤسسة بحثية.. ولكننا ندعو في الولايات المتحدة وبقوة الى دعم الأردن، فلدينا طاقم يتحدث مع أعضاء مجلس الشيوخ (الكونغرس)، ويحاول إقناعهم بتقديم المزيد من المساعدة للاجئين فقط، ولكننا لا ندعو لدعم المخيمات".
وعن عمل المنظمة، اوضحت انها تعمل في مجال اعادة توطين لاجئين من دول مختلفة مثل العراق وبورما، داخل أميركا، بعد الحصول على موافقة الحكومة على استضافتهم بالبلاد.
وتابعت "عندما يصلون لأميركا نستقبلهم في المطار ونساعدهم في تأسيس بيوتهم وحياتهم في المجتمعات المحلية"، ولكن مع الأزمة الاقتصادية، فإننا نواجه اعتراضات من المجتمعات المحلية، تطالب بوقف استقبال اللاجئين، لذا نحن نتفهم ما يمر به الأردن، وما الذي جعله يلجأ لافتتاح المخيم.
ورأت ليمون ان الأردن لو تلقى مساعدات كافية تتيح له انشاء مدارس ومستشفيات، في الشمال مثلا ليستفيد منها السكان المحليين واللاجئين، سيقود ايضا الى توفير فرص عمل للجميع، ومن ثم "عندما تنتهي الأزمة السورية ويعود اللاجئون إلى بلادهم فان هذه المنشات ستستفيد منها المجتمعات المحلية وسكانها".