لصوص السيارات: مساومات لإعادة المركبات وضحايا يروون معاناتهم
المدينة ينوز - كشف مواطنون تعرضت مركباتهم للسرقة، وعثر عليها في منطقة الجفر جنوب مدينة معان في الحملة الأمنية الأخيرة، عن معاناتهم وما تكبدوه من خسائر مالية ومعنوية فادحة نتيجة ذلك.
وكانت الأجهزة الأمنية نفذت حملة المداهمة الجمعة قبل الماضية، وضبطت خلالها 63 مركبة مسروقة ومخالفة جمركيا. ويقول المواطن محمد السمهوري الذي سرقت مركبته "دبل كبين" من أمام منزله بتاريخ 11/ 9/ 2010، أنه اشترى المركبة عن طريق قرض بنكي بقيمة 27 ألف دينار، وأثناء اصطفاف المركبة أمام منزله في ضاحية الرشيد تمت سرقتها من قبل أحد الأشخاص، ولم يعلم شيئا عن مكانها، حتى تم تنفيذ حملة المداهمة، حيث ضبطت مركبته من بين السيارات المسروقة.
وأضاف "بعد سرقة مركبتي واصلت البحث عنها ما يزيد على أربعة أشهر، بخاصة عقب الأزمة المالية التي عشتها بعد سرقة المركبة، خصوصا وأنها ضرورية لطبيعة عملي، وقمت بالبحث عنها في مختلف المناطق التي تؤوي السيارات المسروقة، لكن بدون جدوى، إلى أن وردني اتصال من شخص مجهول يبلغني أن مركبتي موجودة لديه، وأنه إذا أردت استعادتها فعلي أن أدفع مبلغ 5 آلاف دينار".
وأضاف السمهوري "قمت بإبلاغ البحث الجنائي عن هذه المكالمة تمهيدا لوضع كمين للسارق، غير ان الشخص المجهول لم يعد يرد على مكالماتي الهاتفية".
وبحسب السمهوري فإنه عازم على ملاحقة الشخص الذي ضبطت بحوزته المركبة جزائيا وحقوقيا، وسيطالبه بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق به، مشيرا الى أن مركبته بعد أن استلمها كانت تخلو من العديد من القطع والإضافات المزودة بها، وحاليا تحتاج لإصلاحات بقيمة 8 آلاف دينار.
ويؤكد أحد المواطنين الذي عثر على مركبته في منطقة الجفر أن السارق كان من خارج الجفر، لكنه سرقها وأخفاها في إحدى المدن القريبة من عمان، ومن ثم قام بإرسالها إلى هناك.
ويشير المواطن الذي فضل عدم ذكر اسمه مخافة تعرضه للإيذاء من السارق مرة أخرى، إلى أن المركبة سرقت منه خلال شهر رمضان الماضي، عندما اوقفها في منطقة اليادودة، وتمت سرقتها خلال أقل من دقيقة.
واضاف: "أبلغت المركز الأمني المختص، وبعدها بدأت رحلة البحث عن المركبة، وكان كل شخص يرسلني إلى آخر، إلى أن أبلغني أحدهم أنه توصل إلى مكان وجود المركبة، لكن السارق يريد مبلغ ألف دينار لقاء إعادتها".
وبحسب الضحية، فإنه أعطى ذلك الشخص مبلغ ألف دينار لاستعادة السيارة المسروقة، وهي من نوع "دبل كبين" موديل 2002، لكن الأخير عاد وأبلغه أن السارق قام بالاعتداء عليه وسلبه مبلغ الألف دينار. ويؤكد أن السيارة بعد أن استلمها مؤخرا، كانت عبارة عن "قطعتين حديد"، وللأسف فإن شركة التأمين لم تعوضه كون نوع التأمين (ضد الغير). وقال إن "الشركة التي أعمل بها، والحمد لله، لم تطلب مني أي تعويض عن سرقة البكب الذي يقف حاليا في كراج الصيانة لإصلاحه".
أما المهندس الزراعي محمد العقايلة، من سكان منطقة طبربور، فكانت له رحلة طويلة مع سارقي السيارات، مشيرا إلى أن المركبة التي يعمل عليها وتعود ملكيتها للشركة التي يعمل فيها، تعرضت للسرقة خلال شهر ونصف مرتين.
وبحسب العقايلة، فإن السرقة الأولى كانت خلال شهر رمضان الماضي، حيث تلقى اتصالا هاتفيا من أحد الاشخاص يبلغه أن مركبته موجودة في منطقة الجفر، وإذا أراد استعادتها فعليه أن يدفع مبلغ 2000 دينار.
وقال: "توجهت إلى منطقة الجفر، وهناك استقبلني شخصان بحفاوة، وطلبا مني أن أتفقد المركبة، وبالفعل كانت في حالتها الطبيعية، ودفعت لهما المبلغ المتفق عليه، واستلمت المركبة وعدت إلى عمان"، مشيرا إلى أن علامات تعاطي المخدرات كانت واضحة على الشخصين.
ويضيف العقايلة ان السرقة الثانية لمركبته كانت في الثاني والعشرين من أيلول (سبتمبر) الماضي، وبنفس الطريقة، حيث قام بالاتصال بالأشخاص أنفسهم لاستعادة المركبة، لكنهم بدأوا بالتسويف والمماطلة، وادعيا أنهما سيبحثان عن الشخصين السارقين، في حين أنها كانت بحوزتهم وضبطت معهم، لكن بعد أن نزعت عن المركبة قطعها الرئيسية والإضافات.
إلى ذلك، أكد أكثر من ضحية سرقت مركباتهم، أن هذه العملية يشترك فيها أكثر من شخص، بداية من السارق الذي يقوم ببيعها لأشخاص يتعاملون في تجارة السيارات المسروقة، حيث يشترونها بثمن بخس، ومن ثم يقومون ببيعها لأشخاص آخرين أو استبدالها بالحبوب المخدرة والسلاح.
الغد