حوار جريدة الدستور مع د. فطين البداد عن تايكي ومخيم الزعتري والصحفيين ( نص الحوار كاملا )
المدينة نيوز - خاص : قال الدكتور فطين البداد رئيس مجلس ادارة قنوات البث الاردنية : ان ريع جائزة تايكي الذي خصص للاجئين السوريين في مخيم الزعتري لبى جزءا من احتياجات الاطفال هناك ,وان هذا القرار جاء بالتعاون مع جمعية البداد الخيرية واملته واجباتنا الاخلاقية والانسانية تجاه اللاجئين , انطلاقا من اردنيتنا وحفاظا على سمعة بلدنا الذي حاول الاعلام الغربي تشويهه من خلال مشاهد الحرمان التي كانت تبثها القنوات والشاشات عن لاجئين ضيوف علينا عبر مشاهد الزوابع والفقر وغيره , وهو مالم نقبل به ابدا , فبادرنا الى انشاء بعض المرافق بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية .
وكشف البداد في حديث اجرته معه صحيفة الدستور ونشر الاثنين عن ملابسات ما اشيع عن منع صحفيين من تغطية مهرجان تايكي مؤكدا ان ذلك غير صحيح ابدا شارحا حقيقة ما جرى .
المدينة نيوز تعيد نشر اللقاء وتاليا نصه :
لعل الدكتور فطين البداد واحد من الذين لا يؤمنون بالجمود، فعلاوة على أنه رجل أعمال معروف في الأردن والخليج والعالم، فإن اللافت أنه أحد الذين يؤمنون بالإبداع وبالثقافة والفنون.
من أجل ذلك أنشأ البداد جائزة «تايكي» التي ملأت الدنيا وشغلت الناس واختتمت أعمالها في قصر المؤتمرات بالبحر الميت مساء الجمعة الماضي، وهي جائزة حملت اسم الاردن «جوردان أوورد» في مختلف القارات، وقد كرمت المبدعين الاردنيين والعرب في مختلف المجالات الثقافية والفنية والإبداعية، لتحوز على تغطية مباشرة من قبل عدة شبكات تلفزيونية عربية وعالمية منها التلفزيون الأردني الذي نقل الاحتفالية مباشرة، بالإضافة إلى قناة روتانا موسيقى وقناة العربية وعشرات المحطات الإذاعية والتلفزيونية، وهي احتفالية درجت على رعايتها سنويا سمو الأميرة ريم علي التي عرفت بعشقها للإبداع الثقافي والفني الجاد وبثقافتها اللافتة، وهي جائزة ممولة من مجموعة البداد القابضة. «الدستور» التقت الدكتور فطين البداد ليكون هذا الحوار.
* الدستور: من هي تايكي، ولماذا هذا الاسم؟.
- البداد: تايكي هي رمز الحب والجمال، الشجاعة والقوة عند اليونانيين والرومان القدامى، ولا تزال آثارها شامخة في منطقة «أم قيس» الأثرية لتصبح رمزاً من رموز الأردن القديمة.
أما لماذا تايكي؟ فلأن الحب والجمال هما من صفات وطننا الغالي الأردن الذي يحتضن بين ربوعه أبناءه وكل من يحتمي به ويلجأ إليه، ولأن تايكي في شموخها وكبريائها وصفاتها النبيلة هي انعكاس لصفات الأردني بشهامته وأخلاقه الكريمة وأصالته وثقافته.
تايكي التي تنتصب في منطقة أم قيس شمال مدينة إربد، هي انعكاس لحضارات عريقة تعاقبت على الأردن لآلاف السنين، وانعكاس لتاريخ طويل من المجد والعظمة.
* الدستور: وما هي أهداف هذه الجائزة؟.
- البداد: لأننا في قنوات البث الأردنية نحتفي بالأصالة والثقافة، فقد كانت تايكي التي تحمل جائزتنا السنوية اسمها، وتهدف إلى تكريم الفن والفنانين، الإبداع والمبدعين في الأردن والوطن العربي. وتايكي هي رسالة من مجموعة قنوات البث الأردنية إلى العالم بأن الأردن هو حاضن الثقافة والفنون وهو قبلة لكل المبدعين والمثقفين.
* الدستور: ولماذا البحر الميت؟.
- البداد: كل الأردن الحبيب مكان ملائم لأي فعالية، غير أننا اخترنا قصر الملك الحسين للمؤتمرات في البحر الميت وهو مكان مناسب لاستقبال كبار المثقفين والفنانين وله معنى سياحي ثقافي كون تلك البقعة أخفض منطقة على وجه الأرض ولم تستغل كما يجب حتى الآن، ويهمنا تسويق بلدنا بالدرجة الأولى، وهناك يجتمع المبدعون من أهل الأردن وكذا المبدعون العرب لنحتفي بهم وليستمتعوا بإحدى أجمل بقاع الأرض ولنكتب سوية رسالة المحبة والفرح.
* الدستور: احتجبتم العام الفائت، أي أن جائزة تايكي 2012 جاءت بعد تايكي 2010، لماذا؟.
- البداد: تايكي عادت هذا العام برغم كل المآسي والفوضى في وطننا العربي، ورغم كل الدم السوري الغالي الذي يسيل على بُعد بضع كيلومترات منا، تعود لأنها رمز للقوة والشجاعة ولأنها بأجنحتها سترفرف حاملةً السلام والحماية كونها ترفض الموت وتدعو إلى الحياة والخلود.
* الدستور: عرفنا أكثر عن هذه الجائزة، هل هي ربحية، ولمن يعود ريعها؟.
- البداد: هي جائزة غير ربحية عاد ريعها في العام الاول لأعمال خيرية طافت مختلف مناطق المملكة من أقصاها إلى أقصاها ويعود ريعها هذا العام إلى دعم مخيمات الأشقاء اللاجئين السوريين، والبداية من الأردن من مخيم الزعتري حيث قدمنا بالتعاون مع جمعية البداد الخيرية مرافق ترفيهية لأبناء المخيم السوريين حملت شعار (حماية الطفولة) وتم تقديم كل الإمكانيات المتاحة لأطفال سوريا، وتساهم تايكي ما أمكن في إنقاذهم ودعمهم النفسي والمعنوي.
* الدستور: ماذا أردتم من هذه الجائزة؟.
- البداد: ما أردناه من تايكي هو أن نقول إن الأردن سيبقى بلد المحبة الذي يجمع ضيوفه ويكرّمهم كما يكرّم أبناءه ويفتخر بهم. فالأردن، بلد الفنون والثقافات، الذي تعاقبت عليه حضارات متعددة ومتنوعة، احتضن في يوم واحد نجومه والنجوم العرب واحتفى بهم واحتفوا به وطناً للعزة والفخار، وطناً للعراقة والأصالة.
* الدستور: أثيرت ضجة عن الخيم التي قدمت للاجئين السوريين، هل توضح هذه القضية للقراء؟.
- البداد: الأردن، وطنا وملكا وشعبا، معروف ومشهود له بأخلاقه الرفيعة وكرمه وشهامته ونخوته وأصالته.. الأردن الذي استقبل إخوانه الأشقاء العرب العراقيين والليبيين وأخيراً السوريين، يعبر عن نفسه وأصالته وانتمائه لعروبته في تخفيفه عن هؤلاء الإخوة من هول المحنة، وأي محنة أعظم من أن تبعد قسراً عن وطنك، ومن أجل ذلك، فقد تقدمنا بطلب للهيئة الخيرية الهاشمية التي تقوم بجهود جبارة في إغاثة هؤلاء الإخوة السوريين من أجل أن نهديهم بعض الصالات والمرافق التعليمية والترفيهية لهم ولأطفالهم، بعد أن بدأ الإعلام العالمي يطرق اسم الاردن سلبا ويتهمه زورا بأنه مقصر في هذا المجال. ومن واجبنا الوطني تجاه بلدنا تقدمنا بهذا الطلب فاستجابت الهيئة الخيرية الهاشمية مشكورة فورا وذللت لنا كل الصعاب التي من شأنها إنجاح هذه المبادرة التي مولتها جمعية البداد الخيرية بالتعاون مع تايكي، وكم سعدنا بافتتاح معالي وزير الأشغال يحيى الكسبي للمشروع بوجود سفراء عرب بيننا منهم سفير سلطنة عمان الشقيقة، تلك السلطنة التي لم تغب يوما عن همها القومي وكانت نعم المعين لكل ذي حاجة إنسانية عبر تاريخها.
فبعد أن عاش اللاجئ السوري في الأردن بشرى بناء مخيم «الزعتري» الخاص باللاجئين السوريين في محافظة المفرق من قبل الأمم المتحدة المعنية بشؤون إغاثة اللاجئين وبإشراف الهيئة لخيرية الهاشمية وإذ باللاجئ السوري ومعه نحن أيضاً نُفاجأ بما نراه على شاشات التلفزة عن واقع مخيم الزعتري الذي يزوره كبار رجال الدولة الأردنية وكبار المسؤولين من أوروبا، فهو ليس سوى خيام متهالكة تصارع العواصف الرملية ولا تمتلك أدنى شروط الإغاثة الدولية، ومن هنا كان تفكيرنا بتقديم شيء باسم بلدنا الأردن لنرد على كل الألسنة التي تتهمنا بالتقصير حيال اللاجئين.
* الدستور: أثيرت ضجة مؤخرا عن أنكم لم تسمحوا للصحفيين الاردنيين بدخول الحفل.
- البداد: قبل تعليقي على ذلك، فإني أشكر كل الصحفيين الاردنيين ممن هم معنا أو ضدنا، وبخصوص ما نشر فإننا أصدرنا بيانا أوضحنا فيه ملابسات ما جرى، ونتحدى أن نكون قد غيبنا الإعلام الاردني، إذ كيف يقال إننا غيبنا الإعلام الأردني والتلفزيون الرسمي نقل الفعالية بشكل مباشر، والصحف اليومية ومنها أنتم في «الدستور» الغراء كنتم شهودا، بالإضافة إلى محطات الإذاعة، وقد وقع علينا ظلم في ما نشر حقيقة، فبدل أن نخدم جائزة باسم الأردن وليست باسم فطين البداد نرانا نمعن في الإساءة والافتراء بحكايات ألف ليلة وليلة طالت جهات وسفراء عرب نعتز بهم، ونختلق وقائع ما أنزل الله بها من سلطان. وعلى كل حال، فإنه لا يصح في النهاية إلا الصحيح، ولا أملك إلا أن أقول: حسبنا الله ونعم الوكيل ولا قوة إلا بالله وسامح الله من أساء إلينا.
* الدستور: كلمة أخيرة دكتور فطين.
- البداد: شكرا لـ«الدستور» وحرفيتها.