البرايسة يحاضر حول مفهوم المُوَاطَنة في مدرسة الوكالة بالهاشمي الشمالي
المدينة نيوز - خاص - عبّر عضو مجلس النواب السابق محمد راشد البرايسه، عن خشيته مِن إنحراف مسار الأمور إلى ما لا تُحمد نتائجه، في الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن التي تتمثل بالعجز المالي الذي تُعاني منه موازنة الدولة، وبما نحن مُقبلون عليه مِن قرارات حكومية غير مأمونة النتائج في خضم الإضطرابات التي تعصف بالإقليم بشكل عام والأحداث في سوريا بشكل خاص، قائلاً: "والله إننا نضع الأيدي على القلوب".
وجاء حديث البرايسه في ندوة نقاشية نظمتها مدرسة وكالة الغوث في منطقة الهاشمي الشمالي عصر الثلاثاء 13/11 حول مفهوم "المُوَطَنة"، حضرها عدد كبير من طلاب المدرسة وأولياء الأمور. مؤكداً على أننا بأمس الحاجة في ظل هذه الظروف الى تعزيز مفهوم المواطنة الصالحة لنصل بوطننا الى شاطئ السلامة وبر الأمان.. فالحل الوحيد للخلاص مِن الوضع الذي نعاني منه هو تعزيز وتفعيل مفهوم المواطنة كمرجع لحل كل المشاكل، لذلك فإن تطوير واقعنا السياسي والإقتصادي والإجتماعي، مرهون بقدرتنا على المستويين النظري والعملي لبلورة هذا المفهوم كحقوق وواجبات.
وأشار البرايسه إلى أن المواطنة تُشكّل حالياً موضوع الساعة بما تتضمن مِن تحديدات للعلاقة بين المواطن والدولة مِن خلال الواجبات والحقوق التي لا تُمَارس إلا في مجتمع مؤسساتي عادل وديمقراطي يحرص على المساواة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون الذي هو فوق أي اعتبار مهما كان، ودون تمييز أو تحيز بما فيها المشاركة السياسية وتقلد الوظائف العامة، حيث أن المواطنة لا تتحقق على الوجه الأكمل إلا في إطار مِن الشفافية والديمقراطية وضمن علاقة سليمة بين المواطن والدولة واضحة بحكم وضوح القوانين وشفافيتها، موضحاً بأن الدولة التي لا تمارس الشفافية مع مواطنيها ولا تتسم بالديمقراطية في نظامها السياسي، فإنها لا تحقق المواطنة، وأنه لا يمكن أن تتحقق المواطنة بدون مواطن يشعر شعوراً حقيقياً بحقوقه وواجباته في وطنه، فلا مواطنة بدون مواطن، ولا مواطن إلا بمشاركة حقيقية في شؤون الوطن وعلى مختلف مستويات، مما يؤدي إلى تعزيز الثقة لدى المواطن والدولة في تجاه أحدهما للآخر، بما يحقق لحمة النسيج الاجتماعي.
ودعا البرايسه إلى ضرورة أن يعي المواطن حقوقه كاملة والمنطلقة مِن أن الحكومة وجدت لخدمة الشعب، وأن الشعب لم يُخلق لخدمة الحكومة، وهذا يعني أن الناس هم مواطنو الدولة ورعاياها، وهم أسباب وجودها، وفي الوقت الذي تصون فيه الدولة حقوق مواطنيها وتحميها، في المقابل لا بد للمواطنين أن يُظهروا ولاءهم لدولتهم والدفاع عنها الدولة بإعتبارها فوق أي وطن آخر، مشيراً إلى أن إنعدام قِيم العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، وعدم تأمين مستلزمات حياةٍ كريمةٍ للمواطن، وتفشّي الفساد، وتحويل البلاد إلى مزرعة، قِلّة فيها سادة ومالكون. أمور كلّها أو بعضها تؤدّي إلى تآكل قيم المواطنة الصالحة وتراجع قيمة الانتماء، ولكن علينا أن لا ننسى أن المواطنة الصالحة لها ثمن، والانتماء له استحقاق، فحتى لو جَارَ علينا بعض ممن تولوا زمام المسؤولية في لحظة غفلة مِن الزمن، فإن علاقتنا بالوطن يجب أن تتحلى بالايجابية والبناء والتفاعل وإعمار الأوطان، فهي علاقة البيعة، والاستعداد لبذل أقصى جهد في سبيل البناء.
وختم البرايسه حديثه بالتأكيد على أن نعمتين أساستين لا يفطن إليهما كل منّا إلا عندما نفقدهما وهما: الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان.. مما يحتم ضرورة أن نسعى جميعاً –دون إستثناء- نحو تعزيز مفهوم المُوَاطَنة الصالحة، خاصة في ظل هذه الظروف حتى نكون فاعلين لا معطلين لمسيرة الوطن ونهوضه، فلا تمجيد إلا للأردن ولقيادته الهاشمية، ولا مساومة على عظيم مقدراته ومكتسباته وحاضره ومستقبله.
وفي نهاية الندوة عبّر البرايسه عن جزيل شكره لكافة أعضاء الهيئتين الإدارية والأكاديمية للمدرسة ممثلة بمديرها الدكتور مصطفى الواوي، والمشرف التربوي الدكتور محمد وللمشرفين على تنظيم وإعدادالندوة الأستاذ هاني الهندي والأستاذ جميل أو عجاج ولأولياء الأمور وللطلاب.