السياسة الخارجية انعكاس للأوضاع الداخلية

تم نشره السبت 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 01:59 صباحاً
السياسة الخارجية انعكاس للأوضاع الداخلية
د. فهد الفانك

يحلو للبعض أن يبحث في السياسة الخارجية لبلد ما على أساس أنها متميزة عن السياسة والاوضاع الداخلية مع أن الاتجاه الحديث يشير بوضوح إلى أن السياسة الخارجية تبدأ بالداخل ، وتمثل امتداداً وانعكاساً للأوضاع الداخلية وتلبية المتطلبات المحلية.

في الحوار الثالث والأخير بين المرشحين للرئاسة الأميركية ، تحت عنوان السياسة الخارجية ، كان مدير الحوار يعاني في محاولة متكررة لرد المتحاورين إلى ميدان السياسة الخارجية لأنهم كانوا يعودون باستمرار إلى الأوضاع الداخلية ، فهي الأساس الذي تتقرر على ضوئه السياسة الخارجية.

قناعات المسؤولين عن السياسة الخارجية وخبرتهم وحنكتهم لها بالتأكيد أهمية كبيرة ولكن العامل الحاسم الذي يقرر الاتجاه العام هو مصلحة البلد المعني التي تتحقق في الداخل. وبالتالي فإن نقاط القوة أو الضعف في السياسة الخارجية هي نتاج نقاط القوة والضعف في الاقتصاد والمجتمع المحلي.

لم تنتصر أميركا في حربين عالميتين لأن قادتها العسكريين كانوا من العباقرة ، أو لأن وزراء الخارجية والدفاع كانوا متميزين ، بل لأن الاقتصاد الأميركي كان صاعداً وتمكن من دعم جيوش الحلفاء ومدهم بعناصر القوة.

ولم يلتزم رؤساء أميركا المتعاقبون بدعم إسرائيل دون تحفظ عن قناعة بحق إسرائيل ، بل استجابة لضغوط داخلية ، وفي المقدمة اللوبي الإسرائيلي وأصوات اليهود والصحافة الأميركية.

ولم تنسحب أميركا من العراق وتخطط للانسحاب من أفغانستان حباً بالسلام ، بل لأن الموازنة الأميركية لا تطيق تكاليف الحرب في ظل العجز الكبير والمديونية المرتفعة.

هناك انطباع غير صحيح بأن السياسة الخارجية للأردن تتقرر وتمارس من الديوان الملكي ، وإن السياسة الداخلية متروكة للحكومة ، أي أن هناك فصلاً بين السياستين الداخلية والخارجية ، صياغة وممارسة.

والصحيح أن السياسة الخارجية للأردن محكومة باوضاعه المحلية ، وخاصة الاقتصادية والمالية. أما العوامل الداخلية التي تقرر المواقف واتجاهات السياسة الخارجية والعلاقات مع مختلف الدول العربية والأجنبية فنذكر منها: شح الموارد الاقتصادية ، عجز الموازنة العامة ، ارتفاع حجم المديونية ، تدفقات الاستثمارات الخارجية ، فائض القوى البشرية ، الموقع الجغرافي ، البنية الديمغرافية ، الحدود المشتركة مع إسرائيل ، أزمة الطاقة والمياه ، الخدمات العلاجيـة ، التميز العسكري والامني ، اتجاهات الرأي العام المحلي ، والحراك الشعبي. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات