معايير الهدلق
استأسد الكاتب عبدالله الهدلق والكاتب فؤاد الهاشم على اعمدتهم في بعض الصحف الكويتية وفرشوا فيها كلمات خطوها مشروعا لخراب أخلاقي وعنوانا للتخريف السياسي.. فـأبتدعوا الجمل والكلمات التي عجزت عن اختراعها حتى الصحف العبرية لتبرير الغطرسة الصهيونية على الامة العربية من المحيط للخليج.
كان مقال عبدالله الهدلق الاخير في صحيفة الوطن الكويتية صك استسلام أبدي للهزائم من احد افراد القطعان التي اختبأت في فقاعة بين فقاعات غثاء السيل.. وآمنت بدونية قيمتها بين عشاق الحرية.
لم تكن كلمات الهدلق إلا كلمات بذيئة تنتهي مفعولها بانصراف آخر حرف من بين شفتي قائلها.. لا يسيء لسامعها شيء منها سوى احتمالية تصنيف كاتبها او قائلها كعربي او حتى انسانا بين صفوف البشر، فمن يختار السكون والركون للشيطان خوفا من الوسوسة يكاد يسابقه الى الجحيم.
ربما لو انكر الهدلق على حماس احقيتها بانفرادها في حكم (إمارة غزة) وهاجم اختطاف القطاع بين اذرعتها واقترح تعريب المسألة الفلسطينية.. لكنت اول من ايده مع ان الحديث ليست وقته الآن فالوقت هو زمن مراجعة الحسابات ونفض الغبار عن النخوة في كل الوطن العربي بما فيه الفصائل والأخوة في فلسطين..
فالكاتب الهدلق لم ينطلق من عروبته او من عقيدته لكي ينتقد الخراب والتخريب في مفاهيمنا ومعادلاتها وأخلاقنا ومبادئنا ومنتجاتنا البشرية.. ولم ينطلق من معادلة الحق والباطل لكي يوزن الأمور بل جلس في المعسكر الاخر وربما لم يسمح له بالجلوس حتى معهم بل ترك واقفا كالحاجب على باب السلطان يدافع عن حاخامات المستوطنات ويتباكى على جروح شلومو وديفيد ويعترف لهم بمسرى الرسول عاصمة ابدية لهم.
ولا ندري كيف استطاع الهدلق أن يربط القضية الفلسطينية بالمحتال الأكبر حسن نصرالله والنظام المجوسي فكلا الشيئان (ايران وصبيها حسن) لا يمثلان لمعظم الشعب الفلسطيني شيئا.. بعد ان ظهر المشروع الفارسي بتفاصيله القذرة جليا لكل الشعوب العربية.
ولم يدرك الكاتب الكويتي لغاية الان ان القضية في غزة او في رام الله الان ليس قضية حماس أو ايران..! بل قضية شعب فلسطيني كجزء لا يتجزأ من الأمة العربية وبكامل تفاصيلها، فالشعب الفلسطيني كان وهو في ذروة نضاله يدرك خطورة المخطط الفارسي منذ البداية ويفضحه ( معارك الجبل في بيروت مثلا) ولم يستسلم لهذا المخطط أي من فصائل الثورة الفلسطينية وأن هادنته بعض الفصائل ولكن لم تمازجه او تكاتفه.. وحتى حماس بريئة من هذا التلفيق حيث ادركت نجاسة العباءة الايرانية حديثا فخرجت منها ودون ان تتلوث معالمها.
فمع وجود تحفظات كثيرة على برغماتية حماس وعلى انعطاف بوصلتها.. ولكنها (حماس) لم تغص في الوحل المجوسي.. بل مارست الخطأ تلو الخطأ ولم تعتنق الخطيئة.. وربما تربع حماس على (إمارة غزة) هو احدى نقاط ضعفنا ولنا مائة مأخذ عليها وضعف السلطة الوطنية الفلسطينية هي احدى نقاط وجعنا ولنا ايضا مآخذنا عليها.. ولكن كلاهما أبناء الوطن ووجعه وفخره أيضا ونتمنى من الله ان يعيد لهم بوصلتهم لا أن يحرق مراكبهم.
وفي المقابل نجد أن تربع بعض الصبية على فوهات الميكروفونات في ساحات اسواق الكلام في الكويت وتطاول الكتبة المأخوذين بأنفسهم على كل شيء قد يفضحهم.. هو اسباب هزائمنا وانحطاط مواقعنا بين الأمم.
لا نقول للهدلق او للهاشم او البراك قل خيرا او اصمت بل نقول لهم (يا حيف) ويا شاسع المسافة بينهم وبين الصواب.. فالمسألة في غزة هي قضية كرامة والنصر ما هو إلا صبر ساعة ويكفينا ان الصاروخ الاول الذي ضرب تل الربيع( تل ابيب) كان مدموغا ب (صنع في فلسطين).