الاستقلال
فالاستقلال ميلاد للأمة و انطلاقة لها جديدة ... وإذا كان كل ميلاد لا بد مسبوقاً بآلام المخاض، فتضحيات الاستقلال بغير نهاية ولا حد. وان كنا اليوم نستذكر عظيم هذه التضحيات بقلوب ممتنة فعيوننا تستشرف المستقبل بتفاؤل ينبض بالتصميم على المضي قدماً على درب الاستقلال...درب الانجاز.
انجازٌُُ بدأ بالاستقلال وما زال يدرج على ذات الخطى بعزيمة صانعي الاستقلال وكبير همهم يتبعون الانجاز بآخر حتى غدت الدولة الأردنية الفتية محط نظر العالم وتقديره وعلى المستويات كافةً.
فسياستها المتسقة المتسمة بالمصداقية والاتزان أهلتها لتكون عاملاً أساسياً وفاعلاً في توجيه دفة الشأن السياسي في المنطقة، وانعكست إيجابا على إرساء أركان الأمن والاستقرار ووفرت تربة خصبة للنمو الاقتصادي القائم على الريادة وتشجيع جذب الاستثمار.
إن المشروع النهضوي الأردني وان كان قد اكتسب زخمه الحقيقي بالاستقلال فأهم ما يميزه وضوح الرؤيا واستمرارية النهج القائم على الإيمان بالإنسان الأردني، فليس بمستغرب هذا الاهتمام الملكي الجلي بتأهيل وتمكين الشباب ليس فقط لاتساع الشريحة الممثلة ديمغرافياً لنسبتهم من المجتمع الأردني وإنما لإطلاق طاقاتهم الدفينة باتجاه استكمال البناء ودفع عجلة التنمية.
فضمن هذا الإطار وفي ضوء هذه الرؤيا يأتي برنامج احتفالات الجامعة بهذه المناسبة العزيزة على قلوب أساتذتها وطلبتها غنياً بكل ما من شأنه إثراء التجربة الشبابية عبر الممارسة لا التنظير زاخراً بالفعاليات التدريبية والتأهيلية و التطوعية والثقافية والفنية والرياضية. امتدت مشاركة الطلبة فيها متجاوزة أسوار الجامعة وحدود الوطن ممتزجة بأطياف المجتمع الأردني من الشمال وحتى أقصى الجنوب ومتفاعلة مع الأقران من عرب وأجانب.
فمن ترميم لبيوت المعوزين (بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية) وجمع تبرعات للمستحقين وتخفيف عن المرضى والمسنين ( بالتعاون مع دار المسنين) وإدخال السرور والبهجة إلى قلوب الأيتام (بالتعاون مع دار الأيتام) إلى تمثيل الوجه المشرق للفن والفلكلور الأردني في اسبانيا وللرياضة الشبابية الأردنية في لبنان ومصر.وأتى إقبال الطلبة على الاستفادة من الدورات التأهيلية في مهارات النجاح التي يعقدها صندوق الملك عبد الله الثاني متناغماً وحاجات سوق العمل حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه الدورات ما يزيد عن ألف وثمانمائة طالب وطالبة وذلك تمهيداً لمشاركتهم في معرض فرص العمل الذي يقام داخل الحرم الجامعي بمشاركة شركات محلية وإقليمية ودولية.
ويعد الحراك الثقافي داخل البيئة الجامعية العمود الفقري لنشر الوعي ورفع سوية الحوار وتقبل الآخر، وما المبادرة الأخيرة (بصراحة) لاتحاد طلبة الجامعة والاسبوع الثقافي العالمي بمشاركة أكثر من خمسين جنسية من الطلبة وفعاليات نادي الديمقراطية وحقوق الإنسان الا غيض من فيض الجهود المبذولة على درب تعزيز التميز والانجاز.
وطني ..... في يوم عيدك نضع انجازات شبابنا بين يديك جهوداً متواضعة أمام عظيم تضحيات صانعي الاستقلال،ولكننا نعاهدك أن نموت لتحيى ونفنى لتبقى.
في يوم الاستقلال نستذكر صانعي الاستقلال من الملك المؤسس عبد الله الأول والى أن تسلم الراية الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين المعظم.
حمى الله الأردن حراً أبياً مستقلاً....
وأدام حامي الاستقلال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
*عميــد شـؤون الطلبـة – جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
