كيف يُحضّر "حزب الله" زعرانه للمواجهات المقبلة؟

تم نشره الجمعة 23rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 02:27 مساءً
كيف يُحضّر "حزب الله" زعرانه للمواجهات المقبلة؟

المدينة نيوز - فجأة يعلو صراخ والدة "شهيد" من "حزب الله" من داخل احدى المجمّعات التابعة للحزب. للوهلة الاولى يبدو الأمر عادياً جداً، فالجميع في منطقة حارة حريك داخل الضاحية الجنوبية تعودوا على مثل هذا الصراخ مع بداية اول كل شهر حيث يجري التلكؤ عن دفع الرواتب عائلات "الشهداء" والجرحى.

لكن مع استمرار صراخ الحاجّة وتصاعد تهديداتها في وجه المسؤولين هناك، تبين أن السبب يعود إلى سرقة محال السمانة الذي تعتاش منه هي وأولادها الخمسة بعدما قتل زوجها وولدها الاكبر الذين كانا ينتميان إلى "حزب الله"، فتوجه إتهاماتها لعناصر أمن الحزب إما بالتواطؤ مع السارقين وإما بسبب تقاعصهم عن حماية امن المنطقة، وهذا الامر بنظرها هي والكثيرين أصبح يتطلب عودة الدولة إلى الضاحية الجنوبية لأنها الأجدى والأجدر بحماية مواطنيها.

هي ليست المرّة الأولى التي تتعرض فيها مؤسسة في الضاحية للسرقة عن طريق الكسر والخلع، فيكاد لا يمر يوماً إلا وتسجل فيه حالة مماثلة على يد ما يُعرف بـ"شبيحة الضاحية". فالأمن هنا لم يعد ممسوكاً والممارسات غير الاخلاقية كثرت، فنحن نخاف على اولادنا صغاراً وكباراً من احتمال تعرضهم لمضايقات وتحرشات "الزعران".

هذا هو لسان حال اهالي الضاحية الذين باتوا في أشد الحاجة إلى وجود دولة تدافع عن أرزقاهم وتحفظ لهم كراماتهم. السيارات تُسرق، البيوت والمحال التجارية يُسطى عليها من دون حسيب او رقيب، بهذه الكلمات يبدأ أحد السياسيين من أبنا المنطقة حديثه "لموقع 14 آذار"، فيقول أن " الأوضاع هنا تغيرت والإشكالات المسلحة كثرت في الأونة الأخيرة بين هؤلاء الشبيحة الذين هم بمعظمهم من أبناء العشائر وبين جماعة الأمن في "حزب الله" الذي بات الجهة المخوّلة والوحيدة للشكوى، فإن حصل وتجرأ أحد المواطنون على التقدم بشكوى أمام الجهات المختصة فانه سيُعتبر خائناً وعميلاً ويتم التعامل معه على هذا الأساس، والأمر هذا يؤكد أن الإشكالات التي تحصل بين الحزب والشبيحة هي فقط لإيهامنا بأن الأمن مستتب علماً أنه وحتى اليوم لم يُصار إلى القاء القبض على أي من السارقين".

من المعروف ان هؤلاء الشبيحة كانوا قد شكلوا لسنوات طوال نواة "السرايا المقاومة" التي كان لها اليد الطولى في معركة السابع من ايار من العام 2005، وهم لجأوا إلى هذه الاعمال بعد ان أغلق "حزب الله" نوافذ الدعم المادي التي كانت تتلقاها هذه السرايا منه، وهنا يشير السياسي إلى أن "حزب الله" تقدم منذ أسبوع بحل تمثل بملصقات ورقية صغيرة وضعها أمنه على مداخل المباني يدعو فيها الأهالي إلى الاتصال بهم في حال تعرضهم لمضايقات على أيدي "شبيحة الضاحية"، وهنا ثارت الأهالي ضد هذا الإقتراح الذي يمثل إذعانً لهذا الواقع المرير، فبدل من استدعاء الدولة إلى الضاحية لتقوم بواجباتها تجاه مواطنيها، أراد الحزب من خلال هذا الامر تكريس وجوده كمرجعية رسمية للأهالي"، كاشفاً عن نية "حزب الله" في " إعادة تأطير هذه العناصر ضمن مجموعات تخصص لها رواتب شهرية يستعملها الحزب فزّاعة في وجه القوى اللبنانية الأخرى، ولهذه المجموعات خصوصية، إذ لا يمكن للمنتمي إليها إلّا أن يكون من طائفة محددة بعد أن يُقسم على سرية الاجتماعات".

ويشير السياسي إلى "أن هؤلاء الشبان بدأوا فعلاً في الخضوع لدروس دينية مكثفة لمدة شهرين داخل بعض الاماكن التي لها رمزية دينية، على أن يستكملوا بعدها مرحلة التدريب النظري على السلاح الخفيف والمتوسط، كقاذفات "أر بي جي" و"بي كا سي" وقذائف هاون من عيار 60 ملم الذي يحمل باليد، قبل أن يُنقلوا لاحقاً إلى إحدى البلدات البقاعية لتطبيق تدريباتهم ميدانياً على يد ضابط سابق في الحرس الثوري الايراني يدعى "عقيل. وبعد الإنتهاء من تلك الدورات سيقوم الحزب بتوزيعهم داخل أحياء الضاحية، على أن يُشرك بعضهم الآخر ضمن فريق "الانضباط" الذي يتبع لأمن الحزب مباشرة، وهو جهاز معني بتسهيل المرور داخل مناطق الضاحية يُضاف الى عمله جمع التقارير اليومية".

ويختم السياسي قوله " الوضع في الضاحية الجنوبية اليوم وتحديداً في ظلّ العناصر غير المنضبطة واللاأخلاقية، لم يعد يُطاق والدولة أصبحت معنية اكثر من اي وقت مضى للإلتفات إلى هذه المنطقة التي اصبحت كبؤرة للإرهاب وللخارجين على القانون، والخطر الاكبر هو ان يجعل "حزب الله" من هؤلاء الزعران وقوداً لمعركة يتحضّر لها ، على شاكلة ما حصل في صيدا أو أشدّ منها وذلك لكي لا يُقال إن عناصره هي التي تقاتل".(صوت بيروت)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات