أضغاث أحلام
مدخل ..الشعرة الفاصلة بين العقل والجنون هي ذاتها التي تفصل بين الواقع و الخيال أو بين الحقيقة والحلم.
1
الكرة والبساط
كان يجيد الصمت، قضى حياته غير مكترث بتفسير الأحلام، والتفريق بين أضغاثها و الرؤيا،.
كان يحلم دائمًا أن للأرض شكل كرة تتمركزها الفوضى ،و على محيطها نساء تبكي وتولول
و أطفال عراة جياع . فيستفيق مذعورًا ثم سرعان ما يهدأ لايمانه أنه مجرد حلم و أن للأرض
شكل بساط من مربع أخضر ، تملأ مسطحه بيوت بيضاء لا تقفل أبوابها حتى ليلًا .
ذات ليلة استفاق على نداء زوجته من محرم الخيمة لتوقظه ليلحق دوره باستلام المؤن . حينها فقط أدرك
أن للأرض شكل كرة لا مربعًا من بساط أخضر.
2
سفينة الصحراء
مقعده ثابت في هذه الحافلة منذ سنين ، تمامًا كثبات راتبه الشهري .
يجلس آخر الحافلة ، ينتظر حتى تمتلئ بالركاب . يفكر في كيفية تدبير أموره و توزيع راتبه إثر
الارتفاع الأخير للأسعار.يقسم الراتب على الأيام يجده يكفي لمنتصف الشهر فقط ،يفكر في الاستغناء عن
الدجاج فاللحم قد نسي طعمه منذ زمن ، يجده يكفي للثلث الأخير من الشهر . ماذا عن الفواكه و الحلويات
هي الأخرى ألقى عليها نظرة الوداع الأخيرة إثر الارتفاع السابق للأسعار . يفكر .يفكر أكثر لم يجد أمامه
إلا أن يوفر أجرة الحافلة ويذهب ويجيء مشيًا على الأقدام .عمل حسبته ، حمد الله أنه لن يستدين
من أحد .راح في غفوة فرأى أثناء نومه رأسه على جسم جمل دون سنام.
3
جحا وسيارته الوحيدة
بينما كان جحا يسير في أحد شوارع المدينة أخذ يتأمل عداد سيارته الذي يشير إلى قرب نفاذها من البنزين
وهو لا يملك فلسًا واحدًا وقد باع كثيرًا من الأشياء و استغنى عن العديد منها في سبيل الاحتفاظ بهذه السيارة
الوحيدة .
فكر في ما سيفعله ، فكر كثيرًا تذكر حميره العشرة وقال أن أحمل سيارتي على ظهري و أحتفظ بها أحسن
من أن تحملني و أصرف عليها قوت يومي . راقته الفكرة . هم بتنفيذها كاد أن يفتح باب السيارة وينزل لولا أن صوت زامور السيارات خلفه أيقظه من غفوته ليعبر الإشارة الضوئية التي تحولت للأخضر في توها.