نَفْظٌ إيراني = تَشَيُعٌ أردني
فجَّر السفير الإيراني في عمان (مصطفى زاده) مفاجأة لم تكن متوقعة عندما قدم عرضا ً باسم (إيران) عبر شاشة قناة أردنية، مؤكداًً استعداد بلاده تزويد (الأردن) بالمشتقات النفطية لمدة (30) سنة مقابل السماح بالتبادل التجاري والسياحة الدينية!.
هذا الخبر تلقته الأوساط الأردنية الرسمية والإعلامية الشعبية بين:
مرحب ظن أن (ليلة القدر) قد فتحت على الأردن، وأن (مصباح علاء الدين) أضحى بين أيدينا قائلاً لنا: شبيك لبيك النفط الإيراني بين يديك.. قُلْ يسمع لك.. واطلب تطاع!
وحائر أدهشته المفاجأة حيث كشف هذا الدبلوماسي الإيراني عن الكرم الأعجمي من خلال شاشة أردنية وليس عبر القنوات الدبلوماسية المتبعة بين الدول.. فكان هدفا ً إيرانياً (في الصميم) استطاع دبلوماسي من الدرجة السابعة أن يشغل الساحة الأردنية ويشعلها شعباً وإعلاماً ودولةً.
ومستغرب من هذا الاستعراض الإيراني للمكرمات، وهم بجانبنا يذبحون إخواننا في العراق، ويقتلون أبنائنا في الشام، وكأنهم يطبقون المثل الشعبي الأردني القائل: «يحييك ويشتم ابن عمك!».
وكنت قد عزمت على طي هذا الرأي وعدم نشره بعدما أطلعت على نفي السفارة الإيرانية في عمان لهذا الخبر على الوجه الذي نشر في وسائل الإعلام، وأخذوا في تأويله، وما يعلم تأويله إلا الراسخون في العلم!!
لكنني عدت إلى عزمي الأول -والعود أحمد- بعدما رأيت تلك الفضائية تحاول التسويق لهذا العرض الإيراني، على مبدأ: (عنزة ولو طارت) رغم تملص السفارة الإيرانية من تبعات تصريحات السفير.
لأن أكثر من تصدى لمناقشة هذا الخبر وتحليله غابت عنهم حقيقة (العرض = الغرض) الإيراني وما وراء أكمته التي تنطلق من البروتوكولات السرية لملالي الثورة الخمينية البائسة في قم.
1- ذكرني العرض الإيراني بأساليب المنصرين الذين يستغلون حاجه الناس من المرض أو الفقر أو التعليم لإعطائهم الفتات الذي لا يقيم لهم صلباً، ولا يملأ معدة مقابل الاستماع إلى دروس التنصير أو قراءة كتبهم ونشراتهم، والتي تنتهي -غالباً- بالطلب المباشر منهم أن يدخلوا في دينهم!
ففاتورة النفط الإيراني سيكون رصيدها تشييع الأردن –إن استطاعوا- أو الطلب منه أن يكون في (الناتو الشيعي) الذي يتشكل في المنطقة.
2- النفط الإيراني لا يوزع مجاناً بل ثمنه أعلى من الدولارات وأغلى من اليورو.. النفط الإيراني (وَقْفٌ) لتصدير الثورة ونشر المدّ الشيعي، ويضاف إلى ذلك ( الخُمْس).. فالسفير الإيراني لم يعرض النفط مجاناً للأردن بل طلب الثمن الباهظ؛ وهو: (السياحة الدينية) لتشييع جياع الأردن كما خيِّل إليه، وتنشيط (الخلايا النائمة) التي هددنا بها (حسن نصر اللات) من قبل.
3- ليس للشيعة في بلدنا أي مواقع أثرية تهمهم، أو ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتراثهم الرافضي، ومن ظن أن قبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في الكرك يهمهم واهم جداً؛ لأن جعفر بن أبي طالب ليس من أئمة الشيعة حيث أنها ابتدأت من علي بن أبي طالب -على حدّ زعمهم-، تم حصروا الإمامة في أبناء الحسين بن علي، وأخرجوا أبناء الحسن رضي الله عنهم، حيث وصفوهم بالكذب والفجور والحسد – حاشاهم- كما في «الكافي» (1/240)، ومحمد بن الحنيفة -الأخ غير الشقيق للحسن والحسين- ليس من الأطهار «الكافي» (7/187)، وزيد بن علي بن الحسين -عم جعفر الصادق وأخو محمد الباقر- فاسق ضال «الكافي» (2/155) و«رجال الكشي» (ص211) وإسماعيل بن جعفر الصادق عاص «بحار الأنوار» (47/247).
فإذا طمس الشيعة ذكر أبناء الحسن رضي الله عنهم، وطووا أنباء بقية أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثل: ( أبو بكر بن علي، وعمر بن علي، وعثمان بن علي).
فهل يعقل يا سادة يا كرام: أن مجيء الشيعة للسياحة الدينية في الأردن في القرن الخامس عشر هجري من أجل إحياء مآثر جعفر بن أبي طالب، وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، وأن ذلك سيحلب لنا نفطاً إيرانياً، وسيجلب لنا غازاً شيعياً مجاناً لثلاثين سنة أو تزيد؟!.. والشعب الأردني الحر (بفهمها قبل ما تطير!!)
4- الأردن تتنازعه دول إقليمية وأحلاف عالمية: فهو في مرمى المشروع الصهيوني- والذي يتغافل عنه الكثيرون من الساسة صناع القرار في الدولة الأردنية-.
وفي أطماع الهلال الشيعي –والذي حذر منه رأس الدولة الأردنية منذ بضع سنوات-.
وأما الهلال الإخواني – وهو ما تتذمر منه الأوساط الشعبية في الأردن -فيمني النفس أماني كثيرة، ويعد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وعوداً خطيرة: {وما يعدهم الشيطان إلا غروراً}.
والجميع يريد أن يجر الأردن: دولة، وشعباً؛ لتكتمل حلقته.. لكن ساء ما يحكمون؛ فسيبقى أردن الحشد والرباط -بإذن الله- قلعة شماء، وصخرة منيعة، ودولة متماسكة نظاماً، وشعباً، وتاريخاً.
5- العرض الإيراني بهذه الطريقة التي لا تعرف في شرع أو عرف أو قانون إحراج للدولة الأردنية أمام شعبها؛ فهو يجعل الناس يتساءلون لماذا تترك الدولة هذا العرض الجريء والكرم الحاتمي مقابل لا شيء من دول الخليج التي تدرك أن الأردن عمقها الإستراتيجي ورئتها التي تتنفس منها يعيش في ضائقة اقتصادية شديدة؟!
ومع ذلك فهم يدركون إن الأردن دولة وشعباً لن يُسْلِمَ دول الخليج للخطر الرافضي والمد الشيعي ولو أكل الشعب الأردني الحصى، وشدَّ الحجارة على بطنه؛ لأن الحرة (تجوع = تموت) ولا تأكل بثدييها!!
وصدق شاعر الأردن وهو يقول متوجعاً:
موطني الأردن ولكني به كلما داويت جرحاً سال جرح
وبنفسي رحلة عن أرضه عله يشفى من الإرهاق نزح