أعراس الموالاة وزفة المعارضة

لا يوجد شيء اسمه انسداد سياسي ولا يحزنون لانه لا توجد سياسة اصلا بقدر ما لدينا طفولة ومراهقة سياسية، وهذه وتلك تكون مفتوحة اصلا ولا تحتاج الى جهود لازالة الانسداد، خصوصا ان الذين يمارسون السياسة جلّهم بكر ويريد الدخول بسرعة الى عالم يظنه للمتعة، وهو في حقيقته مسؤولية والتزامات بناء لا يتفق معها اي انسداد.
امس، تحدث اكثر من كاتب عن الانسداد السياسي، وورد الامر كذلك في بيانات حزبية، وفحواه الوصول الى طريق مغلق بالاتجاهين، الحكومي والمعارض، او انه كل يدير ظهره للاخر، وهذه الوضعية لن تنجب حلولا ولا تبادلا مشتركا، واستمرارها سيفضي بالضرورة الى البحث في غير ما هو شرعي، وستكون البدائل ارتباطات خارجية محرمة للطرفين، وسيكون التعمق اكثر بالحضن الاجنبي ان كان فعليا او مجرد اتهامات.
جرت العادة الاردنية على اعتماد اصلاح ذات البين في القضايا كافة، ونادرا مافشلت جاهة اردنية في احلال الوئام محل الخصام، غير ان الانسداد السياسي لم يجد جاهته حتى الان، كما انه لم يتبرع احد للبحث عنها ومحاولة تشكيلها، والحال سيفضي اذا ما استمر، الى عنوسة سياسية ستتخشب وتتكلس مع مرور الوقت، ولن تجد ان ذاك من يتفاعل معها اويهتم لامرها، وعندها ستتغول على كل من حولها بحكم ما فاتها من فتح كان سيؤمن تبادلية منتجة واستقرارات آمنة ودون السقوط في مستنقع، فيه ما فيه، من لقطاء السياسة المنغمسين بالفساد والرذيلة.
الجمعة القادمة ستعمق حالة الشقاق والنزاع السياسي، وسيصل الانسداد السياسي الى اعلى درجة، اذ ان الاكيد نجاح فعالية المعارضة بالتحشيد الجماهيري، وقد يصل عدد المشاركين الى عشرات الألاف، غير ان الامر لن يغير من الموقف الحكومي قيد انملة، فقد اعلن الاصرار على الطلاق منذ رفض التفاهم على الانتخابات وقانونها، وهو الان مستمر بذات القوة لما خص الغاء الدعم، وكما انه لم تنفع فعالية الحركة الاسلامية الكبرى في زحزحة الموقف الحكومي من الاصلاح، فان فعالية الجبهة الوطنية لن تكون احسن حالا. والحكومة المصرة على الطلاق مع المعارضة ترى شرعية موقفها وقوتها من النفقة التي تدفعها على شكل تعويض للناس، لن يهمها حجم اي فعالية اعتادت التعامل معها بما يعيدها سريعا لبيت الطاعة دون اي مكسب، وفوق ذلك استمرار الهجر معها.
المعارضة على ما هي عليه من اداء لن تحقق مكسبا، وما انجز من اصلاحات تتغنى به فرق الموالاة باعتباره امرها ومن يقوده، وعليه فان العرس الديمقراطي المنتظر سيكون العريس والعروس فيه من نفس العيلة، وستفتح به ابوابا جديدة لهم، ولا سبيل حينها من البحث عن وسائل ناجعة تؤمن عرس المعارضة وليس الاستمرار بالزفة وحسب."السبيل"